
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســاق بعـض الظرفـاء للقـدر
لاحتفـــال حضـــرته الأســـرُ
فـــي مكــان لــثري ماجــد
كـــل مـــدعو لــه يفتخــرُ
قـال جـزت الباب مصحوبا إلى
قاعــة قــد طوقتهـا الحجـر
وعلــى الأبـواب أسـتار بـدت
وبـدا منهـا الـذي قد ستروا
لـم تَبِـن منهـا وجـوه إنمـا
بـــان قـــد وأريــج عطــر
وإذا بــي قــرب سـتر صـدفة
وعرانــي رغـم صـبري الضـجر
مـن جـدال أشـغل السـمع إلى
أن نـأى عنـي الغنـا والوتر
فتنبهـــت أخيـــرا لحـــدي
ث جــرى خلفـي وفيـه العـبر
بيــن بنـتين وهـاك نـص مـا
قالتــاه بعــد مــا اختصـر
قـالت الصـغرى على ما ارتئي
حيـث فـي الصـوت لِسـِنٍ مظهـرُ
ولعمــري كـان صـوتا سـاحرا
كـدت قبـل الـراح منـه أسكر
انظـري ميلاء فـي القـوم فتى
فيــه آيــات البهـا تنحصـر
رام يخفــي نفسـه عنـا وهـل
يختفــي فــي صـحو جـو قمـر
لـم يعرنـا نظـرة من قد أضا
ع شـعوري مـن جـوى لـو يشعر
انظــري ميلاء غصــنا يانعـا
بيــن ربــات الهـوى يهتصـر
ينظــر القينـة ذي عـن شـغف
وهــو لـم يـدر بمـن ينتظـر
لو درى ما خلف هذا الستر جا
ء غليـــه خاضـــعا يعتــذر
عنـدها قالت لها الكبرى لقد
جِـــزتِ حــدا لا ارى يغتفــر
إن يكـن ما بان منك المبتدا
ليـت شـعري مـا يكـون الخير
فـأقلعي أختاه عن ذا واحذري
فأجـــابت لا يفيــد الحــذر
أنـا لـم أجهـل وربي من أنا
إنمــا الجهـل لمـن لا يبصـر
هـذه المـرآة كـم قـد أعلنت
إن لـي فـي الحسن شيئاً يذكر
وهــب اللَـه لـي الحسـن فـب
ت ولـي منـه النصـيب الأوفـر
لـو فتحـت السـتر هـذا عنوة
لــرأى كيــف يفــر الجـؤذر
أيهــا الضـارب سـتراً عبثـا
ليـس بالسـتر الهـوى يسـتتر
تــم هنيئاً واثقــاً منتصـرا
وســتدري مــن غــدا ينتصـر
حـاجب العذراء تحت الستر هل
أنــت تخشـى أن يراهـا ذكـر
مــا عليهـا لـو رآهـا خطـر
بـل عليهـا لـو رأتـه الخطر
هــل ســمعتم برجـال راسـلَت
هـم حسـان فـأبوا واعتـذروا
لا وربــي بــل رجـال راسـلت
ذات خـدر فـي هـوى فاحتقروا
أمرتكـــم وأطعتـــم عــادة
وبــأمر اللَـه لـم تـأتمروا
قصــة جــاءت لعمــري عـبرة
للــذين انتبهــوا وادكـروا
عـادة لـو علـم القـوم بمـا
أحـدثته في العذارى انذعروا
فـــإليكم آي شــعر أنــذرت
يا أولي الألباب منا اعتبروا
مصطفى بن محمد بن مصطفى.أديب تونسي كثير النظم، مولده ووفاته في بلدة (الكرم) من أحواز (تونس) الشمالية، حفظ القرآن الكريم، وبعض الدواوين الشعرية، وتعلم التركية والفرنسية وكان ظريفاً حلو النكتة، نقاداً، ينشئ له صديقه (عبد الرحمن الكعاك) قصص قصيرة، يقتبسها من روح الحياة التونسية، فينظمها هو شعراً، ونظم لتأديب ابنته ليلى قصائد على لسان الحيوانات.له (ديوان منظومات عامية) لم ينشر، و(بيني وبين المعري) حوار مع المعري حول رسالة الغفران، أذاعه في محاضرات بالراديو، وكان جده مصطفى آغا (الأول) وزيراً للحرب في عهد أحمد باي الأول.