
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلـي هـل بعـد الحمـى مربـع نضـر
يــاذع بنــاديه لأهــل الهــوى سـرُّ
وهــل بعــد مغنــاه تـروق لنـاظري
خمــائل يــذكو مــن لطائمهـا عطـر
كـــأن بـــه الآرام جمـــع كتــائب
عليــه مــن الأغصــان ألويــة خضـر
قــد اتنــزه صـرف الـردى أي بهجـةٍ
فأمسـى غـراب الـبين فيـه لـه وكـر
رعــى اللَــه عهــداً نــوره متبسـم
وسـحب الحيـا تبكـي وادمعهـا القطر
وقفنــا بـه مثـل القسـي اسـىً وقـد
تســاهمن زاهـي ربعـه الحجـج الغـر
حلبنـا بـه ضـرع المـدامع لـو صـفى
لأخصـب مـن أكفنـافه الماحـل القفـر
فيــا سـعد دع ذكـر الـديار فـإنني
لعهـد الرسوم الدثر لم يشجني الذكر
ولكــن شـجاني ذكـر رزء ابـن فـاطم
غــداة شــفى فيــه ضـغائنه الكفـر
بأحفـاد بـدر قـد عدا من بني الغوى
إل حربـــه بــالطف ذو لجــب مجــر
ضـــغائن أخفتهـــا بطــي بنودهــا
فـأظهر مـا تخفيـه فـي طيهـا النشر
أتتـــه عهـــود منهـــم ومواثـــق
وقــد غــدرت فيـه وشـيمتها الغـدر
أرادت بـــه ضـــرّاً وتعلـــم أنــه
بطلعتــه الغــراء يســتدفع الضــر
وســـامته ذلّاً وهـــو نســل ضــراغم
لها الصدر في نادي الفخار أو القبر
فقـال لهـا يـا نفـس قري على الردى
فمــا غــر إلا معشــر للـردى قـروا
لنصـر الهـدى كـأس الحمـام لـه حلا
علــى أن كــأس المــوت معمــه مـر
فقـــام بفتيـــان كـــأن وجــوههم
بــدور دجــىً لكــن هالانهـا الفخـر
مســاعير حــربٍ تمطـر الهـام صـيباً
إذا برقــت منهــا المهنـدة البـتر
علــى ســابحات فــي بحــار مهالـك
لهـا الـبيض أمـواج وفيض الطلى غمر
محجلـــة غـــرا علـــى جبهاتهـــا
بــأقلام خرصـان القنـا كتـب النصـر
تجــول محــل اللجــم تيهـاً كأنمـا
ذئاب غضــىً يمرحــن أو ربــرب عفـر
غرابيـــــة مبيضــــة جبهاتهــــا
ســوى أنهــا يــوم الكريهـة تحمـر
وهــم فوقهــا مثـل الجبـال رواسـخ
بيــوم بــه الأقــران همتهـا الفـر
إذا مـا بكـت بيـض الضبا بدم الطلى
تـرى الكـل منهـم باسـم الثغر يفتر
تهـــادى بمســتن النــزال كأنهــا
نشــاوى طلا أضــحى يرنحهــا السـكر
تفــر كأسـراب القطـا منهـم العـدى
كـأن الفـتى منهـم بيـوم الوغى صقر
لنيـل المعـالي فـي الجنان توازروا
فراحــوا ولـم يعلـق بـأبرادهم وزر
فمـاتوا كرامـاً بعـدما أحيوا الهدى
ولـم يـدم فـي يـوم الجلاد لهـم ظهر
فجــرد فــرد الــدين أبيـض صـارماً
بــه أوجــه الأقـران بـالرعب تصـفر
فيــا ليميــن قــد أقلــت يمانيـاً
إذا قـد وتـراً عـاد شـفعاً به الوتر
وظمــآن لـم يمنـح مـن المـاء غلـةً
وقـد نهلـت فـي كفـه الـبيض والسمر
جــرى عضــبه حتفــاً كــأن يمينــه
بحــور حتــوف والحســام لهـا نهـر
تــروح ثبـات فـي القفـار إذا رنـا
لــه نحـو أجنـاد العـدى نظـر شـزر
يكــر عليهــم كــرة الليـث طاويـاً
علــى ســغب والليــث شـيمته الكـر
لأكبادهـــا نظـــم بســـلك قنــاته
وللهــام فــي بتــار صــارهم نـثر
إذا مــا دجـي ليـل العجـاج بعـثير
تبلـــج مـــن لألاء طلعتـــه فجـــر
ولـو لـم يكـن حكـم المقادير نافذاً
لعفــت ديـار الشـرك فتكتـه البكـر
هــوى علـة الإيجـاد مـن فـوق مهـره
فـــأدبر ينعــاه بعــولته المهــر
هــوى وهــو غيـث المعتفيـن فعـاذر
إذا عرضـت يأسـاً عـن السـفر السـفر
فلا الصـبر محمـود يقتـل ابـن فـاطم
وليـــس لمــن يجــر مــدمعه عــذر
بنفســي ســخياً خـادعته يـد القضـا
فجـاد بنفـس عـن علاهـا كبـا الفكـر
بنفسـي محـامٍ عـن حمـى جـانب الهدى
بتعريــض جنــبيه لمـا سـدد الكفـر
يعـز علـى الطهـر البتـول بـأن ترى
عزيـزاً لهـا ملقـى وأكفـانه العفـر
يعـــز عليهـــا أن تــراه محرمــاً
عليهـا فـرات المـاء وهـو لهـا مهر
يعـــز علــى المختــار أن ســليله
يــرض بقــب العاديــات لــه صــدر
فيـا ناصـر الـدين الحنيـف علمت إذ
لجـدك جـد الخطـب واعصـوا صـب الأمر
لقــد كســرت بــالطف حـرب قنـاتكم
فهلا تــرى منهـا القنـا وبهـا كسـر
فمـا لـي أراك اليـوم عن طلب العدى
صــبرت وللموتــور لا يحمــد الصـبر
أمـــا آن أن تســتل صــارم عزمــة
فتوسـي جروحـاً بالحشـا مـا لها سبر
أنقعــد يــا عيـن الوجـود توانيـا
وقـد نشـبت للبغـي فـي مجـدكم ظفـر
أتنســى يتامــا بــالهجير تراكضـت
وصــاليه الرمضـاء يغلـي لهـا قـدر
وعيبـــة علـــم قيـــدوه بحلمـــه
بــأمر طليـق دأبـه اللهـو والخمـر
ســـرت تتهـــاداه الطغــاة أذلــةً
فيجـــذبها مصـــر ويقــذفها مصــر
تجــوب المــوامي فـوق عجـف أيـانق
ويزجرهــا بالسـوط مهمـا ونـت زجـر
تحــن فيشــجي الصـخر رجـع حنينهـا
وملــء حشــاها مــن لواعجهـا جمـر
يعــز علــى الشـهم الغيـور بأنهـا
تغيــر منــه فـي السـبا أوجـه غـر
يعــز علـى الهـادي الرسـول بأنهـا
قــد اسـتلبت منهـا المقـانع والأزر
ومستصــرخات بالحمــاة فلــم تجــد
لهــا مصــرخاً إلا فــتى شـفه الأسـر
نحيفــاً يقاســي نيــر قيــدٍ وعلـةٍ
ويــدعو بنــي فهـرٍ وأبـن لـه فهـر
فيــا غيــرة الإســلام هــبي لمعضـلٍ
بــه الملـة البيضـاء أدمعهـا حمـر
أتغــدو مقاصــير النــبي حواســراً
وآكلـــة الأكبـــاد يحجبهــا قصــر
عبد الحسين بن قاعد الواسطي الشهير بالحياوي.عالم كبير، وأديب فاضل، وشاعر مطبوع.ولد في الحي ونشأ في النجف، وأخذ على أعلامها من العلماء والأدباء.كان خفيف الروح مليح النكتة، متمكن في النظم والشعر.توفي في الحي ونقل جثمانه إلى النجف فدفن فيها.