
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عقـول الـورى تاهت بسلطانك الأعلى
وحـارت بمعنـى شـان عنـواك الأجلي
وقـد خضـع الأكـوان خوفـاً لعزك ال
عظيــم وقــادات الملا ســجدت ذلا
وكـل سـرحا العجـز عن درك سرك ال
خفــي وعــن تعريـف مضـمونه ضـلا
طمسـت عيـون العـاقلين بغيهـب ال
عمـى فغشاء الطمس بالدرك لن يجلى
وبرقعـت سـر الـذات فـي سرك الذي
تطـرز بـاللفط الخفـي ومـا انحلا
وقلــت لمصــنوعات أمـرك أن خـذي
من الفهم عهداً عن كمين الخفا دلا
فطـارت لـك الأبصـار لكـن تقاصـرت
وملحظهــا بــالعجز كلـل مـذ كلا
وقـد أدركـت فهما معاني صفاتك ال
عظيمــة لكــن فهـم أسـرارها جلا
فـدارت علـى أعتـاب دولتـك الـتي
لجملتهـا شـأن على الجملة استولى
وقــد عرفــت عرفـان خلـق ونشـأة
بأنـك أنـت الخالق البارئ المولى
وقـد شـهدت مجلـى تجليـك فـانطوى
لهـا عـالم الأسرار في ذلك المجلى
فغــابت بمعنـى سـره عـن ضـميرها
ومــا شـهدت للغيـر قـولاً ولا فعلا
تسـاقطت عـزم الغيـر عـن طي مظهر
خفـي علا فرعـاً كمـا قـد علا أصـلا
هـو الفـرع فرع الخلق والأمر أصله
فلا عـزم للغيـر الضـعيف ولا حـولا
تـداعى بنـاء الكـل فـي ذيل بحرا
وكـــل كـــثير عنــد عزتــه قلا
لــه صـام شـخص الكائنـات تـذللا
وناجـاه تعظيمـا وفـي بيتـه صـلى
حقـــائق آيــات حــروف ســطورها
علـى منطوي الباب أهل النهى تملى
وألــواح أحكــام إشــارت حكمهـا
بشـان علـى أسماع حزب الرضى تتلى
ففـي الحضرة العليا لها حبل حكمة
ومن نورها نور إلى الحضرة السفلى
صــفات لــذات تلــك جــل جلالهـا
لها المنع والأعطاء والوضع والأعلا
تعـالت عن التمثيل والكيف فهي لا
كأوهـام أفكـار لهـا المثل الأعلى
تجلــت معانيهـا لموسـى فـدك مـن
جلالتهـا الطـور العظيـم وقـد ولى
وفــي كـل آن مـن خـوافي شـؤونها
معــان علـى كرسـي دولتهـا تجلـى
تـرى فـي خباهـا كـالعروس بخدرها
فلا قطـع فـي ذاك المقـام ولا وصلا
أســاليب أســرار أعـاجيب طورهـا
دليـل علـى تعظيـم هيكلهـا الأولى
إذا بعــدت فالكـل بعـد وان بـدت
فكـل بـدا والعـز إن قربـت فضـلا
ولا خيـر فـي الدنيا ولا في نعيمها
إذا قطعــت معنـى العاشـق الحبلا
ظهـور تجليهـا صـباح الرضـى وفـي
تـدلى معـاني سرها الليلة الحبلى
فكـم ذوبـت قلبـاً وكـم أحرقت حشا
وكـم غيبـت لبـا وكـم أذهلت عقلا
وكـم طهـرت سـراً وكـم طيبـت جـوى
وكـم عطـرت نفسـاً وكم أصلحت فعلا
مليكــةً برهــان لهــا فيـض منـة
يخــص بمــن أضـحى لخـدمتها أهلا
ومـال عـن الأغيـار قلبـاً وقالبـا
وخلى الورى والدار والحزب والأهلا
أمـولاي بالشـان الخفـي عـن السوى
وبالمـدد القدسـي والمـدة الأولـى
بآثـار تصـريف كسـفت بهـا العمـى
وأسـرار تعريـف دفعـت بها الجهلا
بكــاس وصــال بــالتجلي ســقيته
عبـاداً فغابوا من شذى شربه الأحلى
بعبـدك طـه المصـطفى سـيد الـورى
ومــن هــو للأملاك والأنبيـا مـولى
ختــام كــرام المرسـلين وصـدرهم
ومـن فيهـم فـي جـامع الاصطفا صلى
تكــرم علـى قطعـي بوصـل وداونـي
بعفـو وصـيرلي عسـير السـرى سهلا
فــأنت إلهـي بـارئي ناصـري وهـل
ســـواك لآمـــالي وإن عظمــت كلا
بلطفــك أرشــدني إليــك فإنهــا
عقـول الـورى تاهت بسلطانك الأعلى
محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.