
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـك الهنـاءُ بنيـل المجـد والنعمِ
يـا مـن يقـال علـى أقـوالهِ نعـمِ
أولاك ولاك اجلالاً ومكرمـــــــــــةً
فكنـت بيـن الـورى كالمفرد العلمِ
إن أجـدب النـاس والأنـواءُ ماسـكةٌ
فجــود كفيـك يغنينـا عـن الـديمِ
جـاد الإلـه علـى هـذا الزمان بكم
حــتى تفـاخر أهـل الأعصـر القـدمِ
وإن يكـن بـالغ المـدّاح فـي سـلفٍ
لكـــن فيـــك خلالاً فــوق مــدحهمِ
فكلمــا كــرّرت عيــنٌ بكـم نظـراً
رأت مـن الحسـن معنـى قبل لم يُشمِ
تبـدي ابتسـاماً بما توليهِ من نعمٍ
فيالهــا نعمــاً مـن خيـر مبتسـمِ
تســقي يمينـك للأحبـاب غيـث نـدى
وللرمــاح مــن الأعــداء غيـث دمِ
ممـا عمرهـا احنـفٌ مـا حاتمٌ كرماً
فعنــد ذكـراك يطـوى نشـر ذكرهـمِ
ومـن يلـذ بـذرى عليـاك مـن وجـلٍ
إن خاصـم الـدهر والآسـاد لـم يضمِ
لـولا حسـامك يـا فتـاك مـا نشدوا
الســيف أصـدق أنبـاءً مـن القلـمِ
إن ضـلّ ابـن شـهابٍ مـن اجـرتَ دحى
تهـديهِ نسـبتك الغـراء فـي الظلمِ
وإن يؤمك يا نعم البشير بنوا الآ
مـال كـان اسـمك البشـرى بفـوزهمِ
للَـــه لبنــان إذ شــرفت قمتــهُ
باخمصــيك فاضــحى مــورد الأمــمِ
وسـاد حـتى غـدا فـوزاً لـذي أمـلٍ
لكنــهُ مــانعٌ بــالكظم لـم يُـرَمِ
ســما بهمتــك العليــاء مفتخـراً
بمــا اشــدت لـهُ مـن شـامخ الأدمِ
جعلتــهُ بسـيوف العـدل نعـم حمـى
يرعـى بـهِ الذئب في أمنٍ مع الغنمِ
أقبلـت بالنصـر لمـا أبـت من سفر
أحييـت فيـه البرى كالهاطل العرمِ
زهــت منـازل بيـت الـدين مشـرقة
بكــم وجــوّدت الأطيــار بــالنغمِ
وعـود المجـد فـي لقيـاك زد همماً
فـالعود أحمد يا ذا الفضل والهممِ
فــاز كــل مقــام حـل ركبـك فـي
رياضــه بالثنــا واعـتز ذا شـممِ
أصـبحت كـالكوكب السـيار مبتهجـاً
وبـات أعـداك فـي غيـظٍ وفـي ألـمِ
وقابلتــك المعــالي وهـي باسـمةٌ
تميـس بـالعز مثـل الشـارب النهمِ
مــا زرت بعـاولاً أمسـيت فـي بلـدٍ
إلا وأصــبح خصــباً موضــع القـدمِ
لـو زرت بحـراً غـدا عـذباً لشاربهِ
وفــاز راكبــهُ بــالأمن والســلمِ
أشـرقت فـي كـل قطـرٍ منك نور سناً
كالبـدر يشـرق فـي سـهلٍ وفـي علمِ
قاسـوك بالبـدر مـن جهل فقيل لهم
مـن أيـن للبـدر كـفٌّ فـاض بالكرمِ
سـريت فـي سـاحل الرومـي فانبسطت
ربــوعهُ واكتسـت بالرنـد والخـزمِ
جـاءت للقيـاك كـل النـاس مسـرعةً
مــا بيـن مستنصـر منكـم ومغتنـمِ
واقبلــوا بازدحـامٍ يهرعـون إلـى
رؤيــاك بعضــهمُ ينــبي لبعضــهمِ
يـا خجلـة البحـر لمـا جئت ساحلهُ
ببحــر جــودٍ عــذيبٍ غيـر ملتطـمِ
وســرت بـالأمن مصـحوباً إلـى بلـدٍ
أضـحت لا يـدي المعـالي غير مستلمِ
عكــاءُ قــاهرة الآســاد فـي أجـم
عليـــاء فـــاخرت الأفلاك بــالأجمِ
مــا مثلهـا بلـدٌ بالمجـد سـاميةٌ
بالســعد طيبـةٌ مـن بعـد ذي سـلمِ
مـن أمّهـا وهـو ذو عسـرس ومسـكنةٍ
نــال اليسـار وعـزّاً خيـر منهـدمِ
سـمت بخيـر وزيـرً قـد سـما اصـفاً
إذ هـو سـليمان هذا العصر بالحكمِ
ولـى لـه الفضـل فـي خلق وفي خُلُق
كمـا لـهُ العـدل فـي سلمٍ وفي كظمِ
انعــم بـهِ مـن همـامٍ دام سـؤددهُ
للحـــق منتصــرٍ بــاللَه معتصــمِ
ضــاءَت سـيادته بـالحلم وافتخـرت
بـه الـوزارة بيـن العـرب والعجمِ
عــمَّ الأنــام برفــدٍ مـن سـماحته
وعلّــم الـدهر طبـعً وافـي الـذممِ
شـهمٌ إذا سـلّ فـي الهيجـاء صارمهُ
قــدّ الجبــال وردّ الســهل للأكـمِ
لمـــا رآك تعــزّى بعــد لهفتــهِ
علــى علــيٍّ علـيّ الجـاه والشـيمِ
ذاك الـذي كـان بـدراً للعلى وقضى
فيالبـــدر بفـــم الأرض ملتقـــمِ
لـو كـان للنـاس خلـدٌ أو لهم قدمٌ
لكــان أجــدر بالتخليـد والقـدمِ
أو كــان يمنـع خاضـت دونـهُ أسـدٌ
بحـر المنايـا بعـزمٍ غيـر منفصـمِ
ومنـك قـد طـاب عنـه النفس سيدنا
وســيد الـوزرا المبعـوث بـالعظمِ
وهـام فيـك لمـا أبـديت مـن شـيمٍ
أنّــى يـراك اخـو مجـدٍ ولـم يهـمِ
شـــرفت منـــه بانعــامٍ مجمّلــةٍ
اذ أنـت ذو شـرفٍ يـا خيـر محتشـمِ
والبســتك أيــادي مجــده خلعــاً
قـد شـرفت بنـوال اللثـم كـل كمي
ومــذ أتيـت بتقريـر الولايـة قـد
أحيـى السـرور قلـوب النـاس كلهمِ
وأصــبحوا يتهـادون الـدعا سـحراً
سـد فـي علاك مـدى الأيـام واحتكـمِ
إليـك أهـدي الهنـا يا من لرتبتهِ
يهـدي التهـاني وحسن المدح كل فمِ
وحيــث مــدحك فــرضٌ والثناسـنني
أرخــت خـذ نعمـةً دامـت نعـم ودُمِ
بطرس بن إبراهيم كرامة.معلم، من شعراء سورية، مولده بحمص.اتصل بالأمير بشير الشهابي (أمير لبنان) فكان كاتم أسراره.وكان يجيد التركية، فجعل مترجماً في (المابين الهمايوني) بالآستانة فأقام إلى أن توفي فيها.أما شعره ففي بعضه رقة وطلاوة، له (ديوان شعر - ط)، و(الدراري السبع - ط) مجموعة من الموشحات الأندلسية وغيرها.