
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلَــيَّ عوجــا عَوجَــةً ناقَتَيكُمــا
عَلــى طَلَـلٍ بَيـنَ القَرينَـةِ وَالحَبـلِ
لِمَــيٍّ تَرامَــت بِالحَصـى فَـوقَ مَتنِـهِ
مَراويــدُ يَستَحصــِدنَ باقِيَـةَ البَقـلِ
إِذا هَيَّــجَ الهَيـفُ الرَبيـعَ تَنـاوَحَت
بِهـا الهـوجُ تَحنـانَ المُوَلَّهَةِ العُجلِ
بِجَرعائِهــا مِـن سـامِرِ الحَـيِّ مَلعَـبٌ
وَآرِيُّ أَفـــراسٍ كَجُرثومَـــةِ النَمــلِ
كَـأَن لَـم يَكُنهـا الحَـيُّ إِذ أَنتَ مَرَّةً
بِهــا مَيِّـتُ الأَهـواءِ مُجتَمِـعُ الشـَملِ
بَكَيــتُ عَلــى مَـيٍّ بِهـا إِذ عَرَفتُهـا
وَهِجتُ الهَوى حَتّى بَكى القَومُ مِن أَجلي
فَظَلّــوا وَمِنهُــم دَمعُــهُ غـالِبٌ لَـهُ
وَآخَـرُ يَثنـي عَـبرَةَ العَيـنِ بِالهَمـلِ
وَهَــل هَمَلانُ العَيـنِ راجِـعُ مـا مَضـى
مِـنَ الوَجدِ أَو مُدنيكِ يا مَيُّ مِنَ أَهلي
أَقــولُ وَقَـد طـالَ التَـداني وَلبَّسـَت
أُمـورٌ بِنـا أَسـبابَ شـَغلٍ إِلى الشَغلِ
أَلا لا أُبـالي المَـوتَ إِن كـانَ قَبلَـهُ
لِقــاءٌ بِمَــيٍّ وِاِرتِجـاعٌ مِـنَ الوَصـلِ
أَنــاةٍ كَــأَنَّ المِــرطَ حيـنِ تَلـوثُهُ
عَلـى دِعصـَةٍ غَـرّاءَ مِـن عُجَـمِ الرَمـلِ
أَســيلَةِ مُســتَنِّ الوِشــاحَينِ قــانِئُ
بِأَطرافِهــا الحِنّـاءُ فـي سـَبطٍ طَفـلِ
وَحَلـيُ الشـَوى مِنهـا إِذا حُلّيَـت بِـهِ
عَلـــى قَصــَباتٍ لا شــِخاتٍ وَلا عُصــلِ
مِـنَ الأَشـرَفاتِ الـبيضِ فـي غَيرِ مُرهَةٍ
ذَواتِ الشـِفاهِ الحُـوِّ وَالأَعيُـنِ النُجلِ
إِذا مـا اِمـرُؤٌ حـاوَلنَ أَن يَققَتِلنَـهُ
بِلا إِحنَــةٍ بَيــنَ النُفــوسِ وَلا ذَحـلِ
تَبَسـَّمنَ عَـن نَـورِ الأَقـاحي في الثَرى
وَفَتَّــرنَ مِــن أَبصـارِ مَضـروجَةٍ كُحـلِ
وَشــَفَّفنَ عَــن أَجيــادِ غِـزلانِ رَملَـةٍ
فَلاةٍ فَكُــنَّ القَتــلَ أَو شـَبَهَ القَتـلِ
وِإِنّــا لَنَرضــى حيـنَ نَشـكو بِخَلـوَةٍ
إِلَيهِــنَّ حاجــاتِ النُفــوسِ بِلا بَـذلِ
وَمــا الفَقـرُ أَزرى عِنـدَهُنَّ بِوَصـلِنا
وَلَكِــن جَــرَت أَخلاقُهُـنَّ عَلـى البُخـلِ
وَغَــبراءَ يَقتــاتُ الأَحـاديثَ رَكبُهـا
وَتَشـفي ذَواتِ الضـِغنِ مِن طائِفِ الجَهلِ
تَــرى قورَهـا يَغرَقـنَ فـي الآلِ مَـرَّةً
وَآوِنَــةً يَخرُجــنَ مِــن غــامِرٍ ضـَحلِ
وَرَمــلٍ عَزيــفُ الجِــنِّ فـي عَقِـداتِهِ
هُــدوءاً كَتَضـرابِ المُغَنّيـنَ بِالطَبـلِ
قَطَعــتُ عَلــى مَضــبورَةٍ أُخرَياتُهــا
بَعيـدَةِ مـا بَيـنَ الخِشاشـَةِ وَالرَحـلِ
غُرَيرِيَّـــةٍ كَـــالقَلبِ أَو داعِرِيَّـــةٍ
زَجــولٍ تُبــاري كُــلَّ مُعصَوصـِبٍ هِقـلِ
إِذا اِسـتَردَفَ الحـادي وَقَـد آلَ صَوتُهُ
إِلـى النَـزرِ وَاِعتَمَّـت نَـدى قَزَعٍ شُكلِ
شــَريجٍ كَحُمّــاضِ الثَمـاني عَمَـت بِـهِ
عَلـى راجِـفِ اللَحيَينِ كَالمِعوَلِ النَصلِ
تَمـادَت عَلـى رَغـمِ المَهـارى وَأَبرَقَت
بِأَصـفَرَ مِثـلِ الـوَرسِ فـي واحِـفٍ جَثلِ
أَفــانينَ مَكتــوبٌ لَهــا دونَ حَقِّهـا
إِذا حَملُهـا راشَ الحِجـاجَينِ بِالثُكـلِ
إِذا هُـــنَّ جــاذَبنَ الأَزِمَّــةَ ســَيَّلَت
أُنـوفُ المَهـارى فَوقَ أَشداقِها الهُدلِ
أَعـاذِلَ عـوجي مِـن لِسـانِكِ عَـن عَذلي
فَمـا كُـلُّ مَـن يَهوى رَشادي عَلى شَكلي
فَمــا لائِمٌ يَومــاً أَخٌ وَهــوَ صــادِقٌ
إِخـائي وَلا اِعتَلَّـت عَلـى ضَيفِها إِبلي
إِذا كـانَ فيهـا الرِسلُ لَم تَأتِ دونَهُ
فِصـالي وَلَـو كـانَت عِجافـاً وَلا أَهلي
وَإِن تَعتَـذِر بِالمَحـلِ عَـن ذي ضُروعِها
إِلـى الضَيفِ يَجرَح في عَراقيبِها نَصلي
وَقائِلَــةٍ مــا بـالُ غَيلانِ لَـم يَنِـح
إِلى مُنتَهى الحاجاتِ لَم تَدرِ ما شُغلي
وَلَـو قُمتُ مُذ قاَم اِبنُ لَيلى لَقَد هَوَت
رِكــابي بِـأَفواهِ السـَماوَةَ وَالرِجـلِ
وَلَكِــن عــذَاني أَن أَكــونَ أَتَيتُــهُ
عَقــائِلَ أَوصــافٍ يُشــَبَّهنَ بِالخَبــلِ
أَتَتنــي كِلابُ الحَــيِّ حَتّــى عَرَفتَنـي
وَمُـدَّت نُسـوجُ العَنكَبـوتِ عَلـى رَحلـي
ذُو الرُّمَّةِ هُوَ غَيلانُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيِّ، وُلِدَ فِي بادِيةِ نَجْدٍ وكانَ يَحْضُرُ إِلى اليَمامَةِ والبَصْرَةِ. كانَ شَدِيدَ القِصَرِ دَمِيماً يَضْرِبُ لَونُهُ إِلى السَّوادِ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعراءِ فِي العَصْرِ الأُمَوِيِّ، عدَّهُ ابنُ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ مِنْ شُعراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ الإِسْلامِيِّينَ، قالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: فُتِحَ الشِّعرُ بامْرِئِ القَيسِ وخُتِمَ بِذِي الرُّمَّةِ. وقَدْ امْتازَ فِي شِعْرِهِ بِإِجادَةِ التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ عُشَّاقِ العَرَبِ كانَ يُشبِّبُ بِمَيَّةَ المِنْقَرِيَّةِ واشْتُهِرَ بِها، تُوفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 117 لِلهجْرَةِ.