
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رفعـت منـار العلـم فـي الشرق كله
وأعليـت مـن شأن الحضارة ما انحطا
ومـا اختطـك المنصـور للنـاس بلدة
ولكنــه للعلــم داراً قــد اختطـا
أعاصــمة العلــم الـتي نهجـت لـه
مناهــج رشـدكم هـدت للعلـى رهطـا
مدارســـك اللائي غـــدون دوارســاً
أنرن دياجي الجهل في الأعصر الوسطى
وأبــرزك العصــر الرشــيدي غـادة
يزيــد حلاهــا مــن مدارسـه سـمطا
فصــير أرض الشــام طوقـاً لجيـدها
وأضــحت لهـا زهـراء قرطبـة قرطـا
وأعطــاك يــا بغــداد مصــر قلادة
ومصـر إذا جـاز العطا خير ما يعطى
وأنـت الـتي طاولت كيوان في العلى
وقــد فقتـه شـأواً وشـاطرته شـوطا
ولا بـــدع ان صــيرته لــك موطــأً
فمنزلــك الأعلــى ومنزلــه الأوطـا
وكنـــت تلاقيــن الزمــان وريبــه
مغالبــة أبـدى رضـاً لـك أم سـخطا
وكنـــت محطـــاً للعلـــوم وهيكلا
منيعــاً أجــادته أوائلنــا ضـبطا
فكيــف محــط العلـم أصـبح خاليـاً
ومنزلـك السـامي غـدا اليوم منحطا
صــحائف مجــد فيــك خطـت ببيضـنا
فكيـف غـدوت اليـوم تمحيـن ما خطا
نــواد بنــور العلـم فيـك منيـرة
فكـم قـد هـدت شعباً وكم هذبت رهطا
وكـم لـك فـي المستنصـرية مـن يـد
علـى العلـم زادت فـي مباحثه بسطا
فهــدت شــعوب الأرض قـدما بنورهـا
وتلـك شـعوب فـي العمـى خبطت خبطا
أمدرسـة الشـرق اسـتهان بـك البلى
فسـام البنـا خسـفاً وأوسـعه ضـغطا
وقـد شـاب فـود الشـرق بعـد شبابه
فاخرجـك الـدهر الخـؤون بـه وخطـا
حنانيــك ان الشـرق مـن بعـد عـزه
تحكــم فـي أبنـائه الـذل واشـتطا
فأصـبح ان رام الظهـور إلـى العلى
تعــثر أو للمكرمــات خطــا أخطـى
نشـدتك هـل للعلـم فـي الشرق رجعة
فنحيـي لهـا آثـار أعصـرنا الوسطى
وبـاللَه قـل يـا شـط دجلـة هل لنا
مـن المجـد مـا أقوى يعود وما شطا
وأنـت أجـب يـا منبع النيل هل ترى
تعيــد بظـامي قطرنـا ذلـك الشـطا
وان أنــس لا أنســى شـواطئك الـتي
عليهـا أكـف الزهـر قـد نسجت مرطا
وترســم شـهب النجـم فـوق سـطوحها
سـطوراً فتبـدي مـن لئالئهـا سـمطا
نشـدتك مـا أبلـى الريـاض وزهرهـا
وكيــف غبـار الحـزن بهجتهـا غطـا
فهـل غصـن ذاك الزهـر حال إلى غضا
تضــرم والمـاء اسـتحال لـه نفطـا
وموتــك قـد أبكـى الجزيـرة لوعـة
وأعــدمها خصــباً وأورثهــا قحطـا
وسـهم الـردى لـم يفـر قلبـك وحده
ولـن فـرى قلـب العـراق ومـا أخطا
السيد سعد بن محمد صالح النجفي.شخصية فذة، وسياسي محنك، وزعيم مستقل، وشاعر مطبوع.ولد في النجف، ونشأ فيها.تخرج من دار المعلمين سنة 1921، واشتغل كاتباً بالمحكمة الشرعية، ثم مدققاً في الحسابات العمومية، وأكمل دراسته في مدرسة الحقوق.ثم شغل عدة مناصب، وانتخب نائباً عدة مرات، وترأس حزب الأحرار.توفي في بغداد، ورثاه مجموعة من شعراء عصره.له شعر جيد.