
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقفَـرَت مـن أنيسـِها البَطحـاءُ
فَــاللَوى فالــذنوبُ فَـالحَوّاءُ
فالغُشــَيواءُ فَالبُـديعُ فجَنبـا
تِنضــِلينٍ فحَزتُهــا فــالجِواء
فَقَفا النيشِ فالنباجُ فَبَطنُ المَ
وجِ منهُـــم إلــيَ قُــدَيسٍ خَلاءُ
دِمَــنٌ قَـد أتـى عَلَيهِـنَّ بَعـدي
حِجَـــجٌ فــارتَمى بهِــنَّ البَلاءُ
فتَوَســـــَّمتُها فَلأيـــــا بِلأيٍ
مـا اسـتبانَ الرُسـومُ والآنـاءُ
فكَــأنَّ الرســومُ مِنهـا رُسـومٌ
مِـن وُحـيٍّ جَـرى علَيهـا امّحـاء
أو وُشــومٌ مِــن فَـوقِهنَّ وشـومٌ
رَجَّعَتهـــا بمِغصـــَمٍ عَـــذراءُ
أصـبحَت بعد إنسِها الخُنسُ تَمشي
كالعَـذارى بهـا علَيهـا المُلاءُ
أو تعــامٌ كمِثـلِ جُـذعانِ سـرحٍ
وســطَ آلٍ رِئالُهــا والظبــاءُ
بعـــدَ إنــسٍ وحاضــِرٍ ذي طَلالٍ
لا تخَطّـــى لغَيرهِـــم رَغبــاءُ
حينَئذٍ شـمَلُنا جَميـعٌ وصرفُ الد
هـرِ سـلمٌ والعَيـشُ فيـه رخـاءُ
نَتَّقــي ســورَةَ الهمـومِ بِشـَرخٍ
مِـــن شــَبابٍ تَمُــدُّهُ غُلــواءُ
فــي فُتـوٍّ شـُمِّ المنـاخرِ صـيدٍ
واجـدٍ مَـن يزورُهـم مـا يَشـاءُ
حيـنَ سـَلمى بهـا لَيـالِيَ سَلمى
لَــم تَــدَرِّع كأنَّهــا ســيراءُ
فـــي عطـــافَينِ زبـــرجٍ وَلالٍ
قـد غَـذاها بما غَذاها الجراءُ
فكَـأنَّ اللَبّـاتِ والـوجهَ مِنهـا
خَلَعَــت دِرعهــا عَلَيهـا ذُكـاءُ
فَغَنينــا بِــذاكَ دهـراً ولكِـن
مـا لِشـَيءٍ علـى اللَيالي بَقاءُ
فاســتَهَلَّت عِرفانَهــا وتَلَظَّــت
بــادراتُ الــدموعِ والأحشــاءُ
فحَبَســنا بِهــا شـرائِجَ خوصـاً
قـد براهـا البُكـورُ والإسـراءُ
طـالَ جهلاً علـى الطلولِ الثواءُ
مــا بُكـاءُ الطلـولِ إلّا عَنـاءُ
لا يَــرُدُّ البكـاءُ زَنـداً ولكِـن
كـم دَهـى الحِلـمَ دِمنَـةٌ بوغاءُ
فتَناسـَيتُ لوعَـتي إذ بَـدا لـي
أنَّهــا عَــن جوابِنــا خرسـاءُ
بِــــرواحٍ مُــــؤَوِّبٍ بهجـــانٍ
بــازِلٍ أنجَبَــت بــهِ أدمــاءُ
مِــن هجــانٍ جراجِـرٍ جُـرُرٍ هُـنَّ
لهَـمِّ الجشـي الحزيـنِ الشـِفاءُ
غيـرَ أنّـي أرومُ شـأوا بطينـاً
غيـرَ مُغـنٍ بـهِ الجرى والنجاءُ
رُمـتُ مَـدحَ النبِـيِّ وهـوَ مجـالٌ
كـلُّ مـن رامَـهُ لـهُ العجزُ داءُ
بيـدَ أنّـي علمـتُ أن ليسَ للنَف
سِ ســوى مــدحِهِ الكريـمِ دواءُ
ويقولــونَ كيـفَ تَمـدحُ مـن دو
نَ ثَنــاهُ الثنــاءُ والإطــراءُ
أيَـرومُ امـرُؤٌ ثَنـاءً علـى مَـن
قـد نمـاهُ مِـنَ الإلـهِ الثنـاءُ
قُلـتُ أنّي يَعتاصُ مدحُ امرىءٍ كا
نَ لــهُ المجـدُ كلُّـهُ والسـناءُ
وثَنــاءُ الإلـهِ لـولاهُ مـا حُـقًَّ
عَلَيــهِ مــنَ الأنــامِ الثنـاءُ
بـمَ أُثنـي علَيهِ لولاَ ثَناءُ اللَ
هِ إنَّ الثنــاءَ مِنــهُ اصـطِفاءُ
بَـل هـوَ البـاعِثُ المُجِـدُّ علَيهِ
ولكَــم فيــهِ أحسـَنَ البُلغـاءُ
مِثـلُ حسـّانَ والفـتى ابنِ زُهَيرٍ
وزُهَيـرٍ غـداةَ بالسـَبيِ فـاءوا
بِسبايا عقائِلٍ من نَواصي القوم
ســـيقَت إلَيــهِ وهــيَ إمــاءُ
يــومَ جــاءوا تَحُثُّهُـم جبَـروتٌ
بحُنَيـــنٍ لحَينهِــم وانتِخــاءُ
فلَقـوا مـا لقـوا وظَـلَّ زُهَيـرٌ
بعـدما أحـرزَ النسـاءَ السباءُ
وَأُبيــدَ الرجـالُ فـي أيِّ يـومٍ
غــابطٍ ميتَهُــم بــهِ الأحيـاءُ
وهـوَ يـدعو بمِلـحِ شـَيماءَ حتّى
شــُفِّعَت فــي هـوازِنَ الشـَيماءُ
شــُفِّعَت فيهُــمُ فَــرُدَّ علَيهِــم
أهلُهُــم والبنــاتُ والأبنــاءُ
منَّــة مِنــهُ مـن مُطـاعٍ أميـنٍ
هكَــذا فليُــراعَ فيـهِ الإخـاءُ
وتَـأتى لابـنِ الزَبَعـرى ابنِ قَي
سِ ابــنِ عَــدِيٍّ بمَـدحهِ إحيـاءُ
بعـدَ مـا كان مُهدَرَ الدمِّ فيمَن
قُتِّلـوا حيـثُ لا تُـراقُ الـدماءُ
ولِفِهــزٍ غــداةَ يــدعو ضـِرارٌ
يـا نَبِـيَّ الهُـدى بذاكَ احتِماءُ
يــومَ ضـاقَت علهيـمُ سـعَةُ الأر
ضِ فلاذوا بــــهِ ولاتَ لجــــاءُ
فحَمــاهُم بــهِ ولـولاهُ كـانوا
فَقعَـة القـاعِ تَبتَـذِرها الإماءُ
ولِعَمـرو بـنِ سـالمٍ كـان مِنـهُ
ظَفَـــرٌ بالعِــدا بــهِ واغتِلاءُ
يـومَ وافاهُ يَنشُدُ الحلفَ أن قَد
أُفنِيَــت مــن خُزاعـةَ الأفنـاءُ
يـومَ صـالَت عليهـمُ مـن قُرَيـشٍ
والعُــرى مــن كنانَــةَ الأملاءُ
أَترى القَومَ أحسنوا أم أساؤوا
أم تَــرى أنَّ ذاكَ منهُـم خطـاءُ
فلِكُـــلٍّ بمَــدحهِ منــه ســجلٌ
فيـه مـن غُلَّـةِ الهيامِ ارتِواءُ
وأنــا أرتجـي بمَـدحيهِ سـجلاً
بعــدَهُ لا يُخـافُ منّـي الظمـاءُ
واثِقــاً إذ جعَلـتُ فيـهِ رجـاء
أنَّــهُ لا يخيــبُ منّـي الرجـاءُ
فلَــهُ المـدحُ حادِثـاً وقـديماً
ذاكَ لا مــا تــزوِّرُ الأغبيــاءُ
دعهُـمُ وامـدَحِ الهجانَ هجانَ ال
أنـبي مـن لهُـم بـهِ الإقتِـداءُ
قُلــتُ للنّفـسِ إذ عراهـا لأنّـي
قاصــِرٌ عــن مـديحهِ العُـرواءُ
نفـسُ لا تاسـفي لِـذاكَ فكَـم أق
صـر قـدماً عـن مـدحهِ البُلغاءُ
كيـفَ مـدحُ امرىـءٍ لكُـلِّ ثنـاءٍ
دونَ عليــاءَ مـن علاهُ انتِهـاءُ
بــل لعمـري لأمـدَحنهُ وإِن عـزًَّ
خناذيـــذَهُم عليــهِ الثنــاءُ
ولَعَمـــري لأمـــدحَنَّ شـــفيعي
إذ تَفـادى مِمّـا تَـرى الشُفَعاءُ
ولَعمـــــري لأمـــــدحَنَّ ملاذى
يــومَ لا غيــرَهُ لنَفــسٍ لجـاءُ
كُـلُّ أهلـي ومَـن أُفَـدّي ونَفسـي
والمُفَـــدّيَّ للنَــبيِّ الفِــداءُ
هــوَ مــا هــوَّ هـوَّ لـولا عُلاهُ
مـا درى مـا النُبُـوَّةُ الأنبياءُ
هـو مِفتـاحُ مُغلَقِ الكونِ والخا
تـمُ فـالخَتمُ يا لقومي ابتِداءُ
محمد بن محمد الأمين بن الطلبة الموسوي اليعقوبي.عالم جليل، وشاعر فحل، كان سخياً راجح العقل، حلو المعاشرة، وقد حظي شعره باهتمام كبير من معاصريه ومن تبعهم.ولد ومات في منطقة تيرس بموريتانيا.له عدة مؤلفات منها: (نظم تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد) لابن مالك، و(نظم مختصر خليل) في الفقه المالكي، و(شرح لديوان الشعراء الستة الجاهليين).