
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـــاجت ريـــاح بالشـــمال تجــول
وتقـــدمت ريـــح الجنـــوب تصــول
وتكـــافحت حـــتى كـــأن هبوبهــا
فرســـان حـــرب اقبلـــت وخيـــول
اهبــت وقــد جعـل الغمـام ظليلهـا
فكانمــــا هـــو قســـطل مســـبول
والــبرق فــي افــق السـماء كـانه
بيـــن الريـــاح اســـنة ونصـــول
والغيــم فــي اوج الفضــاء كــأنه
درع عليـــــه مـــــزرد مقفــــول
ونمـا الضـباب علـى الهضـاب مغممـا
قمـــم الجبـــال كـــأنه اكليـــل
نحــرت سـيوف الـبرق اعنـاق الغمـا
م فســـال منـــه دمعــه المهطــول
وتزاحمــت فــرق السـحاب وقـد بـدا
للرعــد فــي وســط الغيــوم صـهيل
مــا زالــت الأنــواء يخبـط جيشـها
حـــتى علا نـــور الضـــياء افــول
والشــمس قــد كســفت بســلخ محـرم
وعقيــب هــذا الكســف جــاء سـيول
وتكــاثف النــو الشـديد وقـد اتـى
صـــفر بغرتـــه الريـــاح تجـــول
وبجمعـــة فــي ثــالث منــه أتــى
ثلــج يطــوف علــى البطــاح مهـول
ثلـــج عجيــب مــا رأينــا مثلــه
كلا ولــــم يخـــبر بـــه منقـــول
متـــدفق متزايـــد يومـــان مـــع
ليـــل تواصـــل هطلـــه الموصــول
عــم الجبــال كــذا البطـاح سـويّة
وتعممـــت منـــه الربـــى وســهول
وبــدا بامصــار وحــل بهــا ولــم
يعـــرف لـــه قبلا بهـــن نـــزوال
وتــراه فــي تلــك البقـاع مقـدّرا
فـــوق الـــذراع وبعضـــهن يطــول
واشــتد هـذا الثلـج حـتى لـم يكـن
مــن هــوله لابــن الســبيل دخــول
قــد لازم النــاس الــبيوت مخافــة
يــــوم وكـــل بالـــدعا مشـــغول
واســـتدت الطرقـــات حـــتى ليــس
بيـن الجـار والجـار القريـب سـبيل
كـــم قريــة أضــحت بــه مغمــورة
فكـــأنّ ليــس لهــا ربــى وطــاول
وبجلــــق لمـــا انـــاخ ركـــابه
ملئت صــــحاريها بــــه وتلــــول
للــه كــم مــن انفــس هلكـت وكـم
مــــن مخصــــب غـــض علاه ذبـــول
ولفـــرط شـــدته وهـــول مصـــابه
دهشـــت بـــه ابصـــارنا وعقـــول
وعــرا الأنــام مهابــة لمّــا دنـى
خطـــب جســـيم بـــالثلوج جليـــل
فتصــايحت تلــك الخلايــق بالــدعا
للَـــه فهـــو الحـــافظ المســؤول
متشـــــبثين ملطفــــه وبحلمــــه
فهــو الرحيــم المالــك المــأمول
قد كاد ان يفنى الورى لو لم يكن من
لطفــــه جــــرت عليــــه ذيـــول
شــمل الأنــام برأفــة نلنــا بهـا
امنــــا وزال الهـــم والتنكيـــل
والشــمس مــذ كســفت فقلـت مؤرخـا
ثلــج اتــى وبــه الكســوف دليــل
بطرس بن إبراهيم كرامة.معلم، من شعراء سورية، مولده بحمص.اتصل بالأمير بشير الشهابي (أمير لبنان) فكان كاتم أسراره.وكان يجيد التركية، فجعل مترجماً في (المابين الهمايوني) بالآستانة فأقام إلى أن توفي فيها.أما شعره ففي بعضه رقة وطلاوة، له (ديوان شعر - ط)، و(الدراري السبع - ط) مجموعة من الموشحات الأندلسية وغيرها.