
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلَـيَّ اِسأَلا الطَلَلَ المُحيلا
وَعوجا العيسَ وَاِنتَظِرا قَليلا
خَليلُكُمــا يُحَيّــي رَسـمَ دارٍ
وَإِلّا لَــم يَكُـن لَكُمـا خَليلا
فَقـالا كَيـفَ فـي طَلَـلٍ مُحيـلٍ
تَجُـرَّ المُعصـِفاتُ بِهُ الذُيولا
تَحَمَّــلَ أَهلُــهُ هَيهـاتَ مِنـهُ
وَأَوحَـشَ بَعـدَهُم زَمَنـاً طَويلا
بَـوادي البَينِ تَحسَبُنا وُقوفاً
لِراجِعَــةٍ وَلَسـتَ تُـبينُ قيلا
فَمَهلاً لا تَـــزِد جَهلاً وَتَــأمُرُ
بِـهِ وَتُطـاوِعُ العَينَ الهَمولا
فَإِنَّــكَ لَسـتَ مَعـذوراً بِجَهـلٍ
وَقَـد أَصـبَحتَ شايَعتَ الكُهولا
سـَقى مَيّـاً وَإِن شـَحَطَت نَواها
وَلَـم يَـكُ قُربُها يُجدي فَتيلا
أَهاضـيبُ الـرَوائِحِ وَالغَوادي
وَلَــو كـانَت مَلَوِيَّـةً مَلـولا
أَلَيــسَ مُبَلَّغــي مَيّـاً يَمـانٍ
يُـبينُ العِتـقَ مَكسـوٌّ شـَليلا
رَبــاعٌ مُخلِــصٌ شــَهمٌ أَريـبٌ
عَلـى مَن كانَ يُبصِرُ لَن يَفيلا
عُمــارِيُّ النُجـارِ كَـأَنَّ جِنّـاً
يُعـاوِدُهُ إِذا خـافَ الـرَحيلا
إِذا مـا خَفَّـضَ الأَقـوامَ يَوماً
عَلى المَوضوعِ وَاِطَّرَدَ الجَديلا
أَبـانَ السَبقَ إِن لَم يَرفَعوها
عَلـى المَرفـوعِ ميلاً ثُمَّ ميلا
وَإِن رَفَعوا الذَميل لَقينَ مِنهُ
هَوانـاً حيـنَ يَرتَكِبُ الذَميلا
بِــذَلِكُمُ أُطــالِبُ وَصــلَ مَـيٍّ
وَأَكسـو الرَحـلَ ذِعِلبَةً عَسولا
مُعـاوِدَةَ السـِفارِ تَرى نُدوباً
بِحارِكِهــا وَصـَفحَتِها سـُحولا
مِـنَ اآثـار النُسوعَ زَمانَ مَيٍّ
صــَديقٌ لا تُحِــبُّ بِـهِ بَـديلا
فَـإِذ هِـيَ عَوهَـجٌ أَدماءُ تَكسو
بِنَظـمِ جُمانِهـا جيـداً أَسيلا
كَجيـدِ الـرَئمِ أَتلَع لا قَصيراً
لَــهُ غُضـنٌ وَلا قَفـراً عَطـولا
وَأَحــوى لا يُعـابُ وَذا غُـروبٍ
عَلَيـهِ شـُنبَةٌ أضـلمى صـَقيلا
وَمُقلَــةَ شـادِنٍ أَحـوى مَـروعٍ
يُــديرُ لِرَوعَـةٍ طَرفـاً كَليلا
بِحَمّـاءَ المَـدامِعِ لَـم تُكَلِّـف
لَهـــا كُحلاً وَتَحســِبُهُ كَحيلا
ذُو الرُّمَّةِ هُوَ غَيلانُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيِّ، وُلِدَ فِي بادِيةِ نَجْدٍ وكانَ يَحْضُرُ إِلى اليَمامَةِ والبَصْرَةِ. كانَ شَدِيدَ القِصَرِ دَمِيماً يَضْرِبُ لَونُهُ إِلى السَّوادِ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعراءِ فِي العَصْرِ الأُمَوِيِّ، عدَّهُ ابنُ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ مِنْ شُعراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ الإِسْلامِيِّينَ، قالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: فُتِحَ الشِّعرُ بامْرِئِ القَيسِ وخُتِمَ بِذِي الرُّمَّةِ. وقَدْ امْتازَ فِي شِعْرِهِ بِإِجادَةِ التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ عُشَّاقِ العَرَبِ كانَ يُشبِّبُ بِمَيَّةَ المِنْقَرِيَّةِ واشْتُهِرَ بِها، تُوفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 117 لِلهجْرَةِ.