
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـى طـارق الطيـف إلا غرورا
فينــوي خيالـك أن لا يـزورا
فمـا أكـره الطيـف فـي نفسه
ولكننــي أكـره الوصـل زورا
إلى اللَّه أشكو مني في الحشا
تضــمن جنبـاي منهـا سـعيرا
تفــارق بـي كـل يـوم خليلا
وتفجـع بـي كـل يـوم عشـيرا
فــإن تســألاني يــا صـاحبي
نــص السـري تجـداني خـبيرا
ففـي كـل يـوم تراني الركاب
أفــارق ربعـا وأحتـل كـورا
إذا سـرت عـن صـاحبي قلت عد
لعـودي السـنين وخل الشهورا
أرانـي ابـن عشرين أو دونها
وقـد طبـق الأرض شـعري مسريا
إذا قلــت قافيــة لـم تـزل
تجـوب السهول وتطوي الوعورا
ولــو كـان يفخـر ميـت بحـي
لكـان أبـو هاشـم بـي فخورا
ولـو كنـت أخطـب مـا أسـتحق
لمـا كنـت أخطـب إلا السريرا
ولـو سـرت صـاحت ملوك البلا
د بيـن يـدي النفير النفيرا
ولكننـــي مكتــف باليســير
إذا سـهل اللَـه ذاك اليسيرا
إذا أكـثر الناس شيم الغمام
فلا شـمت فـي الأرض إلا كـثيرا
فــــتى ملئت بردتـــاه علا
ونبلا ومجــدا وفضــلا وخيـرا
إذا ضــمه الدســت ألفيتــه
سـحابا مطيـرا وبـدراً منيرا
وإن أبرزتـــه وغــى خلتــه
حسـاما بتـورا وليثـا هصورا
فطـورا مفيـدا وطـورا مبيدا
وطـورا مجيـرا وطـورا مبيرا
تـرى فـي ذراه لسـان المنـى
طـويلا وبـاع الليـالي قصيرا
تضــم الاســرة منــه ذكــاء
ويحمـل منـه المـذاكي تبيرا
إليـك مـن الشـعر عـذراء قد
طــوت طيئاً وأجــرت جريــرا
إذا أنـا أنشـدتها أفحم الز
مـان واسـمع قـولي الصـخورا
ولـــو أن أفئدة الســامعين
تســطيع شـفت إلـي الصـدورا
ولســت أحــاول مهــرا لهـا
سـوى أن تبلـغ امـري الأميرا
فـــأنت يـــد ولســان لــه
إذا أحـدث الدهر خطبا كبيرا
فلا زلتمـــا للعلا معصـــمين
يـدعى الأميـر وتدعى الوزيرا
عبد السلام بن الحسين المأموني، أبو طالب. شاعر، من العلماء بالأدب، يتصل نسبه بالمأمون العباسي، ولد وتعلم ببغداد، وسافر إلى الري، فامتدح الصاحب بن عباد، وأقام عنده مدة في أرفع منزلة، فحسده ندماء الصاحب وسعوا فيه إليه بالأباطيل، فشعر بهم أبو طالب، فاستأذنه بالسفر، فأذن له، فانتقل إلى نيسابور ثم إلى بخارى، ولقي فيها بعض أولاد الخلفاء كابن المهدي وابن المستكفي وغيرهما، قال الثعالبي: (رأيت المأموني ببخارى سنة 382 وكان يسمو بهمته إلى الخلافة، ويمني نفسه في قصد بغداد بجيوش تنضم إليه من خراسان، لفتحها) ثم ذكر أنه عاجلته المنية بعلة الاستسقاء، ومات قبل أن يبلغ الأربعين.