
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمـاط الـدجى عـن صـبح طلعتـه الغـرا
فنـــادى الحــي حــي علــى المســرى
نــووا ظعنــا والقلــب بيـن رحـالهم
ينــاديهم مهلاً قفــا نبــك مـن ذكـرى
ولمــا أثــاروا عيســهم وحــدا بهـا
حــداها وضـلت تخبـط السـهل والـوعرا
تــرى صــرح بلقيــس اذا مـا رأيتهـا
فتعــذر مــن قــد كـان يحسـبه بحـرا
وقبــل ارتـداد الطـرف تطـوى صحاصـحا
إذا غيرهــا تطــوي سباســبها شــهرا
وان قـــدحت اخفافهـــا جمــرة الفلا
تــرى شــرراً كالقصـر أو ناقـة صـفرا
لقــد نشــأت فــي سـرحة هـي والظبـا
ومــا ألفــت إلا المهــامه والقفــرا
تــؤم ربوعــاً أســدل الغيــث فوقهـا
بــروداً مــن الوسـمي أنبتـت الزهـرا
فــبين شــقيق شــق أحشــاه مــذ رأى
بعينيــه عيــن الرنــد تنظـره شـزرا
وبيــن عــرار مـاس تيهـا مـن الهـوى
فطــل عليــه الطـل فاحـدودب الظهـرا
بكــى الــودق حـتى بـلّ ردنيـه دمعـه
غــداة رأى زهـر الربـى باسـماً ثغـرا
فمـن طيبهـا لـم تـألف الـورق عيرهـا
ألــم ترهــا لـم تتخـذ غيرهـا وكـرا
إلــى أن أنــاخ الـدهر فيهـا فصـوّحت
وأمســـت خلاءاً بعــد ســكانها قفــرا
فكــم بــت فيهـا أرقـب النجـم لا أرى
نـــديماً بهــا إلا غرامــي والبــدرا
نفـــض أحـــاديث المـــودة بيننـــا
فننثرهــــا دراً ونكســــبها تـــبرا
ديـار بهـا دارت رحـى الـدهر فاغتـدت
كــدار حســين حيــن فارقهــا غــبرا
فــوافي عــراص الطــف فاعشوشـبت بـه
وطــابت نواحهــا وطــالت بــه فخـرا
وعــــرس فـــي أرجائهـــا فتـــأرجت
فصــارت رباهـا تنبـت النـدّ والعطـرا
ألـــمّ بهـــا فـــي فتيــة هاشــمية
فكــل تــراه فــي ســما مجـده بـدرا
لهـم قصـبات السـبق فـي المجد والعلى
وفـي الجـود فالعـاني مـتى أمهّم أثرى
فلا يـــأمن الجـــاني بغيــر حمــاهم
وجــارهم لــم يخــش جــوراً ولا فقـرا
لقـد خطبـوا بكـر العلـى فبنـوا بهـا
وقـد جعلـوا الـذكر الجميـل لها مهرا
أبـــى جـــدهم إلا الابـــا ومـــآثرا
لهــم عرفــت مــن قبـل تكـوينهم ذّرا
فهــم علــة الايجــاد والســبب الـذي
بـه اللَـه سـن الحشـر للخلـق والنشرا
ولــو لــم يكــن فـي صـلب آدم جـدهم
لمــا ســجد الأملاك طــراً لــه قســرا
ولــــولاه لـــم تقبـــل لآدم توبـــة
ولــم ينــج نــوح لا ولا فلكــه قــرا
ولا النـــار صـــارت جنـــة لخليلــه
ولا كـان موسـى بالعصـا يفلـق البحـرا
ولا رفــع اللَــه المسـيح إلـى السـما
ولا كــان عــن أيـوب قـد كشـف الضـرا
ولــم يكونــوا خيـر مـن وطـأ الـثرى
مزايــا لمـا كـان الزمـان بهـم أزرى
فمــن كـان هـذا جـدهم كيـف لـم يكـن
لهــــم شـــرف الأولـــى بهـــم أزرى
ففرقهـــم فـــي الأرض حــتى قبــورهم
فبعـــض ببغـــداد وبعـــض بســـامرا
وبعـــض بطـــوس والبقيـــع وبعضــهم
حــوى شــرفاً وادي الغــري لـه قـبرا
ودع عنـــك ذكـــر الطــف إن حــديثه
أحــال فــؤادي عنــد تــذكاره جمـرا
وأجــرى لجيــن الــدمع تـبراً أذابـه
جــوى شــب فــي قلـبي فـافرغه قطـرا
فـــواللَه لا أنـــس الحســين ورهطــه
وخيـل العـدى جـاءت إلـى حربـه تـترى
عليهـــن أمثـــال الرجـــال فــوارس
قد استظهروا الايمان واستبطنوا الكفرا
وقــد كـاتبته كوفـة الجنـد وهـو فـي
فناجــده لــم يخــش نهيــا ولا أمـرا
فليــــس لنــــا إلاك راع يحوطنــــا
اذا عمــت الضــرا وقــد خصـت السـرا
فهـــذي ربانـــا أزهـــرت ورياضــنا
بــذكرك طــابت والجنــان قـد أخضـرا
فوافــاهم غــوث الصــريخ فلــم يجـد
بهــم وافيــاً إلا الخيانــة والغـدرا
فســامته إمــا عيشــة لـم يعـش بهـا
كريــم وإمــا ميتــة تــورث الفخـرا
فقـال لهـا اختـار مـا اختـاره الإبـا
ولـو اننـي أبقـى ثلاثـا علـى الغـبرا
أبــى اللَــه والـدين الحنيـف وفتيـة
بهـا عرّقـت فـي العـزّ فاطمـة الزهـرا
فــوافته فــي ســبعين الفــاً فرّدهـا
بســبعين ليثــاً كالحمــام اذا فــرا
تـرى القلـب خوفـاً فـي جنـاحيه طائراً
وقــد جــذّ يمنــاه وألحقهـا اليسـرى
رماهــا ســهاماً مــن كنانــة هاشــم
لــه ادخرتهــا صــنعة مضــر الحمـرا
نضـــا منهـــم عضــبا وهــزَّ مثقفــا
واجـرى جـواداً يسـبق السيل في المجرى
أقــام بهــم فــي موقــف رقصــت بـه
حـدود الظبـا والشـوس سـامرت السـمرا
وصـــفقن أطـــراف الرمـــاح ورجعــت
بــه ســاجعات الــبين عـن كبـد حـرّا
ودارت كــؤوس الحتــف والبـض زفـت ال
منيـــة فيـــه وهــي جذلانــة ســكرى
فبــاتوا بهـا والخيـل حـاكت بجريهـا
لهــم كللا مــن عــثير ضــربت ســترا
خليلـــي هــل أبصــرتما أو ســمعتما
أظلــت كأنصــار ابـن فاطمـة الخضـرا
قضــوا بعــدما أدوا حقــوق امــامهم
بـــأرواح قــدس لا ببيضــا ولا صــفرا
لئن كــان أنصــار النــبي سـموا علا
علـى الخلق حتى طاولوا بالعلى النسرا
فكــانوا لــه حـرزاً وكـان لهـم غنـاً
وكــانوا لــه عـزاً وكـان لهـم ذخـرا
ولكنهــــم لمــــا رأوه يقســــم ال
غنــايم فــي أحلافـه أظهـروا النكـرا
وســاءهم مــا قــد رأوه وقــام فــي
جماعــاتهم حــتى أبــان لهــم عـذرا
فـأين همـوا مـن معشـر ركبـوا الـردى
مطايــا فجـاءوا طـالبين لـه النصـرا
وقــد طلقـوا الـدنيا ثلاثـاً وفـارقوا
الأحبــة والأوطــان واسـتغنموا الأجـرا
وصــاروا لــه درعــاً حصــيناً وجنــة
ورمحــاً وسـيفاً فـي النـزال اذا كـرّا
إلــى أن ثــووا صـرعى فأصـحر للعـدى
فجــاءته فــي جيـش تغـص بـه الصـحرا
فشــد عليهــم شــدة الليــث قــائلاً
أنـا ابـن الـذي من قد أحطتم به خبرا
فــأين إلــى أيــن النجــاة وانكــم
قرحتــم فــؤادي قرحــة قــط لا تـبرى
أأبقــى وصــحبي نصــب عينـي واخـوتي
ضـــحايا وأبنـــائي منحـــرة نحــرا
لعمـر أبـي لا خيـر فـي العيـش بعـدهم
ومـــا هــو إلا بعــدهم نكــداً مــرّا
وأقبـــل ينحـــو المحصــنات ودمعــه
يســـيل فعزاهــا وألهمهــا الصــبرا
فقـــامت اليـــه زينـــب وفؤادهـــا
تشــظى أســى والعيــن باكيــة عـبرا
أخــي هـل تـرى لـي بعـد فقـدك ملجـأ
لــه التجـي أو بعـد خـدرك لـي حـذرا
أخــي كيــف ان غــارت الخيـل بعـدكم
علينــا وارخــت عـن عقائلـك السـترا
وقــالت لــه مــن للحــرائر بعــدكم
كفيلاً إذا الأعـــداء تحملهـــا أســرا
ألــم ترهـا مـذعورة وهـي فـي الخبـا
فكيــف بهــا لـو أبـرزت ولهـاً حسـرى
وهــذا ابنـك السـجاد انهـك جسـمه ال
ســـقام فلا يســـطيع نفعــاً ولا ضــرا
فقـــال لهـــا رب الســماء خليفــتي
عليكــم وحــاميكم وكــافيكم الشــرا
فودعهـــا والعيـــن ينهـــل دمعهــا
وكــر علــى الأعــداء مــدرعا صــبرا
اذا كــرَّ فــر الجيـش مـن خـوف بأسـه
فتحســـبه ليثـــاً وتحســـبهم حمــرا
فلـــم أر مكثـــوراً تفــانت حماتــة
بــأربط جاشــاً منـه حـتى قضـى صـبرا
قضـى بعـدما أجـرى الفـرات مـن العدى
نجيعـــاً وأرض الطــف صــيرّها بحــرا
ومــات ليحيــى الـدين فالـدين بعـده
تجلــى سـناً حـتى محـا نـوره الكفـرا
وينقــذ مــن والاه مــن هــوّة الشـقا
وينجيــه مــن نــار لأعــدائه تــورى
فمـا عـذر أهـل الـدين من مدعي الولا
اذا لـم يموتـوا فـي عـزاه أسـى طـرا
فمــن قبلهــم نــاح الهــدى لمصـابه
وأجــرى عليــه عينــه أدمعــا حمـرا
أبو يونس محمد حسين بن يونس آل مظفر.عالم كبير، وأديب شهير، وشاعر مطبوع.ولد في قرية الشرش، ونشأ بها على أبيه، ثم هاجر إلى النجف، فأخذ على كبار علمائها.هاجر إلى القورنة بعد إلحاح أهلها في دعوته إليهم للانتهال من علمه، فارتفعت مكانتها بسكناه فيها.وكان له مساجلات رقيقة مع أعلام الأدب والفضل.توفي في قضاء القورنة من لواء البصرة.