
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُـم نُصـبُ عينـي أنجَدُوا أوغاروا
ومُنـى فـؤادي أنصـفوا أو جارُوا
وهـمُ مكـانُ السـِّرِّ مـن قلبى وإن
بَعُــدَت نــوَى بهــمُ وشـطَّ مـزارُ
فــارقتُهم وكــأنَّهم فـي نـاظرِي
ممَّـــا تُمثِّلُهــم لــيَ الأفكــارُ
تركوا المنازلَ والدِّيارَ فما لهم
إلاّ القلـــوبُ منـــازِلٌ وديــارُ
واستوطنوا البِيدَ القِفارَ فأَصبحت
منهــم ديـارُ الإنـس وَهـيَ قِفـارُ
فلئن غـدت مصـرٌ فلـي مـن بعدهم
فلهـــم بــأجواز الفلا أمصــارُ
أو جـاوروا نجـداً فلي من بعدهم
جــاران فيـضُ الـدّمعِ والتِّـذكارُ
ألِفُـوا مُواصـلَةَ الفلا والبيدِ مُذ
هَجَرَتهُـــمُ الأوطـــانُ والأوطــارُ
بقلائصِ الاهلَّــــــةِ عنــــــدما
تبــدو ولكــن فوقهــا أقمــارُ
وكأنَّمــا الآفــاقُ طُــرُّا أقسـَمَت
ألاّ يَقِـــرَّ لهــم عليــه قَــرارُ
والـدَّهرُ ليـلٌ مُـذ تنـاءت دارُهُم
عنّــى وهـل بعـد النّهـارِ نهـارُ
لــى فيهــمُ جـارٌ يمُـتُّ بحرمـتى
إن كــان يُحفَــظُ للقلـوبِ جِـوارُ
لا بــل أسـيرٌ فـى وَثـاقِ وفـائِهِ
لهُــم فقـد قتـلَ الوفـاءَ إسـارُ
أمنــازلَ الأحبـابِ غيَّـرك البِلَـى
فلنــا اعتبـارٌ فيـك واسـتعبارُ
سـَقياً لـدهرٍ كـان منـك تشـابَهت
أوقــــاتُهُ فجميعُـــهُ أســـحارُ
قَصـُرَت لـيَ الأعوامُ فيه فمُذ نأَوا
طــالت بَــي الأيـامُ وهـيَ قصـارُ
يـا دهـرُ لا يَغـرُرك ضـَعفُ تَجَلُّـدي
إِنِّــي علــى غيـر الهـوى صـبَّارُ
الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني، أبو محمد، الملقب بالمهذب. شاعر من أهل أسوان (بصعيد مصر) وفاته بالقاهرة، وهو أخو الرشيد الغساني (أحمد بن عليّ) قال العماد الأصبهاني: لم يكن بمصر في زمن المهذب أشعر منه، واشتغل في علوم القرآن، فصنف (تفسيراً في خمسين جزءاً)،وهو القائل:وما لي إلى ماء سوى النيل غلة ولو أنه، أستغفر الله، زمزموترجم له ابن خلكان في ترجمة اخيه القاضي الرشيد، ونقل طرفا من ترجمته من كتاب quotالسيل والذيلquot للعماد الكاتب صاحب الخريدة.وترجم له الصفدي في الوافي قال: (واختص بالصالح بن زريك، ويقال؛ إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو شعر المهذب هذا. وحصل له من مال الصالح مالٌ جمٌ. وكان القاضي عبد العزيز بن الحباب هو الذي قدمه عند الصالح، ولما مات ابن الحباب شمت به المهذب ومشى في جنازته لابساً ثياباً مذهبة، فنقص بهذا السبب واستقبح الناس فعله، ولم يعش بعده إلا شهراً واحداً.وصنف المهذب: كتاب الأنساب، وهو أكثر من عشرين مجلدة، كل مجلد عشرون كراساً. قال ياقوت: رأيت بعضه فوجدته مع تحققي بهذا العلم وبحثي عن كتبه لا مزيد عليه. وكان المهذب قد مضى رسولاً إلى اليمن عن بعض ملوك مصر، واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد. ثم أورد مختارات من شعره.