
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلْ مَـا عَلِمْتَ وَمَا اسْتُوْدِعْتَ مَكْتُومُ
أَمْ حَبْلُهـا إِذْ نَأَتْـكَ الْيَوْمَ مَصْرُومُ
أَمْ هَـلْ كَبِيـرٌ بَكَـى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَهُ
إِثْـرَ الْأَحِبَّـةِ يَـوْمَ الْبَيْـنِ مَشـْكُومُ
لَـمْ أَدْرِ بِالْبَيْنِ حَتَّى أَزْمَعُوا ظَعَناً
كُـلُّ الْجِمـالِ قُبَيْـلَ الصـُّبْحِ مَزْمُومُ
رَدَّ الإِمَـاءُ جِمَـالَ الحَـيِّ فَاحْتَمَلُوا
فَكُلُّهـــا بِالتَزِيـــدِيَّاتِ مَعْكُــومُ
عَقْلاً وَرَقْمــاً تَظَـلُّ الطَّيْـرُ تَتْبَعُـهُ
كَــأَنَّهُ مِــنْ دَمِ الأَجْــوَافِ مَـدْمُومُ
يَحْمِلْـنَ أُتْرُجَّـةً نَضـْخُ الْعَبِيـرِ بِها
كَـأَنَّ تَطْيَابَهـا فـي الأَنْـفِ مَشـْمُومُ
كَــأَنَّ فَــارَةَ مِسـْكٍ فـي مَفَارِقِهـا
لِلْبَاســِطِ الْمُتَعَـاطِي وَهْـوَ مَزْكُـومُ
فَـالْعَيْنُ مِنِّـي كَـأَنْ غَـرْبٌ تَحُـطُّ بِهِ
دَهْمَــاءُ حَارِكُهـا بِـالْقِتْبِ مَخْـزُومُ
قَـدْ عُرِّيَـتْ حِقْبَـةً حَتَّـى اسْتَطَفَّ لَها
كِتْـرٌ كَحافَـةِ كِيـرِ الْقَيْـنِ مَلْمُـومُ
كَـــأَنَّ غِســْلَةَ خِطْمِــيٍّ بِمِشــْفَرِها
في الْخَدِّ مِنْها وَفِي اللَّحْيَيْنِ تَلْغِيمُ
قَـدْ أَدْبَـرَ العُرُّ عَنْها وَهْيَ شَامِلُها
مِـنْ نَاصـِعِ الْقَطِـرانِ الصِّرْفِ تَرْسِيمُ
تَسـْقِي مَـذَانِبَ قَـدْ زَالَـتْ عَصِيفَتُها
حُـدُورُها مِـنْ أَتِـيِّ الْمـاءِ مَطْمُـومُ
مِنْ ذِكْرِ سَلْمَى وَمَا ذِكْرِي الْأَوَانَ لَها
إِلَّا الســَّفَاهُ وَظَـنُّ الْغَيْـبِ تَرْجِيـمُ
صـِفْرُ الْوِشـَاحَيْنِ مِلْءُ الدِّرْعِ خَرْعَبَةٌ
كَأَنَّهــا رَشـَأٌ فـي الْبَيْـتِ مَلْـزُومُ
هَلْ تُلْحِقَنِّي بِأُولَى الْقَوْمِ إِذْ شَحَطُوا
جُلْذِيَّــةٌ كَأَتَــانِ الضــَّحْلِ عُلْكُـومُ
تُلَاحِـظُ السـَّوْطَ شـَزْراً وَهْـيَ ضـَامِزَةٌ
كَمَـا تَـوَجَّسَ طَـاوِي الْكَشـْحِ مَوْشـُومُ
كَأَنَّهـــا خَاضــِبٌ زُعْــرٌ قَــوَائِمُهُ
أَجْنَــى لَـهُ بِـاللِّوَى شـَرْيٌ وَتَنُّـومُ
يَظَـلُّ فِـي الْحَنْظَـلِ الْخُطْبَانِ يَنْقُفُهُ
وَمَـا اسـْتَطَفَّ مِـنَ التَّنُّـومِ مَخْـذُومُ
فُــوهٌ كَشــَقِّ الْعَصـَا لَأْيـاً تُبَيَّنُّـهُ
أَســَكُّ مَـا يَسـْمَعُ الْأَصـْوَاتَ مَصـْلُومُ
حَتَّـــى تَـــذَكَّرَ بَيْضــاتٍ وَهَيَّجَــهُ
يَــوْمُ رَذَاذٍ عَلَيْـهِ الرِّيـحُ مَغْيُـومُ
فَلَا تَزَيُّـــدُهُ فـــي مَشــْيِهِ نَفِــقٌ
وَلَا الزَّفِيــفُ دُوَيْـنَ الشـَّدِّ مَسـْؤُومُ
يَكَـــادُ مَنْســِمُهُ يَختَــلُّ مُقْلَتَــهُ
كَـــأَنَّهُ حــاذِرٌ لِلنَّخْــسِ مَشــْهُومُ
يَــأْوِي إِلَـى خُـرَّقٍ زُعْـرٍ قَوَادِمُهـا
كَــــأَنَّهُنَّ إِذَا بَرَّكْـــنَ جُرْثُـــومُ
وَضــَّاعَةٌ كَعِصــِيِّ الشــَّرْعِ جُؤْجُــؤُهُ
كَــأَنَّهُ بِتَنَــاهِي الــرَّوْضِ عُلْجُـومُ
حَتَّـى تَلَافَـى وَقَـرْنُ الشـَّمْسِ مُرْتَفِـعٌ
أُدْحِـيَّ عِرْسـَيْنِ فِيـهِ الْبَيـضُ مَرْكُومُ
يُــوحِي إِلَيْهــا بِإِنْقَـاضٍ وَنَقْنَقَـةٍ
كَمَـا تَرَاطَـنُ فـي أَفْـدَانِها الرُّومُ
صـــَعْلٌ كَــأَنَّ جَنــاحَيْهِ وَجُؤْجُــؤَهُ
بَيْــتٌ أَطَـافَتْ بِـهِ خَرْقَـاءُ مَهْجُـومُ
تَحُفُّـــهُ هِقْلَــةٌ ســَطْعَاءُ خَاضــِعَةٌ
تُجِيبُـــهُ بِزِمَــارٍ فِيــهِ تَرْنِيــمُ
بَـلْ كُـلُّ قَوْمٍ وَإِنْ عَزُّوا وَإِنْ كَثُرُوا
عَرِيفُهُــمْ بِأَثَــافِي الشـَّرِّ مَرْجُـومُ
وَالْجُــودُ نَافِيَــةٌ لِلْمَـالِ مُهْلِكَـةٌ
وَالْبُخْــلُ مُبْــقٍ لِأَهْلِيــهِ وَمَـذْمُومُ
وَالْمَـالُ صـُوفُ قَـرَارٍ يَلْعَبُـونَ بِـهِ
عَلَـــى نِقَـــادَتِهِ وَافٍ وَمَجْلُـــومُ
وَالْحَمْــدُ لَا يُشــْتَرَى إِلَّا لَـهُ ثَمَـنٌ
مِمَّــا تَضــِنُّ بِـهِ النُّفُـوسُ مَعْلُـومُ
وَالْجَهْــلُ ذُو عَـرَضٍ لَا يُسـْتَرادُ لَـهُ
وَالْحِلْـمُ آوِنَـةً فـي النَّـاسِ مَعْدُومُ
وَمُطْعَـمُ الغُنْـمِ يَـوْمَ الغُنْمِ مُطْعَمُهُ
أَنَّــى تَــوَجَّهَ وَالْمَحْــرُومُ مَحْـرُومُ
وَمَــنْ تَعَــرَّضَ لِلْغِرْبَــانِ يَزْجُرُهـا
عَلَـــى ســـَلَامَتِهِ لَا بُــدَّ مَشــْؤُومُ
وَكُــلُّ بَيْــتٍ وَإِنْ طَــالَتْ إِقَـامَتُهُ
عَلَـــى دَعَــائِمِهِ لَا بُــدَّ مَهْــدُومُ
قَـدْ أَشـْهَدُ الشـَّرْبَ فِيهِمْ مِزْهَرٌ رَنِمٌ
وَالْقَــوْمُ تَصـْرَعُهُمْ صـَهْبَاءُ خُرْطُـومُ
كَــأْسُ عَزِيـزٍ مِـنَ الْأَعْنَـابِ عَتَّقَهـا
لِبَعْــضِ أَرْبَابِهــا حَانِيَّــةٌ حُــومُ
تَشـْفِي الصـُّدَاعَ وَلَا يُؤْذِيـكَ صَالِبُها
وَلَا يُخَالِطُهــا فِـي الـرَّأْسِ تَـدْوِيمُ
عَانِيَّــةٌ قُرْقُــفٌ لَــمْ تُطَّلَـعْ سـَنَةً
يُجِنُّهــا مُدْمَــجٌ بِــالطِّينِ مَخْتُـومُ
ظَلَّـتْ تُرَقْـرَقُ فـي النَّاجُودِ يَصْفِقُها
وَلِيــدُ أَعْجَــمَ بِالْكَتَّــانِ مَفْـدُومُ
كَــأَنَّ إِبْرِيقَهُــمْ ظَبْـيٌ عَلَـى شـَرَفٍ
مُفَــدَّمٌ بِســَبَا الْكَتَّــانِ مَلْثُــومُ
أَبْيَـــضُ أَبْــرَزَهُ لِلضــِّحِّ رَاقِبُــهُ
مُقَلَّــدٌ قُضــُبَ الرَّيْحــانِ مَفْغُــومُ
وَقَــدْ غَـدَوْتُ عَلَـى قِرْنِـي يُشـَيِّعُنِي
مَــاضٍ أَخُـو ثِقَـةٍ بِـالْخَيْرِ مَوْسـُومُ
وَقَـدْ عَلَـوْتُ قُتُـودَ الرَّحْـلِ يَسْفَعُنِي
يَـوْمَ تَجِيـءُ بِـهِ الْجَـوْزاءُ مَسـْمُومُ
حَــامٍ كَــأَنَّ أَوَارَ النَّـارِ شـَامِلُهُ
دُونَ الثِّيـابِ وَرَأْسُ الْمَـرْءِ مَعْمُـومُ
وَقَــدْ أَقُـودُ أَمَـامَ الْحَـيِّ سـَلْهَبَةً
يَهْـدِي بِهـا نَسـَبٌ فـي الْحَيِّ مَعْلُومُ
لَا فــي شـَظَاهَا وَلَا أَرْسـَاغِها عَنَـتٌ
وَلَا الســـَّنَابِكُ أَفْنَــاهُنَّ تَقْلِيــمُ
ســُلَّاءَةٌ كَعَصــا النَّهْـدِيِّ غُـلَّ بِهـا
ذَو فَيْئَةٍ مِــنْ نَـوَى قُـرَّانَ مَعْجُـومُ
تَتْبَـعُ جُونـاً إِذَا مَـا هُيِّجَـتْ زَجِلَتْ
كَــأَنَّ دُفّــاً عَلَـى عَلْيَـاءَ مَهْـزُومُ
يَهْـدِي بِهـا أَكْلَـفُ الْخَـدَّيْنِ مُخْتَبَرٌ
مِـنَ الْجِمَـالِ كَثِيـرُ اللَّحْـمِ عَيْثُومُ
إِذَا تَزَغَّــمَ مِــنْ حَافَاتِهــا رُبَـعٌ
حَنَّـتْ شـَغَامِيمُ فـي حَافَاتِهـا كُـومُ
وَقَــدْ أُصــَاحِبُ فِتْيَانــاً طَعَـامُهُمُ
خُضـْرُ الْمَـزَادِ وَلَحْـمٌ فِيـهِ تَنْشـِيمُ
وَقَـدْ يَسـَرْتُ إِذَا مَـا الْجُـوعُ كُلِّفَهُ
مُعَقَّــبٌ مِـنْ قِـدَاحِ النَّبْـعِ مَقْـرُومُ
لَـوْ يَيْسـِرُونَ بِخَيْـلٍ قَـدْ يَسَرْتُ بِها
وَكُــلُّ مَــا يَسـَرَ الْأَقْـوَامُ مَغْـرُومُ
عَلقَمَةُ بنُ عَبَدةَ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، وَيُلَقَّبُ بِالفَحْلِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقِلٌّ، كانَ مُعاصِراً لاِمْرِئِ القَيْسِ وَلَهُ مَعَهُ مُساجَلاتٌ، جَعَلَهُ ابنُ سَلّامٍ مِن شُعَراءِ الطَبَقَةِ الرّابِعَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وكانَ كَالنّابِغَةِ يُنادِمُ الحَارثَ الأَصغرَ الغَسَّانِيِّ والنُّعمانَ الثَّالِثَ أَبا قابُوسٍ اللَّخميَّ، وَقد أَسَرَ الحارِثُ الغسّانيُّ أَخاً لِعلقمةَ اسْمُهُ شَأْسٌ فَشَفَعَ بِهِ عَلْقَمَةُ وَمَدَحَ الحارِثَ بِأَبْياتٍ فَأَطْلَقَهُ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 20ق.هـ/603م.