
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا شاديا في ذرى الأفنان أفنانا
فتـون شـدوك فـي الأسـحار أفنانا
كـرر بصـرحة وادي الجزع شدود قد
أذابنـا شـجو مـا تبـدى وأشجانا
أراك بين غصون البان تندب في ال
أفنـان إلفـاً وذاك الإلف قد خانا
كـذاك أصـبحت يـا ورقاء مثلك من
شـباب عمـر نـأى عنـي وقـد بانا
ولّـى ولـم أجـن فـي ريعـان غرّتِه
جنــى أنــال بـه بـرّاً وإحسـانا
أسـفتُ لكـن علـى دهـرٍ به لم أجد
علـى بلـوغي لمـا أملـت أعوانـا
قاسـيتُه بالضـنا خوف الجوى أسفاً
هـا قـد مضى بالأسى شجواً وأحزاناً
لكـن مـا بيننـا فيي حالنا أبداً
شــوق أبينـه فـي البـثّ تبيانـا
أنـا لفـرط الضنا أبديكِ فرط أسى
وأنـت تبـدين فـرط الشجو ألحانا
أراك تبكيـن دون الـدمع يا عجباً
ودمــع عينـي جـرى درّاً ومرجانـا
قـالت ميـاه جفـوني صـيّرَت لهبـاً
فـاعجب لمـاء جفـون عـاد نيرانا
فـأحكمت فـي مقـال الحـق حجتهـا
وأظهـرت فـي مجـال الفكر برهانا
فعُــدتُ أهمِــل والأشـواق تقلقنـي
دمعـاً جـرى فـوق صحن الخدّ هتانا
يـا ويـح مكـتئب يبكى الذي فاته
أنصــاره أدمــع تنهــل طوفانـا
تــرى الزمـانُ لـه يـدنى أحبتـه
فيُنظَـمُ الشـمل سلكاً مثل ما كانا
علـى الليالي تعيد الشمل مشتملا
فكـم أذاب النـوى بالبعـد أشلانا
يـا أرض طيبة حياك الحيا واغتدى
ينهَـلُّ فيـك سـحاب المـزن أزمانا
ودمـت تحـدى إلـى مغنـاكِ أنفسنا
بالشــوق معلنــةً ســراً وإعلانـا
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل