
الأبيات16
إذا ذكــرت أمــداح مجــد محمــد
فنشـر فـتيق المسـك والنـد ينفـح
وإن تلَيـــت آيـــات فخـــر علائه
فأطيـار دوح الشـوق والوجـد تصدح
لــــذكر جلال الهاشـــمي محمـــد
تميــل قلــوب العاشــقين وتجنـح
وكــلّ محــب إن ســرى ذكــر حبّـه
يميـل كمـا مـال النزيـف المرنـح
وتبــدو عليــه عنــد ذاك شـواهدٌ
وكــلّ إنــاء بالــذي فيـه يرشـح
إذا كمنـت فـي القلـب نـارُ محبّـة
فزنــد جواهــا بالتــذكر يقــدح
ألا صـــرحوا فــي حبّــه بــوداده
فليــس محبــاً مــن بوجــد يلـوح
وقومـوا لـدى ذكـر النـبيّ تواضعاً
ففــي كفّـه الحصـباءُ أضـحت تسـبحُ
إذا ذكـرت أمـداح فخـر ذوى الدنا
أرى كــلّ نفــس بالتخــدّم تســمح
فكيـف بـذكرى مـن طمـا بحـر فخره
وكــلّ وجيــه فيـه قـد ظـلّ يسـبَحُ
نـبىء لـواء الحمـد في الجشر ظلّه
وكــل نــبيّ تحتــهُ ليــس يــبرح
ســبى الإنــس والأملاك والجـنّ حبّـه
فكـــلّ لــه شــوقٌ إليــه مــبرح
فــأهلا بقـوم إن جـرى ذكـر أحمـد
يــرى لهــمُ عنــد السـماع ترنّـح
فطيبــوا بــذكر الهاشــمي محمـد
وجولوا بنادي ساحة الوجد واسرحوا
فمــا العيـش إلا بـالحبيب وذكـره
ودَع كــلّ ذي غـيّ عـن الحـق يجمـح
عليـه سـلام اللَـه مـا أذكت النوى
لــه نــار شـوقٍ بالجوانـح تلفـح
ابن الصباغ الجذامي
المغرب والأندلسمحمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل
قصائد أخرىلابن الصباغ الجذامي
أذكت بأحناء الضلوع أوارا
هبّ النسيم بطيب ذكر الهادي
أرى ساقى الأنواء قد أسكر القضبا
تركت امتداح العالمين ولذت من
تنعّم بذكر الهاشمي محمد
سأنظم من فخر النبي محمد
إذا ذكرت أمداح مجد محمد
رسالةٌ مشتاق أضرّ به الوجدُ
حثّ الركاب إلى الشفيع فقد ذوى
هل في الرياح إلى الحبيب رسول
إليكم رحلنا لا لريع ومعهد
يا نائح الأفنان طارح مكمَدا
ذليلٌ دمع مقلته دليلُ
ما في الفؤاد وإن هجرت سواكا
أراك حول خيام الحي مختبَلا
محبّ براه الشوق بالمغرب الأقصى
أعفر في الثرى خدا ذليلا
ألا هل لصبّ يرتجى أمدَ اللقا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025