
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمــا وقـد خيمـتُ وسـط الغـابِ
فليقسـونَّ علـى الزمـانِ عتـابي
يــترنَّم الفــولاذُ دون مُخيمــي
وتزعــزعُ الخرصـان دون قبـابي
وإذا بنيـتُ علـى الثنيـةِ خيمةً
شـُدَّت إلـى كسـرِ القنـا أطنابي
وتقــوم دونـي فتيـةٌ مـن طيـءٍ
لــم تلتبـس أثـوابُهُم بالعـاب
يتنـاثرون علـى الصـريخِ كأنهم
يــدعونَ نحــو غنــائمٍ ونهـاب
مــن كـل أهـرت يرتمـي حملاقـه
بــالجمرِ يــوم تسـايفٍ وضـراب
يهــديهم حســانُ يحمــلُ بــزهُ
جــرداءُ تعليــه جنــاح عقـاب
يجـري الحيـاءُ علـى أسرَّةِ وجهه
جــريَ الفرنــدِ بصــارمٍ قَضـَّاب
كــرَمٌ يشـقُّ علـى التلادِ وعزمُـةٌ
يغتـالُ بادِرُهـا الهزبرَ الضابي
ولقـد نظـرتُ إليك يا ابن مفرّجٍ
فـي منظـرٍ ملـءِ الزمـان عجـاب
والمـوتُ ملتـف الذوائبِ بالقنا
والحــربُ ســافرةٌ بغيـر نقـاب
فرأيـت وجهـك مثـل سيفك ضاحكاً
والــذعرُ يُلبـسُ أوجهـاً بـتراب
ورأيــت بيتـكَ للضـيوفِ ممهـداً
فســـِحَ الظلالِ مرفَّــع الأبــوابِ
يـا طيـءَ الخيـراتِ بيـن خلالكم
أمـــنُ الشــريدِ وهمَّــةُ الطلاب
سـُمِكَت خيـامُكُم بأسـنمةِ الربـى
مرفوعـــةً للطــارق المنتــاب
وتــدلُّ ضــيفَكم عليكــم أنـؤُرٌ
شــُبَّت بأجــذالٍ قُهِــرنَ صــعاب
متبرجــاتٌ باليَفَــاعِ وبعضــهم
بــالجزع يكفــرُ ضـوءهُ بحجـاب
كلأتكــم ممــن يعــادي هيبــةٌ
أغنتكــمُ عــن رقبــةٍ وجنــاب
فيســير جيشــكمُ بغيـرِ طليعـةٍ
ويـــبيتُ حيكـــمُ بغيـــرِ كلاب
تتهيبــون وليــس فيكـم هـائبٌ
وتوثبـونَ علـى الـردى الوثـاب
ولكـم إذا اختصم الوشيجُ لباقةٌ
بــالطعن فـوق لباقـةِ الكتـاب
فالرمـحُ مـا لـم ترسـلوه أخطلٌ
والسـيفُ مـا لـم تُعملـوه نـاب
يـا معـنُ قد أقررتمُ عينَ العلا
بـي مـذ وصـلتُ بحبلكـم أسبابي
جـاورتكم فملأتـمُ عينـي الكـرى
وجـــوانحي بغــرائبِ الاطــراب
مـن بعـدِ ذعرٍ كان أحفزَ متحكماً
حُكمَ العزيزِ على الذليلِ الكابي
فليهنــه مِنَــنٌ علــى متنــزّهٍ
لسـوى مـواهبِ ذي المعـارجِ آبي
قـد كان من حُكمٍ الصنائع شامساً
فاقتــاده بصــنيعةٍ مــن عـاب
فلأنظمــنَّ لــه عقــودَ محامــدٍ
تبقــى جواهرهـا علـى الأحقـاب
لا جـاد غيركـم الربيـعُ ولا مرت
غــزرُ اللقــاحِ لغيركــم بحلابِ
أنـا ذاكـرُ الرجل المندد ذكره
كــالطودِ حُلِّــي جيــده بشـهاب
ولقــد رجــوتُ ولليـالي دولـةٌ
أنــي أجــازيكم بخيــر ثـواب
قال ابن خلكان في آخر ترجمته التي نشرناها في صفحة الديوان:ورأيت في بعض المجاميع أنه لم يكن مغربياً، وإنما أحد أجداده، وهو أبو الحسن علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد، وكان يقال له: المغربي، فأطلق عليهم هذه النسبة، ولقد رأيت خلقاً كثيراً يقولون هذه المقالة، ثم بعد ذلك نظرت في كتابه الذي سماه "أدب الخواص" فوجدت في أوله "وقد قال المتنبي: وإخواننا المغاربة يسمونه المتنبه، فأحسنوا":أتـى الزمـان بنوه في شبيبته فسـرهم وأتينـاه علـى الهـرمفهذا يدل على أنه مغربي حقيقة لا كما قالوه، والله أعلم. ثم أعاد هذا القول بعينه لما ذكر النابغة الجعديقال: (ورأيت جماعة من أهل الأدب يقولون: إن أبا علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي الذي مدحه المتنبي بقصيدته التي أولها:أمن ازديارك في الدجى الرقباء إذ حيـث كنـت من الظلام ضياءخاله، ثم إني كشفتُ عنه فوجدتُ المذكور خال أبيه، وأما هو فأمه بنت محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، ذكره في "أدب الخواص". وكانت وفاة الأوارجي المذكور في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثلثمائة).وفي خطط المقريزي سيرته وسيرة آبائه في مادة "بساتين الوزير"