
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنا الفارغُ المشغولُ والشوق آفتني
فلا تسـألوني عـن فراغـي وعن شغلي
عجبــتُ لتَــرك الحـبّ دنيـا خليَّـةً
وإعراضــهِ عنهــا وإقبـالهِ قُبلـي
ومــا بالُهـا لمّـا كتبـتُ تهـاونَت
بكُتـبي وقـد أرسـلت فانتهزت رسلي
وقـــد حلَفَـــت ألّا تخُــطُّ بكَفِّهــا
إلــى قابــلٍ خطّـاً إلـيّ ولا تملـي
أبُخلاً علينـــا كـــلُّ ذا وقطيعــةً
قضــَيتُ لـدُنيا بالقطيعـةِ والبُخـلِ
سـلوا قلـبَ دُنيا كيفَ أطلقَهُ الهَوى
فقَـد كـانَ فـي غُـلٍّ وثيـقٍ وفي كبلِ
فـإن جحَـدَت فـاذكُر لهـا قصرَ معبَدٍ
بمنصــف مـا بيـن الأبُلَّـةِ والحبـلِ
وملعبنـا فـي النهـر والماء زاخر
قرينيـن كالغصـنين فرعيـن في أصل
ومـن حولنـا الريحـان غضا وفوقنا
ظلال مــن الكـرم المعـرش والنخـل
إذا شـئتُ مـالت بـي إليهـا كأنّني
إلـى غصـنِ بـانٍ بينَ دعصَينِ من رملِ
ليـاليَ ألقـاني الهـوى فاستضفتها
فكــانت ثناياهـا بلا حشـمة نُزلـي
وكـم لَـذّّةٍ لـي فـي هواهـا وشـهوة
وركضـي إليهـا راكبـاً وعلـى رجلي
وفـي مـأتَمِ المهـدِيِّ زاحَمـتُ ركنَها
برُكنـي وقـد وطّنتُ نفسي على القتلِ
وبتنــا علــى خـوفٍ أسـَكِّنُ قلبَهـا
بِيُسـرايَ واليُمنـى على قائمِ النصلِ
فيـا طيـبَ طعـم العيشِ إذ هيَ جارَةٌ
وغـذ نفسـُها نفسي وإذ أهلُها أهلي
وإذ هــيَ لا تعتَــلُّ عنّــي برقبَــةٍ
ولا خــوفِ عيـنٍ مـن وشـاةٍ ولا بعـلِ
فقــد عفَـتِ الآثـارُ بينـي وبينَهـا
وقـد أوحشـَت منّـي إلى دارِها سبلي
ولمّــا بلـوتُ الحـبَ بعـد فراقِهـا
قضــَيتُ علـى أمِّ المحبّيـنَ بالثكـلِ
وأصـبَحتُ معـزولاً وقـد كنـتُ واليـاً
وشـتّانَ مـا بيـنَ الولايـةِ والعَـزلِ
أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة، أبو المنهال.عاش في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري.يغلب على شعره الحماسة والشباب وحب الطبيعة، اشتهر بحب فاطمة التي رفضته عندما تقدم لها وتزوجت من آخر.تداخل شعره مع شعر أخيه الأكبر عبد الله.