
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـم تنسـني فتنة الدنيا وزينتها
مـا فـي شـمائلك الغـراء من فتنِ
أطــوف بالحسـنِ تصـبيني بـدائعهُ
كمـا يطـوف معنّـى القلـب بالدمنِ
فلا تـــثيرُ مغـــانيه ونضـــرتهُ
فـي ظـل ذكـراك غير الهم والحزَنِ
آمنـتُ بـالحب لـولا أنـت ما جمحت
منـى الضـلوعُ إلـى أهـلٍ ولا وطـنِ
يـا مـن تحيّـرتُ لا أدرى أيُسـعدني
غرامــهُ أم هــواهُ محنـةُ المحـنِ
مـا ضـرّ لـو نعمت عينايَ أو شقيت
قبـل الفـراق بمـرأى وجهك الحسن
لــولا مثالـك فـي بـاريسَ ألمحـهُ
في طلعة البدر أو في نضرةِ الفنَنِ
ما صافح النوم أجفاني ولا احتملت
جـوانحي مـا أثـار البين من شجَنِ
جنَـت علـي الليـالي غيـر ظالمـةٍ
إنـي لأهـلُ لمـا ألقـاه مـن زمني
فمــا رأيـت مـن الأخطـار عاديـة
إلا بنيــتُ علــى أجوازهـا سـكني
ولا لمحــت مــن الآمــالِ بارقــةً
إلا تقحّمــتُ مـا تجتـاز مـن فنَـنِ
أحلـتُ دنيـاي معنـى لا قـرار لـهُ
فـي ذمـة المجـد ما شردتُ من وسن
زكي بن عبد السلام بن مبارك.أديب، من كبار الكتاب المعاصرين، امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب، وله شعر، في بعضه جودة وتجديد، ولد في قرية (سنتريس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسة، واشتغل بالتدريس بمصر، وانتدب للعمل مدرساً في بغداد، وعاد إلى مصر، فعين مفتشاً بوزارة المعارف، ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة، وكان في أعوامه الأخيرة يوالي نشر فصول من مذكراته وذكرياته في فنون من الأدب والتاريخ الحديث تحت عنوان (الحديث ذو شجون)، وأصيب بصدمة من (عربة خيل) أدت الى ارتجاج في مخه فلم يعش غير ساعات، وكانت وفاته في القاهرة، ودفن في سنتريس.له نحو ثلاثين كتاباً، منها (النثر الفني في القرن الرابع- ط)، و(البدائع- ط) مقالات في الأدب والإصلاح، و(حب ابن أبي ربيعة وشعره- ط).وورد اسمه على بعض كتبه (محمد زكي مبارك).