
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــذي رســالةٌ بمـا فـي الصـدر
مــن الهــوان والهـوى والهجـر
منظومــة مثــل اللالــي نــزري
بكــلّ بكــر مــن بنـات الفكـر
فشــعرها إنســان عيــن الشـعر
مــن عاشــق عــان بمـا يعـاني
تفجّـــرت مــن عينيــه عينــان
فقلبــــه مراتــــع الغـــزلان
ودمعــــــه قلائدُ العقيّـــــان
منظومــةٌ فــي صــفحات النحــو
ترميــه ألحــاظ المهــا بسـهم
ومــا لـه فـي وصـلها مـن سـهم
يـبيت فـي فـرش الضـنا والـوهم
دمــوعه مثــل الســحاب تهمــي
حــدّث بمــا تشــاؤه عــن بحـر
أودت بـــه بـــواعث الأشـــواق
فهـام بيـن النـاس فـي الأسـواق
مـذ كشـف السـاقي لـه عـن سـاق
والــراح فــي إبريقـه الـبرّاق
ترمــي الحشــا بشــرٍ كالقصــر
إلــى غــزال مـن بنـي الأتـراك
ألحـــاظُه منصـــوبة الأشـــراك
لــم تصــبه شــكايةٌ مــن شـاك
ولــم نُلنــه دمعــة مــن بـاك
ولــم يســرّح موثقــاً مـن أسـر
مقــــرّط لاحــــت بــــه الأحلاك
دارت بـــــأفق كفّـــــه الأفلاك
تحفظـــه بيـــن الــورى الأملاك
وهـــا المماليــك وهــا الملاك
ملــك لــه مــن رقهــا والحـر
نــبي حســن بيــن أهـل الوجـد
آيتـــه يريكهـــا فــي الخــد
نــار الجحيــم وجنــان الخلـد
هــل معجـزٌ مثـل اجتمـاع الضـد
وآيُ ليـــل شـــعره إذ يســـري
يغــارُ منــه الغصــن ان تثنّـى
والطيــر فــي أفنـانه ان رنّـا
والبـدر فـي أفـق السما ان عنّا
والظـــبي إن يــرنُ وإن تغنــى
ألقــى الهـزار سـمعه والقمـري
للّــه جمــرٌ بفــؤادي اســتعرا
مـذ جـاء يتلـو آيـة في الشعرا
وشــمر الــذيل وأرخـي الشـعرا
فبـان مـا أعيـا جميـع الشـعرا
ثقيــــل ردف وخفيــــف خصـــر
جــرد لــي شــفرا مـن الأشـفار
ووجهــه كالشــمس فــي الإسـفار
فليـــس فــي صــحائف الأســفار
ومــا رأى مـن جـد فـي الأسـفار
كحسـنه فـي البحـر أو فـي البر
واحيرتــــي مـــن حـــاجب ازج
ومـــن جفــون ســحرت بالغنــج
وحســـن ثغــر أبيــض كالثلــج
وأعيـــنٌ ذات احـــورار دعـــج
وكســر لحــظ مـا لـه مـن جـبر
حــتى م هــذا القلــب لا يليـن
ولا يكــــاد عطفــــه يــــبين
أمـــا تـــدان كالــذي تــدين
فاجعــل بميزانــك مــا يزيــن
وابتـغ فـي الاخـرى جزيـل الاجـر
عليــك أقســمت بليــل الطــرّه
وطــالع الــوجه وصــبح الغـرّه
فــذا أضــل مــن ســرى وغــرّه
وذا هــدى الســاري بــه وسـرّه
وكــم وكــم رغبــة فـي السـير
بحـــق فـــرق وجـــبين وضــحا
كالفجر أو كالشمس أو مثل الضحى
وجبهــة منهـا الصـباح افتضـحا
ومقلــة تصــيد مــا قـد سـنحا
مــن بطــل يخشــى ومــن هزبـر
بحـــق ريـــق راق فيـــه وردي
وحـــــق خــــد عنــــدميّ ورد
وشـــامة كالمســـك أو كالنــد
مـا إن لهـا فـي شـكلها مـن ند
فـي نسـمة الشـحر ولـون الحـبر
بحــق ثغــر حــال فيـه الـراح
وطـــل منـــه الــدر والأقــاح
لــو ملئت مــن ريقــه الأقـداح
لطـــــارت الأرواح والأشــــباح
واي كــــاس مســـكر كـــالثغر
بحــق خـط الـزور فـوق الشـارب
كطلســم يــذود عنــه الشــارب
وصـــدغك اللـــداغ كالعقــارب
يـــرد مــن يــروم أن يقــارب
للخـــد أو للثغــر أو للنحــر
بحــق نمــل دب فــوق العــارض
إن كــان يعتــد بشـأن العـارض
وطــرف طــرف فـي فـؤادي راكـض
مــا راضـه فـي سـيره مـن رائض
مــا هكـذا فعـل الجـواد الحـر
بحـــق خصـــر شــكك الأخبــارا
أبــاق ام مــن خفـة قـد طـارا
وحــــــــــــق ردف ملأ الإزارا
كــم مــال فـي أحكـامه وجـارا
علــى ضــعيف الخصــر كـل جـور
بحــق معنــى مـودع فـي الكشـح
وحــــق ســــاق لائح كالصـــبح
أركبنــي فيــه مطايــا القـرح
لــو أنــه بــدا لـذات الصـرح
لمزّقـــت فيــه ثيــاب الصــبر
بحـــق قـــد يثنـــي كالقضــب
ولونــــك المفضـــض المـــذهب
بحمـر مثـل الشـمس عنـد المغرب
قــرب قليلا عبــدك ابـن الطيـب
واسـمح ليـه بـالرفع عند الكسر
إن كــان ذنــبي عنــدن الاسـلامُ
فقــد ســعت فــي نقضـه الأيـام
واختلّـــت الصـــلاةُ والصـــيام
وحــل فــي الـدين لـه الحـرام
يــا خيبـتي ان لـم أفـز بنصـر
محمد بن الطيب بن أحمد بن يوسف بن أحمد الشريف العلمي الوزاني أبو عبد الله.أديب، له شعر، فاسي الدار والمنشأ، توفي بالقاهرة. من كتبه (الأنيس المطرب فيمن لقيه مؤلفه من أدباء المغرب- ط)، و(رسالة في معرفة النغمات الثمان- خ).