
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
روت لـي فتـاة حـديثا جـرى
بإحـدى مـدارس بعـض القـرى
فقــالت رأيـت صـبيحة يـوم
فتـاتين أجمـل مـا قـد يُرى
للــي ذات حســن ايطاليــة
يجــول بخــدها مـا أسـكرا
وليلـى لهـا اللطـف أهليـة
عرا القلب من لحظها ما عرا
فقـالت لليلى للي مذ رأتها
تحــاول صــد جيـوش الكـرى
أصـــابك فـــي ليلــك أرق
أم الليـل قضـيته فـي سـُرى
فبان لها الغم في وجه ليلى
فصــاحت بربــك مـاذا طـرا
فقـالت أبي بات يشكو صداعا
وليـت عليـه القـا اقتصـرا
ولكـن يحـارب سـقما وفقـرا
عليــه أخيـرا قـد انتصـرا
قضـى في الحراسة ليلا طويلا
وآب بعلتــــــه ســـــحرا
وبــات بعسـر التنفـس حـتى
لعمـــرك خلتـــه محتضــرا
فقــالت للــي هــذه مهنـة
أراهــا علـى أهلهـا خطـرا
ولا سـيما الضـعفاء وداء ال
صــدور بقريتنــا انتشــرا
أشـيري عليـه إذا ما تعافى
بــترك الطـواف لمـن قـدرا
فقـالت لهـا الوطنيـة ليلى
وعقــد مــدامعها انتشــرا
أبـي ليـس حـارس ليـل ولكن
عليــه كغيــره قـد أُجـبرا
فقـد عينوا حارسين من القا
طنيــن مجانـا بكـل القـرى
فقـالت لهـا الأجنبيـة عفوا
إذا قلـتُ ما قلت محض افترا
فلـو كان ما قلت صدقا لامسى
أبي اليوم في الحرس معتبرا
ونحـن بفضـل العدالـة نقضي
بـأمنٍ ليـالي للصـفا سـمرا
فبـان على وجه ليلى استياء
وفاضـــت مــدامعها عــبرا
وقـالت لعمـري للعـذر إنـي
أرانـي اقتضـيت لـك الخبرا
فمـا فُرِضُ الحرسُ إلا على الأه
لييــن وفيهـم قـد انحصـرا
فقـالت للـي وهي تخفض لحظا
وفـي وجنتيهـا جـرى ما جرى
أيعقـــل ربــاه أن حُمــاة
أتتهـم لتسـعدهم فـي الورى
يكـون سـلوكهم اليـوم هـذا
وهـم فـي رقـي علـى ما أرى
أولئك مـن حُـرِّمَ الـرق فيهم
فلا الحــر يشـري ولا يشـترى
مصطفى بن محمد بن مصطفى.أديب تونسي كثير النظم، مولده ووفاته في بلدة (الكرم) من أحواز (تونس) الشمالية، حفظ القرآن الكريم، وبعض الدواوين الشعرية، وتعلم التركية والفرنسية وكان ظريفاً حلو النكتة، نقاداً، ينشئ له صديقه (عبد الرحمن الكعاك) قصص قصيرة، يقتبسها من روح الحياة التونسية، فينظمها هو شعراً، ونظم لتأديب ابنته ليلى قصائد على لسان الحيوانات.له (ديوان منظومات عامية) لم ينشر، و(بيني وبين المعري) حوار مع المعري حول رسالة الغفران، أذاعه في محاضرات بالراديو، وكان جده مصطفى آغا (الأول) وزيراً للحرب في عهد أحمد باي الأول.