
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمــا عــدمت تصــبّرى وتجلـدى
طـارحت فـي الأسـحار كـل مغـرّد
وشـدوت هـل مـن مسـعد أو منجد
يـا قاصـداً نحـو النـبى محمـد
حــثّ الركـاب لـزورة المختـار
أرض بطيبــة إن منحـت مزارهـا
أو أبصـرت لمحـات طرفـك نارها
أوجئت يـا حادى الظعائن دارها
قبــل بطيبـة تربهـا وجـدراها
بـاللَه عـن مضـنى بعيـد الدار
حــث المطايـا قـابلا أعـذارها
واجهـد بحـث مسـيرها أكوارهـا
حــتى إذا قـرت هنـاك قرارهـا
فاحلـل بمكـة والتمـس أنوارها
واهنـأ بمـا قـد حزت من أنوار
فـإذا شـهدت من المنازل مشهدا
وقضـيت أوطارا بها تشفى الصدى
وبلغـت من اسنى المطالب مقصدا
جـاور بيـثرب مـا حييـت محمدا
وانعــم بجـورته كريـم الجـار
يـا شـاكياً مـن شـوقه أوجـاله
ومتيّمـا يطـوى الغلا وراء ألـه
مهمـا حللـت مـن العقيـق ظلاله
فــزُر النــبيّ وصــاحبه وآلـه
تســعد بــزودة خيـرة الأبـرار
زُمّ الركـاب إلـى الحبيب ولاتنى
مـا شئت من ثمر المكارم تجتنى
بالمكرمـات وبالمعـالى فاعتنى
هـذا هـو السـحر الحلال لمغتنى
فاشــدد عليـه عـزائم الأسـرار
مـن مـن يعادى عن حبيبي منقذى
هـل لي إلى ذاك الحمى من منفذ
نزلـوا بطيبـة فـي نعيـم تلذذ
وأنـا بـذنبي قد حرمت من الذي
أرجــوه مـن تبريـد حـر أوارى
وافرحتــاه بـأن قضـى إلمـامَهُ
وشــفى بــزورة أحمـد إلمـامَهُ
وأنـاله المـولى الكريم ذمامه
طـوبى لمـن كـان المقام مقامه
متَلَفّعــاً فـي الخلـق بالأطمـار
إن كنت تبغى أن ترى ربع الحمى
فـاهم المـدامع فوق خدّك عندَما
وأقـم علـى فقد التواصل مأتما
هيهـات قد سبق القضا حتما بما
قـد شـاء رب الخلـق مـن أقدار
لاخــوف إلا مــن أليــم بعـاده
ســلّم لـه فيمـا يشـاء ونـاده
فهــو الـروؤف بخلقـه وعبـاده
وامسـك عنانـك واصـطبر لمراده
فهــو الــذي ترجــوه للأوطـار
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ولم يُحفظ له سوى نسخة خطية واحدة من ديوانه تدور كلها حول المدائح النبوية والزهد.وقد اطلع المقري على ديوانه ووصفه في كتابه "أزهار الرياض" أثناء حديثه عن موشحات الأندلس، وانتخب منه عشر موشحات وقصيدتين ومخمَّسا خمّس فيه قصيدة لشاعر مجهول لم يسمه المقري ولم أعثر على أصل للقصيدة وختم ما انتخبه ببيتين من مدائحه النبوية وأول كلام المقري قوله:.و من ذلك جملة موشحات أنتقيتها من كلام الشيخ الإمام الصالح الزكي الصوفي أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن الصباغ الجذامي وقد ألف ذلك بعض الأئمة في تأليف رفعه للسلطان المرتضى صاحب مراكش وأطال فيه من موشحات هذا الشيخ وسائر نظمه ولم أذكر من موشحاته إلاّ الغرر على أنها كلها غرر فمن ذلك ...إلخ.وجدير بالذكر أن ابن القطاع ذكره في كتابه "الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة" يعني جزيرة صقيلية وهو كتاب ضائع وصلنا كلام ابن القطاع فيه عن طريق كتاب "المحمدون من الشعراء" للقفطي، ولم ينقل منه سوى القصيدة اللامية التي أولها:حنت إلى الصد تبغي طاعة الملل لمـا درت أن قلـب الصب في شغلوهي في مدح إسماعيل بن علي الخزاعي ولم أقف على ذكر للخزاعي هذا فلعله أحد ولاة صقلية وليس في ما وصلنا من الدرة الخطيرة ذكر لخزاعي سواه وهو بلا شك غير إسماعيل بن علي الخزاعي ابن أخي دعبل