
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــق أن تســكبي الــدموع دمـاءاً
يــا جفـوني أو أن تسـيلي بكـاءا
صــبي الــدمع فــي زفيــر وأمـا
أعــوز الــدمع صــعدي الأحشــاءا
وجـــوىً ألــزم الخفــوق فــؤادي
وضــلوعي علــى اللهيـب انحنـاءا
مــن عـذيري مـن أن يبـارح قلـبي
بعـــد بيــن الأحبــة البرحــاءا
كيــف أســلوهم وقـد بلـغ الـداء
بقلــبي أن ليــس يسـلو الـدواءا
غــادروا نــاظري مـن الـدمع ملآ
نــاً مــتى شــاهد الــديار خلاءا
قـــد تعفـــت إلا بقايــا رســومٍ
كـاد يقضـي البلـى عليهـا عفـاءا
زاد كـــرب البلا بهــا فكــأن ال
قلـــب فيهـــا مشــاهد كــربلاءا
شــد مــا قــد لقـي بهـا آل طـه
مـــن رزايـــاص تهـــون الأرزاءا
مزقتهـــم بهــا الحــوادث حــتى
عـــاد أبنـــاء أحمــد أنبــاءا
جمعــت شـملهم ضـحىً فعـدى الخطـب
عليهــــم ففرقتهــــم مســــاءا
ودعتهـــم ســـلماً أميـــة لكــن
أســلمتهم لمـا أجـابوا الـدعاءا
لجنـود يجـري بهـا الغي مجرى الس
ســيل لا يبصــر الرشــاد عمــاءا
كــان أدلــى بهـا الضـلال حقـوداً
ورثتهــــا آباؤهـــا الأبنـــاءا
أظهــروا للحســن مـا قـد أسـروا
لأبيـــه الشـــحناء والبغضـــاءا
ومــذ اسـتحكمت عـرى الخطـب حـتى
ضــيقت فـي بنـي النـبي الفضـاءا
وأبـــوا لـــذة الحيـــاة بــذل
ورأوا عـــزة الفنـــاء بقـــاءا
وأفاضــوا مـن الحفـاظ دروع الـت
تصـبر شـوقاً إلـى الردى لا اتقاءا
بــي مـن أرخصـوا النفـوس غـوالي
الســوم لا تعــرف الهـوان إبـاءا
كـــل مستعصـــم بحـــزم يريـــه
مـــن بعيــد أمــامه مــا وراءا
يتهـــادون تحــت ظــل العــوالي
كنشــاوى قــد غـادروا الصـهباءا
شعشـعوا الـبيض فـي القتـام وشعت
بيـــض أحســابهم لهــم فأضــاءا
أوجــب المصــطفى عليهــم حقوقـاً
أحســــنوها دون الحســـين أداءا
ففـــدوه بـــأنفس قـــل أن لــو
تغتــدي دونهــا النفــوس فـداءا
وقضـوا تشـرب القنـا السمر والبي
ض دمــاهم حــول الفــرات ظمـاءا
يـا بنفسـي منهـم وجوهاً بود البد
ر منهــا لــو اســتمد الســناءا
حضـبتها الـدما لكـي تشـهد الحرب
بـــأن غيبـــوا بهـــا شــهداءا
وجسـوماً مـن دونهـا الشـهب فيهـا
فـــاخرت أرض كـــربلاء الســماءا
بــددت لحمهــا الظبـا فـي سـبيل
اللَـه كـي تجمـع العلـى والثناءا
ليـــت لا قــرت البســيطة ظهــراً
والســماوات لا اســتقامت بنــاءا
وابـن طـه ملقـى علـى الـترب عـا
ري الجسـم يكسـي من العجاج رداءا
وبنــات النــبي يسـتاقها السـبي
علـــى حالـــة تســـام إمـــاءا
كــل حســرى القنـاع أذهلهـا إلا
عــداء رعبــاً فــأبرزت حســراءا
تتبـــدى وهــي المصــونة خــدراً
تتخفـــى عـــن العيــون حيــاءا
حــر قلــبي لثاكـلٍ شـفها الوجـد
فليـــــس إلا حشـــــاً حــــراءا
وجــدير أن لا يســوغ ورود المـاء
والســـبط مــات مــا ذاق مــاءا
لهـف نفسـي لـه يقاسـي ظمـا القل
ب وحـــر الحديـــد والرمضـــاءا
أبنـي هاشـم لـو السـيف أبقـى ال
يــوم مــن حــي هاشــم أحيــاءا
أي عــذرٍ لكــم إذا لــم تشــنوا
فــي بنــي حــربٍ غــارة شـعواءا
تــترك الأرض ليــس تــترك خوفــاً
لمقيـــم منهــم عليهــا ثــواءا
طال منك انتظار سمر العوالي طعنةً
تنظــــــــم الكلـــــــى نجلاءا
فهلمــوا بمصــدري الــبيض حمـراً
وحـــدود الســمر الظمــاء رواءا
عــل غيــظ النفــوس يبلـغ منكـم
بشــفار الــبيض الرقــاق شـفاءا
لا غفـــت أعيــن الحفــاظ وحــرب
لــم تخــالط أجفانهــا أقــذاءا
لــن يــروع الحـوراء بـالطف إلا
ســوط مــن راع أمهــا الزهـراءا
وبتلــك النـار الـتي ليـس تخبـو
أحرقــوا لابنهــا الحسـين خبـاءا
وبحبــل قــادوا عليــاً بـه قيـد
علــي يشــكو الضــنا والعنــاءا
ألقحوهـــا واســـتنتجوها ضــلالاً
تـــرد الحشـــر فتنــة عميــاءا
أيهـا المرهـب المقـادير يـا مـن
بأســه صــرف الــردى كيـف شـاءا
والـــذي حــارت العقــول وضــلت
فيــه إذ لــم تجــد لـه نظـراءا
كيـف يغضـي علـى القـذى منـك جفن
لــم يعــود علــى قــذىً أغضـاءا
أصــبح الأمــر لابــن هنـد وأمسـت
آل حــــرب عليكــــم أمــــراءا
حكـم السـيف ماضـياً فـي رقـاب ال
علـــويين كيــف شــاء اجــتراءا
فأبـــاد الرجـــال واستأصــل ال
أطفـال واسـتاق كالإمـاء النسـاءا
عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام.عالم كبير، وشاعر شهير، وأديب معروف، وهو جد الشاعر محمد مهدي الجواهري.ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه حيث درس مبادئ العلوم عليه وعلى مجموعة من أفاضل أسرته وأدبائهم.ثم اختلف إلى مجموعة من العلماء أصحاب الحلقات، فأخذ عنهم الأصول والفقه.توفي في النجف مريضاً بالتيفوئيد، وكان له مراسلات كثيرة مع ولاة بغداد وسلاطينهم.