
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا صـاحبي لـدى فـروق أقيمـا
تجــدا المقـام مسـرة ونعيمـا
وتغـادرا ألـم النـوى نسياكما
ينسـى الصدى من يوعد التسنيما
بلــد يقـول لزائريـه ابشـروا
بنــوال مــا املتمـوه عميمـا
حمـد السرى من فيه عند صباحهم
فكـأنهم لـم ينكـروا التهويما
وكـأنهم لـم يجزعـوا حزنا ولا
جزعــوا لــه حزنـا ولا تهيمـا
قروا به عينا وفي اليد منه ما
عنهـم نفـى غينـا ووسـد جيمـا
يـدعون للملـك المعظـم من غدت
آلاوه تســــتغرق التعظيمــــا
عبـد المجيـد لكـل أمجـد سـيد
مــولى الملـوك جبلـة وأرومـا
شــرفت لـه نفـس فـارفع مـارب
يبــدو حضيضـا عنـدها مثمومـا
ويجــل عـن أن يسـتماح فإنمـا
جـدواه تسـبق مـن جـداه قدوما
تمضـي جليـل الهـم همتـه كمـا
تمضـى المضـارع لم بها مجزوما
إن الســعيد بنظـرة يومـا لـه
أو منـه يصـبح مسـعدا مأمومـا
وإذا كليـم الـدهر بـاء كليمه
لــم يلقــه يومـا وآب كليمـا
فـدواء هـذا الـدهر طلعة وجهه
لا ان تراقــب طالعــا ونجومـا
وصـلاح هـذا الخلـق يمـن وجوده
لا أن تنــوط تميمــة وتميمــا
مـن أيـن مثـل مليكنا في خلقه
بــرا رؤوفــا عــادلا وحليمـا
لـو خـالطت أخلاقـه الأرواح مـا
هبــت لنــا إلا صــبا ونسـيما
لا يزدهيـه الملـك والسلطان عن
أن يسـتجيب لمـن شـكا مظلومـا
فـالظلم أنكـر خطـة فـي سـمعه
والعــدل أشـجى مطـرب تنغيمـا
لـو يعلـم الأقوام من لبنان ما
آســاه مــن لاوائهــم ترحيمـا
لـراوا أسـاه فقـط لـذلك آسيا
بلـه التـدارك بـالجنود جموما
لكنمــا محتــوم ربــك واقــع
أحـذرت أم لـم تحـذر المحتوما
لــولا البلاء لمـا تميـز صـابر
عـن جـازع فجنـى الجزاء عظيما
مـا دام مولانـا المفـدى سالما
يغـدو السليم من الزمان سليما
تنمـى صـنائعه الثواكـل حزنها
وتــــرب بـــراعيلا ويتيمـــا
فــاق الملـوك تكرمـا وتحلمـا
وعلا علــى كــل البريـة خيمـا
يســر العبــاد يســره فكـأنه
لهـــم اب كلا يخـــول نيمـــا
أقـول لهم بالشعب إذ ييسرونني
ألم تيأسوا اني ابن فارس زهدم
لـو لـم يكن في الدهر إلا جوده
ووجــوده لكفــى بـذاك مرومـا
أحيـى لنـا دول الخلافـة بعدما
قـد غـودرت منها العظام رميما
فرشــيدها مـن رأيـه وأمينهـا
مــن فعلــه ومعزهــا تصـميما
جبلـت قلـوب النـاس قاطبة على
إيثــار مــا يختـاره تقـديما
علمـا بفطرتـه على الكرم الذي
مـا ان يجيـز مـن الأمور ذميما
ولـذاك مـد اللَـه فـي سـلطانه
وأتــم نعمتــه عليــه مـديما
وأمــده برجــال عــزم رأيهـم
شـورى يشـور صـواب ما قد ريما
مـا فيهـم مـن فـى رضـاه مؤتل
أو مــوجس فــي حبــه تلويمـا
مــن كـان رب العـالمين أحبـه
أنَّـى يكـون العبـد فيـه ملوما
إن أبهمـت خطـط واغطـش ليلهـا
بزغــت إرادتــه عليـه صـريما
فكمـا يشـاء تقـدر الأشـياء إذ
لـم يبـغ قط منى تلى التاثيما
مــا خــانه إلا الخـؤون لربـه
ولســوف يصــلى حسـرة وجحيمـا
مــا كــان مـولاه لينصـر ضـده
ولــو انــه ملأ البلاد اطومــا
فلــدعوة فـي جمعـة منـه علـى
جمــع الخميــس تـرده مهزومـا
اللَّــه ســدده وشــدده وأيـده
وكـــان بمــا قضــاه عليمــا
فمــن المخاصـم والإلـه نصـيره
ومـن الـذي يبغـي الإلـه خصيما
ومـن الـذي ينسـى فواضـل بـره
ومـن الـذي يلقـى سـواه كريما
هـاتوا أحاديث الملوك وابرزوا
منهـا لـه فـي كـل فخـر ليمـا
أقســمت بـاللَّه الـذي بقضـائه
تجـري الأمـور كمـا أراد قديما
ليصــغرن لــديه كــل مكــابر
ويحطمـــن جنـــودهم تحطيمــا
وليجعلــن لــواء إمرتـه علـى
رغــم الحسـود مويـدا معصـوما
أشـقى الورى من باء من رضوانه
أو عهـــده وأمــانه محرومــا
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.