
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـى اللـه إلا أن تُعـانَ وتُنصـرا
وتظفــرَ حــتى لقّبــوك المظفَّـرَا
وتُصـبحَ سـيفاً مثـلَ نعتـك قاطعـاً
مُحلَّــى بأصـنافِ الفَخـارِ مُجـوهَرَا
يـراك حديـدُ الهنـدِ أشـرفَ قيمـةً
وأعظــمَ آثــاراً وأكــرمَ عُنصـُرَا
إذا أنت صاحبتَ الحُسامَ إلى الوغى
وكلَّفتَــهُ فيهــا مضــاكَ فقصــَّرا
وقـد مارسـت منـك الأعادِى ممارِساً
لهـا حازمـاً إن أوردَ الأمرَ أصدرَا
تـرى خلفَـه من قادةِ النَّاسِ عسكراً
وقُـدَّامَه مـن صـادِق البـأسِ عسكرا
أخـو العزِّ ينفى الجبنَ عنه مضاؤُهُ
وذو الحزِم يكفيه الثَّباتُ التَّهوُّرا
وحسـبُ الأعـادى منـك بـالأمس وقعةً
قضى اللهُ أن يُنسَى الزّمانُ وتُذكرا
وأقبَلتَهـا نحـوَ الصـَّعيدِ فلو تَشا
هنــاك منَعـتَ النّيـلَ أن يَتَحـدَّرا
كتـائبُ يُـوهى جَنـدلَ الأرضِ سـيرُها
ويــذروهُ حــتى يملأَ الأرضَ عِـثيَرَا
ومـا يـومُ مـروانَ الحمارِ بنَحوِها
بـأعظمَ مـن يـوم الحمـارِ وأشهَرَا
غـدا ابـنُ مصـالٍ للصـَّوارِمِ حاسراً
وراحَ وقـد ألبَسـتَهُ الـدَّمَّ مِغفَـرَا
وظـنَّ الوغى مُستَنزَهَ الصَّيدِ والظّبا
حَــوائمَ طيــرٍ بالصــَّوارِم نُقَّـرَا
فأقــدمَ عـن جَهـلٍ بهـا لا شـجاعةٍ
وعــاجَلَهُ المقــدورُ أن يتــأخَّرَا
فَإن كان نجم الدين حقًّا كما دَعَوا
فإنَّـك شـمسُ الـدّينِ أخفَته أن يُرى
الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني، أبو محمد، الملقب بالمهذب. شاعر من أهل أسوان (بصعيد مصر) وفاته بالقاهرة، وهو أخو الرشيد الغساني (أحمد بن عليّ) قال العماد الأصبهاني: لم يكن بمصر في زمن المهذب أشعر منه، واشتغل في علوم القرآن، فصنف (تفسيراً في خمسين جزءاً)،وهو القائل:وما لي إلى ماء سوى النيل غلة ولو أنه، أستغفر الله، زمزموترجم له ابن خلكان في ترجمة اخيه القاضي الرشيد، ونقل طرفا من ترجمته من كتاب quotالسيل والذيلquot للعماد الكاتب صاحب الخريدة.وترجم له الصفدي في الوافي قال: (واختص بالصالح بن زريك، ويقال؛ إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو شعر المهذب هذا. وحصل له من مال الصالح مالٌ جمٌ. وكان القاضي عبد العزيز بن الحباب هو الذي قدمه عند الصالح، ولما مات ابن الحباب شمت به المهذب ومشى في جنازته لابساً ثياباً مذهبة، فنقص بهذا السبب واستقبح الناس فعله، ولم يعش بعده إلا شهراً واحداً.وصنف المهذب: كتاب الأنساب، وهو أكثر من عشرين مجلدة، كل مجلد عشرون كراساً. قال ياقوت: رأيت بعضه فوجدته مع تحققي بهذا العلم وبحثي عن كتبه لا مزيد عليه. وكان المهذب قد مضى رسولاً إلى اليمن عن بعض ملوك مصر، واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد. ثم أورد مختارات من شعره.