
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا مَــن لِبَــرقٍ مُســحِرٍ مُتَبَلِّــجِ
أجـوجٍ كتَسـعارِ الحريـقِ المُؤَجَّـجِ
سـَرى فـي حبِـيٍّ مشـمَخِرٍّ كـأنَّ فـي
جنــابَيهِ عـوذاً وُلَّهـاً مُتَجدَجـدِجِ
قَعَــدتُ لـهُ بعـدَ الهُـدُوِّ أشـيمُهُ
ومَـن يَشـمِ البَـرقَ اليَمانِيَ يَهتَجِ
فمَـن يـكُ لـم يسـهَر لهَـمٍّ فإنَّني
أرِقـتُ ومَـن يعسـِف بهِ الهَمُّ يَلهَجِ
فَبِـتُّ أُقاسـي الهَـمَّ والهَمُّ غالبي
وكيــفَ قـرارُ النـازِحِ المُتَهَيِّـجِ
فقُلـتُ لـهُ لمّـا اسـتحارَ رَبـابُهُ
بمُنهَمـــرٍ ذي هيـــدَبٍ مُتَبَعِّـــجِ
ألا أيُّهـا البَـرقُ اليَمـانِيُّ عـرِّجِ
وخيِّــم عـل أطلالِ جفـرِ الهوَيـدجِ
ورُمَّ مـنَ الأطلالِ مـا قـد عَثَـت به
مـنَ العاصـِفاتِ كُـلُّ هوجـاءَ سَيهَجِ
وعَلِّـل لـدى مغنـى الأُحَيمِرِ مَنهَجاً
لنـا نعتَريـهِ حيـن نَذهَبُ أو نَجي
ألا ليـتَ شـعري هـل تَغَيَّـرَ بعدَنا
ومـن يعتَلِـق مـرَّ الحـوادِثِ ينهَجِ
وهَـل يرجِعَـن مغنـى الأُحَيمرِ جابةً
لمُســتَهترٍ حــرّانَ ذي لوعَـةٍ شـَجِ
وقَفـتُ بهـا مـن بعد عامٍ فهاجني
لـوائحُ منهـا كَـالزّبورِ المُثَبَّـجِ
أُسـائِلُها عـن جُملِهـا أيـنَ يَمَّمَت
فظِلـتُ بهـا مثـلَ النزيفِ المُزَرَّجِ
فَــرَدَّت جوابـاً بعـدَ لأيٍ مُلجلَجـاً
ولَـو عَلِمَـت مـن سالَها لم تُلَجلِجِ
ومـا أنـسَ لا أنسـى عَشِيَّةَ إذ رنَت
إلــيَّ بمَطــروفِ اللوامِـعِ أدعَـجِ
رَمَتنــي بوَضــّاحٍ ظِمــاءٍ عُمـورُهُ
بـرودِ الثَنايـا ذي غُـروبٍ مُفَلَّـجِ
كــأنَّ غَريضـاً مـن مُجـاجِ غَمامَـةٍ
بِـــدارِيِّ مســكٍ ظلمــهُ مُتَــأَرِّجِ
وخَــدٍّ كجَريــالِ النضــيرِ مُقَسـَّمٍ
هجـانِ المُحَيّـا مـن يُصـَبِّحهُ يَبلَجِ
عَشـِيَّةَ أصـمَتني ولـم تـدرِ بغتَـةً
فَرُحتُ وما أدري الذهابَ منَ المَجي
بِعَينــي مهــاةٍ مُخــرِفٍ بِخَميلـةٍ
أوادمـاءَ مـن وَحشِ العُشَيرَةِ عَوهَجِ
وكَشــحٍ لَطيــفٍ كالجــدائلِ طَيُّـهُ
كلَمـسِ الـدِمَقسِ ذاتُ خَلـقٍ مُعَذلَـجِ
وتُشـجي رحيبـاتِ الدمالجِ والبُرى
بمـا شـِئتَ مـن غيـلٍ رواءٍ مُدَملَجٍ
فلَـو عرَضـَت يومـاً لِراهـبِ بيعَـةٍ
حليــمٍ علــى عــاداتهِ مُتَحَــرِّجِ
إذاً لأهَـــلَّ ســـاجِداً وَلَخـــالَهُ
رَشـاداً مـتى يُخـذَل يَخِـنَّ ويَنشـجِ
محمد بن محمد الأمين بن الطلبة الموسوي اليعقوبي.عالم جليل، وشاعر فحل، كان سخياً راجح العقل، حلو المعاشرة، وقد حظي شعره باهتمام كبير من معاصريه ومن تبعهم.ولد ومات في منطقة تيرس بموريتانيا.له عدة مؤلفات منها: (نظم تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد) لابن مالك، و(نظم مختصر خليل) في الفقه المالكي، و(شرح لديوان الشعراء الستة الجاهليين).