
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــالحزم والعـزم لا بـالفخر والكسـل
والفخــر فــي فتكـات الـبيض والأسـل
والصـدق فـي القول تنجي المرء صحبته
والحـظ يسـتر قبـح العيـب وهـو خلـي
واحــرص عليــه ولازمــه تنــل شـرفا
وحــاذر الجهـل واتـرك صـحبة السـفل
وكــــل علــــم تعلمـــه بمعرفـــة
إلا ثلاثـــا فلا تعبـــا بهـــا وخــل
علــم النجـوم وعلـم الكيميـاء معـا
كــذا الجـدال بسـوء الجهـل والخطـل
فالشـؤم فـي النجـم إن أدى إلـى كذب
وخـالف الشـرع مثـل الرصـد فـي زحـل
والكيميـــاء بهـــا الإفلاس مقـــترن
فخــذ مقــالي وارفــض فاسـد الجـدل
واســتفت قلبــك فـي أمـر عزمـت بـه
ولا تشــاور عــديم الــرأي فـي عمـل
وأرع الجــوار ولا تنـس الجميـل ولـو
طـال المـدى واخـش مـن أعداك عن كمل
واظهـر البشـر فـي حـال اللقـاء لهم
ولا تكـن مـن وهـي كيـد الرجـال خلـى
وكــن لغيظــك دومــا كاظمــا وأنـل
مــن قـدر رجـاك ولا تقطعـه مـن أمـل
وأغنــم ســرورك إن أدركــت ســاعته
وتـب عـن الـذنب مـن قبل انقضا الأجل
ولا تحــم يـا أخـي حـول الحمـا فمـن
قـد حـام حـول الحمـى لم ينج من زلل
ولا تقــف موقفــا تنمــى لــه تهــم
بهــا تســاء وتلقــى فــي سـلا جمـل
ولا تثـــق بكـــذوب خاســـر أبـــدا
مثــل السـراب كـثير المكـر والحيـل
وارشــق ســهام صـواب فـي الكلام ولا
تعبــأ بفــدم جهــول بـالغرور بلـي
وكـــن لكـــل نصــوح قــابلا وأطــع
أولــى الأمــور وإحـذر سـطوة الـدول
ولا تجـــاوب ســـفيها فــي مشــاتمه
تكـن نظيـرا لـه فـي الوصـف والمثـل
وســـبعة لا تشـــاورهم إذا حضـــروا
ذو الجهــل ثــم حســود غيـر منتقـل
كــذا المــرائى جبـان والبخيـل وذو
عــداوة فهــو قــد يريــدك بالفشـل
مهمــا اسـتطعت تجنـب دينهـم فهمـوا
كـم قـد اسـاؤوا سـليم القلب بالخلل
وغربــل النــاس وانخلهــم بتجربــة
وكــن فــتى صــيرفيّ النقـد ذا وهـل
فالنــاس أجنـاس فـاختر مـن تخـالله
منهـم كمـا قـد روى عـن سـيد الرسـل
واغـــرس بمزرعـــة الــدنيا لآخــرة
غرســا حـوى ثمـرا مـن صـالح العمـل
واحــذر عــواقب أمـر قـد جننـت بـه
ولــم تفكــر بمـا يـأتي مـن العـذل
مــن لــم يفكــر إذا نـابته نائبـة
فـي الانتهـا قصـدته الخطـبُ لـم يحـل
مـن يصـنع العـرف يجـزى مـن عـواقبه
ثــواب فضــل مـدى الأوقـات لـم يـزل
مـن كـاد كيـدَ بكيـدات الزمـان ومـن
أراد غــدرا بُلــى بالغـدر مـن رجـل
مـــن ذَمّ ذُمّ وأمســـى عرضــه هــدفا
لكـــل رام بســـهم الجـــد محتفــل
مــن ســالمته الليـالي لا يغـر بهـا
فحربهـــا خدعـــة للفــارس البطــل
مــن شــب طفلا علــى شـيء وهـام بـه
عليــه شــاب ولـم يـبرأ مـن العلـل
مــن بــاع وردا علـى الفحـام ضـيعه
نحــو البهــائم والـثيران مـن خبـل
مـن فيـه طبـع قبيـح لـم يـزل أبـدا
وخســة الطبــع تحكــى ريحـة البصـل
مـن هـذب النفـس بـالطبع المفيد على
وصــيتي كــل نقـص فـي الوضـوح جلـى
مـن لـم يرسـخ علـى التعليـم من صغر
لـم ينتفـع منـه بعـد الشـيب في نهل
مــن غــره الجهــل يومـا حلـه نـدم
ونـــاله الــذل فــي حــل ومرتحــل
مــن قـد رأى نفسـه بـالكبر ذا كـبر
فـــإنه ذرة فـــي ســـائر المقـــل
مـن يـزدرى النـاس فيمـا يـزدرون به
كـــأنه شـــعرة فــي رجــل منتعــل
مــن هــاب خـاب ولـم يظفـر بحـاجته
ومــن رمــى فـرص الأوقـات عـاد خلـى
مــن عـف خـف علـى كـل القلـوب ومـن
دعتــه حــاجته قــد مــل مــن ثقـل
مــن سـل سـيف عتـو البغـي مـات بـه
مـن يـؤذى يـؤذى ولـو في ارفع القلل
مـن لـم تنبهـه عيـن الـدهر مـن سفه
وهتــه أهــوال ىســاد مــن الغيــل
مـن ضـيع العمـر فـي لهـو وفـي لعـب
وغصـــنه مثمــر لــم يحــظ بالأمــل
مــن قــد أجـار خؤونـا مـن إغـاثته
كمــن يجــود علــى الغـدار بـالنزل
مـن أكـرم الـذئب أو ربـاه مـع غنـم
يعـدو عليههـا بطبـع الخـائن الـرذل
مـن قـد تعـود أكـل السـم عـاش ولـم
يمــت بغــدر لــدى التمريـن منتقـل
مــن لاعــب القــط ســاءته أظــافره
والقــط يمــزح معــه مــزح معتــدل
مــن أطعــم الحيـة الرقطـاء محتفلا
بهــا أذاقتــه طعـم المـوت بالختـل
مــن اســتدل بــأعمى القلـب أوقعـه
فــي ورطــة شــحنت بالكيـد والفشـل
مــن علــم الأبلــه المطبـوع معرفـة
لــم يفهمنهــا ولـو أذنـت فـي جبـل
مــن قــد أعـان قريـن الظلـم سـلطه
عليــه رب الــورى تســليط ذي عجــل
مـن لـم يكـن شـاكرا للنـاس فـي عمل
لـم يشـكر اللَـه فـي جـود وفـي نـزل
فــإن جهلــت فخــالط بعــد تجربــة
وأقـرى السـلوك ولا ترعـى مـع الهمـل
واسـتغن عمـن تشـا مـن بعـد ذاك تكن
مـــثيله واغفـــر الــزلات واحتمــل
واخطـــب كريمـــة آبـــاء غطارفــة
فــالعرق دسـاس يـردى نسـل كـل علـى
خـــذ الأصــيل وجــانب ضــده حــذرا
ليــس التكحـل فـي العينيـن بالكحـل
واخـش الـدناءة والطبـع الـذميم ولا
تنظـر إلـى قلمـة الإنسـان فـي الأكـل
وإن كــويت فانضــج بــاللهيب وقــل
أنـا الغريـق فمـا خـوفي مـن البلـل
ولا تكــن معجبــا بــالنفس مبتغيــا
هـــوى وشــحا مطاعــا دائم الكســل
إيــاك تطمــع فيمــا ليــس تــدركه
واحسـن إلـى مـن أسـا يا صاح واعتدل
واحبـب حبيبـك هونـا مـا وصـل رحمـا
وابغــض بغيضــك يومــا مـا ولا تصـل
وكـن لـدى مـن أتـى يـدعوك اسـرع من
بـــرق واصــبر للأثقــال مــن جمــل
وفــي وعــد شــهيرا كالســموأل فـي
حســن الوفـاء وأرجـى مـن بنـي ثقـل
ملاطفـــا المعيـــا حاذقـــا فطنــا
أروى مـن الكتـب فـي علـم الكلام ملى
ممارســا مــاهرا بقــراط وقتـك فـي
وصــف الـدواء وفـي الأقـدام كالبطـل
ملاعبـــا كـــرة الأيـــام ممتطيـــا
متــن المعـزة طـاوي الرجـل بالرحـل
وابــدر بــدور عقـاب فـي قـوى أسـد
فـي صـبر أيـوب فـي كـر الإمـام علـي
فـي فهـم يعقـوب فـي جـود ابن زائدة
فــي ردع ثعلــب مـن مكـر ومـن حيـل
فـي نطـق سـحبان فـي حسن الخطاب وفي
دهــا زيـاد الـذي قـد سـاد كالمثـل
فـي لمـح زرقـاء فـي تـدمير ذي يـزن
فــي خيــر نقــد إيـاس دائم النقـل
يوما بنجد ويوما بالحجاز وبالهداء ي
ومـــــا ويومـــــا دارة العمــــل
وبالشــام ويومــا فــي حمــى عــدن
والهنـــد يومـــا أظهـــر الـــذلل
نــزه فــؤادك مــا اسـطعت مـن كـدر
ولا تقـــم فـــي حمـــى ذل ولا كســل
وارحـل إذا نابـك الضـيم المسىء ولا
تمكــث بــأرض وجنــب موضــع الخلـل
جنــب قلوصــك عـن تلـك الريـاض إذا
مــا جئت نجـدا ولا تنـزل بهـا وقلـى
اللَــه أكـبر مـن سـحر العيـون ومـن
سـمر القـدود الـتي كالغصـن فـي ميل
كــم قتيــل بحسـن الغانيـات وبـالط
رف الكحيــل الـذي يرنـو مـن الخجـل
إيـــاك إيـــاك أن ترنــو إل نظــر
فيــه ســهام تلاقــى المــرء بالأجـل
واســــمع قصــــيدة آداب مهذبــــة
تغنيــك عـن حاجـة الصـهباء والعسـل
الفاظهــا كعقــود الــدر فــي شـبه
أودعتهـــا حكمــا متقونــة العمــل
قــد غصـت فـي لجـج حـتى ظفـرت بهـا
إن التأمـــل يبـــدي جــوهر الأصــل
فوصــفها بــاهر مــع حســن رونقــه
وكيــف لا وهــي قـد فـاقت علـى الأول
والشــعر يظهــر فــي شـيئين رونقـه
بيـت مـن الغـزل أو بيـت مـن الغـزل
أعيــذها مــن عيـون الحاسـدين لهـا
بقــل أعــوذ بــرب النـاس عـن كمـل
فــي كـل وقـت مـن الأوقـات أن تليـت
تكـاد تزهـو علـى الأتـراب فـي المثل
فــإن نحــوت إلــى أنصــاف معرفـتي
بلا فخـــــــار ولا ذم ولا ختـــــــل
لاميــة العجــم تــروي فضـل ناظمهـا
وإن لاميـــة البحريـــن تشــهد لــي
أبايتهـا اثنـان مـع تسـعين قد حسبت
فكـن لهـا حافظـا وابـذل دعـاءك لـي
جـــاءت بحمــد إلهــي قــرة وجلــت
فــي عيــن كــل أديــب كامــل نبـل
وحســن مطلعهــا إلهــي قــرة وجلـت
وهــلّ فــي بُــرُج عليــا ولــم يفـل
قــد قلـت فـي بـدئه واللَـه ألهمنـي
الحــزم بــالعزم لا بـالعجز والكسـل
عبد المحسن بن يعقوب الصحاف.شاعر، عاش في بؤس، ولد في البحرين، وانتقل طفلاً مع والده إلى مكة، فتعلم فيها.ومدح بعض الملوك وأرباب المناصب، له حماسة وغزل. ارتفعت شهرته في أيامه، وخلف (مجموعات) من نظمه لا تزال محفوظة.توفي بمكة.