
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بفقــد حســين قــد فقــدت محمـدا
لأنهمــا روحــان فــي جسـد الهـدى
فيــا قمـران الـدين أظلـم بعـدكم
وشـمس زمـاني فـي الضحى عاد اسودا
وســـيفي يمينــي مــاتكهم حــدها
فيـا ليت شعري كيف في الترب اغمدا
فبعــد كمــا مــن يرتجــي لملمـة
إذا مـا أتانـا فجـأة طـارق الردى
وبعــدكما مــن نتقــي فيــه جنـة
ورمحــاً ردينيــا نصـد بـه العـدى
وبعـد كمـا فـي الأمر من كان ناهضاً
وكــان بــدين المســلمين مقلــدا
فيـا حارسـي ثغـر الشـريعة من لها
إذا مـا أتاهـا فـارس الكفر ملبدا
وفــي كفــه لــدن تســاوت كعـوبه
وراكــب زيــاف مـن الخيـل أجـردا
ويعلــم أن الــدين صــرعى رجـاله
وقــد عقـرت أفراسـه بظبـا الـردى
وراح بشــمل الــدين جـذلان عاربـا
فــإن حســينا فـي الـثرى ومحمـدا
ولــو كنتمـا حييـن ماغـار شـملنا
ولا راح جـــذلانا ولا فمـــه حـــدا
فـــديتكما لا تتركـــاني بحيـــرة
وكيــف ولــم نــترك وحقكمـا سـدا
بلــى قـد فتنـا فاهتـدينا فإننـا
فقــدنا أمــام الخــافقين وسـيدا
ألا خبرانـا بعـد مـا رحتمـا معـاً
فإنكمــا للعلــم والــدين مبتـدا
ســأبكي دمـا حـتى أحـرم مـا جـرى
مـن المـاء لم أترك من الأرض مسجدا
لأن فقيــــدي الــــذين فقـــدتهم
همـا علـة الإيجـاد للـدين والهـدى
الأم علىهـــــذا وكــــل عشــــية
أواري ببطــن الأرض أجــدل أصــيدا
الأم علـــى هـــذا وكـــل صــبيحة
أودع فــي أيــامي الســود ســيدا
الأم علــى هــذا وحزنــي قـد عـدا
إلــى أن الاقــي مافقـدناه سـرمدا
بلـى كنتمـا شخصـين في أعين الورى
ولكـن خلقتـم فـي الحقيقـة واحـدا
فمـا قلـت موسـى لا وهـارون كنتمـا
ولكــن أقــول المرتضــى ومحمــدا
لقــد كــانت الأديـان شـتى وإنمـا
بعزميكمــا صـيرتما الـدين مفـردا
فـوا أسـفي مـا كنـت أخشـاه حل بي
ووا أســفي للـدين عـاد كمـا بـدا
فلا عجبـا إن بـات طرفـي يجـود بـي
ولا عجبــا إن بــات طرفــي مسـهدا
فــإن أمـام الحـق قـد حـان وقتـه
وقــد ملأت ظلمــا وجــوراً وحســدا
قــد اختلفــت أعمالنــا وفعالنـا
فبائحنــا نخفــي ونظهــر ســؤددا
إليـك شـكونا ربنـا لا إلـى الـورى
فقـــدنا بهــذين عليــاً وأحمــدا
فقدنا العلى والمجد والجود والندى
فقدنا التقى والعلم والرشد والهدى
فقــدت بهــم بيـت النبـوة دارسـا
عليهـم فلـم أسـمع حسيسـاً ولا صـدى
لئن فقــدا بحــر العلـوم وكهفهـا
فشـــبلاهما كــل بوالــده اقتــدى
محمـــد ذا كهـــف لـــدين محمــد
وجعفــره كـالبحر قـد عـاد مزبـدا
فيـا عيـن قـري فيهمـا فهمـا همـا
وإن يـك منـك الجفـن قد عادا رمدا
ودونــك تــبربي نعلهــم فتكحلــي
فقـد كـان للعيـن المريضـة أثمـدا
ويــا قلــب وال جعفــراً ومحمــداً
فقــد كــان دينـي جعفريـا محمـدا
فـذا للـواء الـدين قـد عاد ناشراً
وذا لمنــار الحــق عــاد مشــيدا
إمامـان لـي فـي الدهر اسمع قولهم
فمـا افترقـا في المجد حين تعاقدا
سـوائم علـم العـرب عـادت اليهمـا
وقــد كـن قبـل اليـوم نعـر شـردا
وقـدار تعاهـا فـي الريـاض وأوردا
عواطشــها نهــل الشــرايع مـوردا
وقــد أطلقاهـا رتعـا فـي حماهمـا
حمـى كـان فـي أفعى اليراعة مرصدا
فهــذي يــراع المســلمين قديمــة
يـراع براهـا الله لم تبرها المدى
وهــذي بيــوت المســلمين عتيقــة
بناهـا خليـل اللـه للنـاس مقتـدى
فمـا بنـت أمـس لا ولا اليـوم أحدثت
ولا قــال مــن فيهـا نشـيدها غـدا
ولا كــثرت فيهــا المقــالات لا ولا
رأيــت سـفيه القـوم فيهـا مؤيـدا
فمـا حـل فيهـا غير من يكشف البلا
ولا حـل فيهـا غيـر مـن يدفع الردى
هـي الكعبـة العظمـى نطـوف بركنها
بهـا عكفـا حـتى نـرى قـائم الهدى
مصــابيحها قــد جللتنــا بنورهـا
وبرهانهــا سـيف بـه نقطـع العـدا
فكـم مـن صـروف الـدهر كانت قديمة
بلـــى ومنــاراً للأنــام ومعبــدا
إذا نحــرت فيهـا العجيـج ركابهـا
نحـرت لهـا نفسـي وقـل لهـا الفدا
فـو اللـه لولاهـا لمـا كنـت مسلما
وأركانهــا مــا قلــت ذاك تعبـدا
محمــد عـذرا واللسـان قـد ابتـدا
بعـــذر حســـين قبــل ذا انشــدا
بلـى قـد جـرى منـي اللسان كأدمعي
وكـــن غــوالي واللســان مقيــدا
ولــم أتخــذ نظـم القريـض صـناعة
ولا كنــت خريتــا ولا كنــت منشـدا
ولكـن لسـان الـدين قـد قال فيكما
بفقــد حســين قــد فقــدت محمـدا
محمد حسن بن هادي بن أحمد بن محمد بن ملابري بن سميسم اللامي الطائي.شاعر عبي عريق.ولد في النجف، ونشأ فيها، وترعرع في مدارسها العلمية ومجالسها الأدبية.وتنوع في نظمه فطرق أكثر أغراض الشعر، وكان بديع العبارة حسن الأسلوب رقيق الطبع جميل البيان.له ديوان شعر يقع في 250 صفحة.توفي في النجف ورثاه مجموعة من الشعراء.