
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـبّ النسـيم بطيب ذكر الهادي
فتـأرجت نفحـات عـرف النـادي
يـا شـادياً تشـدو بمـدح محمد
كـرر فـديتك مـدحه يـا شـادي
كـرر علـى الأسـماع ذكـر محمد
فلــذكره بــرد علـى الأكبـاد
وأعـد علينـا نظم فخر خلال من
بهـر الـورى من حاضر أو بادى
هـو ذروة المجـد الأصيل وقطبُه
هــو صـفوة الأشـراف والأمجـاد
هـو بحـر جـود فاض عذب نواله
وصــفَت مـوارده لـدى الـورّاد
هو خير خلق اللَه والمختار من
أعلــى نجـار جـلّ عـن أنـداد
هـو منتهـى أملى وملجأ مفزعى
هـو شـمس إيمـاني وبدر رشادي
هـو عصـمتي ممـا أخـاف وحبّـه
يـوم القيامـة للخطـوب عمادى
إشـراق كـل النيـرات وحسـنها
مـن نـور حسـن شـهابه الوقاد
لا تعجبـوا فعناية المختار قد
خرقـت قياس العقل في المعتاد
شـوقي إلـى ذاك المقام أثاره
حــزن تلهّــب لفحــه بفـؤادي
يـا ويـح مكـتئب لمـا قد شفّهُ
مـن فـرط أحـزان وطـول بعـاد
كـم رام قربَ الدار من أحبابه
لـو أسـعفَ المقـدور بالإسـعاد
كـم رام أن يشـفى بزورته ظما
قلـب إلـى تلـك المعاهد صادى
أيـام أطلـع بـدر حسـن شبابه
مـن فـوق نـاعم غصـنه الميّاد
والآن قــد لعبــت بـه أيّـامهُ
وعــدَت عليــه للمشـيب عـواد
شــيبٌ وضـعف وانـتزاحُ مـواطنٍ
فمـتى يتيـح الدهر نيل مرادى
لهفـى علـى عمـر تصرّم وانقضى
أفنيــت فيــه طــارفى وتلادي
فلأنزفــنّ مـدامعي أسـفاً علـى
مـا قـدّمتهُ يـدي ليـوم معادي
يـا حـادي الأظعـان يأملُ طيبَةً
اقصـُص فـديتك قصـتي يـا حادي
وانزل بهاتيك الربوع وقف على
نـادى النـدى إمّـا عرضتَ ونادِ
هــذا أسـير بعـادكم أجفـانه
تحكـى بفيـض الـدمع سحب عهاد
فمـتى على بعد الديار وشحطها
يحظــى بوصــلكم حليـف سـهاد
فعليكـــم منــى ســلامٌ طيــبٌ
مــا نــاح غريـد بصـرحة واد
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل