
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أكيـد الليـالي بالسـقوط دهاهـا
أم المجـد مـن سـوء الفعال قلاها
تنكــرت الأفكــار فيهــا فعرفـت
فمــا رضـخت فانـدك طـولُ رجاهـا
فكـم عنـدها مـن ألـف باغ ومسرف
يكيــدونها كيــد اللئام عـداها
رموهـا ومـا مسـت يـداها جنايـة
بفعـــل قبيــح لا يضــر عــداها
وشــدوا عليهـا فـانثنت وتوشـحت
بغبـن الليـالي وارتـدت بعناهـا
لهــذا تراهـا فـي نكـوص بسـرعة
وتهـذي ومـا طيـف الجنـون أتاها
وقـالوا جنـى مـن قد تفرغ للنهى
يــدافع عنهـا حيـن غـاب هـداها
وفـي ظنهـم أن الحريـص علـى ولا
ئهــا مغـرف يبغـي نـوال نـداها
وعـاب الهـوى عيـب التملق للمنى
كمـا عـاب أهـل البغي ريح شذاها
فمـا انفـك رب السـعى يلقـى مـج
اهلا تريـه صـنوفا من أليم جواها
وقـالت جنـى قـومي فصارت فضيحتي
يشـار لهـا قبـل السـما وسـناها
ألا فـاعجبوا أهـل الجناية برئوا
ونـالوا علـى رغـم الشرائع جاها
كـذا تكـرم الأيـام مـن ظل عاملا
علـى كيـد من يهدي الورى لبهاها
ومــا هــي إلا شـهوة قـد تنـوعت
فجــاس خلال الخلــق جيـش هواهـا
فهـذا يحـب الـراح واللهـو عادة
يظــن العلـى فـي خمـرة فسـقاها
وهـذا عتيـد شـأنه النهب كم أتى
علــى أمــة فابتزهــا وســباها
وهـذا شـغوف فـي المـواطن كلهـا
بلا همــــة أو خدمـــة بعلاهـــا
وهــذا علـى درء المفاسـد عـاكف
يجيــد لهـا حربـا ليـذهب داهـا
وهــذا إذا عــدت خصــائل أمــة
يــرى خيــرة مـن خيـرة بـذراها
وهـذا يغـض العيـن فـي كـل وجهة
عـن النفـع والإحسـان عكـس مناها
يسـارع فـي نسـج المفاسـد حسـبه
علـى نفسـه مـا قـد جنتـه يداها
وإنـي لمـن وقـت الفطـام تيسـرت
لهــا فكرتـي مـن حسـها ونهاهـا
نشــأت بهـا طفلا بـريئا فأشـعلت
شــعوري بنـوع مـن عـتيق جواهـا
ويـوم أتيـت الـدار طـالب راحـة
فضــل بهــا عقلـي لصـوت نـداها
وطلـــق حســي هيئتــي فتجــزأت
نواميســها واستســلمت لفناهــا
وألقـت علـى قلـبي دروسـا كأنها
ميــازيب نــار أرتمــي بلظاهـا
ومــا قمــت إلا عـن وبـال وبلـة
تضــمخ منهــا صــخرها وفناهــا
تحيــر ذهنــي فالتمسـت مؤانسـا
يعرفنــي مــن بــالزلال ســقاها
أبــل ثراهـا سـيل مـاء سـمائها
أم السـيل مـن عينـي أبان بكاها
سـألت سـحاب الجـو فانسـل هازئا
يفنــد مــن نفسـي ظنـون هواهـا
أفـي حـر هـذا الصـيف ينشر قطره
ســحاب شــتاء غــاب قـر هواهـا
غريـب إذا دمعـي ومـا كنت عاقلا
وقـد كـان عقلـي شـذ حيـن أتاها
ألا عجبــا كيــف الــدموع بشـدة
تســيل وعينــي لا تكــاد تراهـا
ومـا ذاك عـن سـوء أصـاب جفونها
ولكــن مصــابي حـال دون سـناها
ففضــلا علـى شـغفي بمجـد أيمـتي
أكابــد محنــات الصــبا وبلاهـا
إذا جـل مـن يجثـو أمام مصاب ال
حيــاة فــإني قـد لثمـت رداهـا
لـك الحمـد يا مولى الخلائق شرفت
نفــوس تلقــت ضــعفها لقواهــا
جعلـت هـداها فـي البلاد إذا نما
بلاد بهــا يبــدو جمــال هـداها
ومــا أوجــه الأيــام إلا عـوابس
لئلا تــرى نفــس تحــوز رضــاها
فحســبي عظيــم لا ينــال فــإنه
إذا ضــاعف الآمــال تــم فناهـا
وإن نلـت يومـا منـه فضـل عناية
أكـن مهبطـا سـعي العـذول عداها
يلومــونني عـن وقفـه أو مواقـف
نــدبت بهـا ذكـرى حمـاة حماهـا
يقولــون لا تبــذل حياتـك دفعـة
سـدى فـاتئد واعـط الحياة مناها
يقولــون لا تحــزن طـويلا فإننـا
لفــي راحـة مـن نـدبها وبكاهـا
ألـم يعلمـوا أنـي ملـول لراحـة
أعــود بهـا صـفر اليـدين خلاهـا
ألـم يعلمـوا أن المعيشة إن حلت
تكــن فتنـة يخشـى الأريـب يلاهـا
أيـا قـوم مـا ذقتـم حلاوة حبهـا
ومــا مسـكم يومـا أليـم جواهـا
وقـد أعـرب الأعـراض عنكـم بأنكم
تريــدون موتــا لا حيـاة وراهـا
أيـا قـوم مـا تحلو لقلبي حياته
وقــد دوخ السـمحاء هـول فناهـا
بكـائي عليها لا على الخل والحمى
وحزنــي عليهــا لا أريـد سـواها
أضـيعت فضـاع المجد منا ولم نكن
شــدادا إذا هـم القضـاء لقاهـا
أقـام الرسـول الهاشـمي صـروحها
وأوصــى بــأن لا نــزدري بعلاهـا
مقدســـة ضـــمت حيــاة ورفعــة
وقــد خلصــت ممـا يشـين بهاهـا
أتـت للـورى بالمكرمـات وخيرهـا
وحثــت علــى نيـل العلا وهـداها
وضـمت شـعوبا قـد تنـاءت لبعضها
وكـم حـل ظلـم الظـالمين عراهـا
وصــارت تقاليـد العقـول حقيقـة
فلـم يعتريهـا الريـب بعد سناها
وصــارت حيــاة الاقـتران سـعيدة
فضــمت بخيــر للفتــاة فتاهــا
وفاضـت علـوم العـالمين بفضـلها
علـى الخلـق فاهتموا بطيب شذاها
وصـانت حقـوق النـاس دوما فسرهم
نهاهـا وكـان السـعي وفـق نهاها
فمـا خـاب بعـد القائمون بأمرها
ولا مـن هـدوا أن يحتمـوا بحماها
ولمــا بــدت غــراء فنـد منصـف
رأى كــل وهـم سـاد حـول قراهـا
فلـم يتبـع الأهـواء من مال فهمه
إلـى محكمـات الـذكر حيـن تلاهـا
وقــد نشـرت فـي الأرض دون مبشـر
ولكــن وضـوح الحـق كـان لواهـا
ولمــا غـدت بيـت اللئام غريبـة
أهينــت بعبـث الخـائنين فواهـا
رأوا حظهـم في الإفك فيها فدلسوا
عليهــا نعوتـا كالجبـال بناهـا
فآل بها الحزن المديد إلى الهوا
ن إذ لـم تجـد شـهما يدافع داها
وضـاعت حـدود اللـه دفعـة هـاجم
وكــم مـن مليـك عاقهـا وجفاهـا
وكـم مـن حكيم راغ للنفس والهوى
فمــزق منهــا حســنها وبهاهــا
قضــى وطــرا ظنــا بـأنه محسـن
إليهـا وكـم ظـن العقـول دهاهـا
ولمـا رأى الغـرب المسيحي بؤسها
وأيــدي الضـنا مصـبوغة بـدماها
تيقــن أن الشــرق لا شــك سـاقط
فـوالي الخطـو يسـعى لقطع مداها
وكــانت تعـاليم المسـيح تعـوقه
عـن البحـث في معنى العلى فقلاها
ولم يتبع الإنجيل في الأمر بالرضو
خ للـذل فاسـتدل الحسـام لقاهـا
ألا فــانظروا شـتان بيـن عـواقب
لنبــذ تقاليــد المســيح وطــه
فأهـل الأناجيل ارتقوا عند نبذها
وحـط بنـي السـمحاء نبـذ هـداها
وعلـة هـذا الفـرق تبـدو بداهـة
وفــي جـس نبـض الملـتين نراهـا
ألا يـا بنـي السـمحاء هلا شعرتمو
بـذي الذلـة الكـبرى وحـر لظاها
وهــل ملـة الإسـلام ترضـى بـذلكم
وقــد أكرمــت أســلافكم بنهاهـا
جنيتـم فعـوقبتم وخنتـم فـأبتمو
بهــا ضــربة نجلاء حــم قضــاها
مـتى تفقهـوا سـر التقدم والنهى
مـتى تـدفعوا شـر المنـون وداها
وفيكـم كتـاب الَلـه لا زال ناطقا
كمـا كـان فـي عهد الهدى بحجاها
يناشــدكم أن لا تكونــوا أذلــة
وكونـوا شـدادا ضـد بغـي عـداها
فيـا ليـت شـعري هل يصادف سامعا
مطيعــا يـرى ذل الحيـاة بكاهـا
سـلام علـى السـمحاء مـا صح ناصح
ســـلام علــى إصــلاحها وهــداها
عمر بن قدور الجزائري.شاعر من أبرز المناضلين الجزائريين قلماً وفكراً وعملاً.تعلم بالجزائر وتونس ومصر وكانت له مشاركات واسعة في عدد من الصحف التي صدرت بالأستانة وتونس ومصر.تعرض للنفي والسجن والاضطهاد بسبب آرائه الإصلاحية، أصدر جريدة الفاروق.له شعر جيد.