
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَضـاعَفَ ضـَعفي بَعـدَ بُعـدِ الحَبائِبِ
وَقَـد حَجَبـوا عَنّـي قِسـِيَّ الحَـواجِبِ
وَمُـذ أَفَلَـت تِلـكَ الكَواكِبِ لَم تَزَل
مُوَكَّلَــةً عَنّــي بِرَعــيِ الكَــواكِبِ
فَمــا آيــبٌ لِلهَــمِّ عَنّـي بِـرائِحٍ
وَلا رائِحٌ لِلعَيـــشِ عَنّـــي بِــآيِبِ
وَنادِبَــةٍ نــاحَت ســُحَيراً بِأَيكَـةٍ
فَهَيَّجَـتِ الوَسـواسَ فـي قَلـبِ نـادِبِ
تَنــوحُ عَلــى غُصـنٍ أَنـوحُ لِمِثلِـهِ
وَهَـل حاضـِرُ يَبكـي أَسـىً مِثلُ غائِبِ
بِـوادٍ بِـوادي الغـوطَتَينِ رُبـوعَكُم
رَبيعـي وَمِـن ذاكَ التُـرابُ تُرابـي
يَزيـدُ اِحتِراقـي وَاِشـتِياقي إِلَيكُم
إِذا صاحَ بي عَرِّج عَلى الدارِ صاحِبي
وَأَهـوى هَواهـا مِـن رِيـاضٍ أَنيقَـةٍ
فَتَصــرِفُني عَنهـا صـُروفُ النَـوائِبِ
تَظَــلُّ ثُغــورُ الأُقحُــوانِ ضـَواحِكاً
إِذا مـا بَكَـت فيها عُيونُ السَحائِبِ
كَـأَنَّ لَميـعَ البَـرقِ فـي جَنَباتِهـا
سـُيوفُ مُعيـنِ الـدينِ بَينَ الكَتائِبِ
فَـتىً لَـم يَعُـد حَتّـى تَعَفَّـر قَرنُـهُ
كَــأَنَّ عَلَيــهِ الضــَربَ ضـَربَةُ لازِبِ
حَشــِيَّتُهُ ســِرجُ عَلــى ظَهـرِ سـابِحٍ
وَحُلَّتُــهُ دِرعٌ عَلــى غَيــرِ هــارِبٍ
غَـدا في المَعالي راغِباً غَيرَ زاهِدٍ
وَفيمـا سـِواها زاهِـداً غَيـرَ راغِبِ
يَظُــنُّ صــَلاحُ الـدينِ فُرسـانَ جَلَّـقٍ
كَفُرسـانِهِ مـا الأَسـَدُ مِثلَ الثَعالِبِ
غَـداً تَطلُـعُ الشـامُ الفِرِنجَ بِفَيلَقٍ
مُعَــــوَّدَةٍ أَبطـــالُهُ لِلمَصـــائِبِ
رِجــالٌ إِذا قـامَ الصـَليبُ تَصـَلَّبَتِ
رِمــاحُهُمُ فــي كُــلِّ مـاشٍ وَراكِـبِ
لَهـا اللَيـلُ نَقـعٌ وَالأَسـِنَّةُ أَنجُـمُ
فَمــا غَيـرُ أَبطـالٍ وَغَيـرُ جَنـائِبِ
حسان بن نمير بن عجل الكلبي أبو الندى.شاعر من الندماء، كان من سكان دمشق واتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي فمدحه ونادمه ووعده السلطان بأن يعطيه ألف دينار إذا استولى على الديار المصرية، فلما احتلها أعطاه ألفين فمات فجأة قبل أن ينتفع بفجأة الغنى.