
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أي القلــوب لهـذا الحـادث الجلـل
اطـواده الشـم لـم تنسـف ولـم تزل
وأي نازلــة فـي الهنـد قـد نزلـت
بلفحهـا كـل حـبر فـي الحجـاز صلي
اعظـم بنازلـة فـي الكـون طار بها
بــراً وبحـراً مسـير السـفن والابـل
أخبارهــا طرقــت ســمعي فحملنــي
طروقهــا عبــء رزء غيــر محتمــل
أهـدت لأهـل الحجـاز البـأس بعدرجا
واليـأس بعـد الرجـا كالظـل بالأسل
فأصـبح النـاس فـي وهـج وفـي فكـر
كـــثيرة ومـــزاج غيـــر معتــدل
خطــب علــى كــل معــروف ومكرمـة
ونعمــة قلــدت جيـد الزمـان حلـى
أصــم أذنـى بـه النـاعي واسـمعني
أمـراً بـه صـرت مثـل الشارب الثمل
وهــو البشــير بضـد الأمـر ربتمـا
أصـبب مـن هـول هـذا الخطب بالخطل
عمـري لقـد جمـع الضـدين فـي نسـق
وقـرب البعـد بيـن الحـزن والجـذل
فـي حـال اشراق شمس البشر قد غربت
فصــار وقـت طلـوع الشـمس كالطفـل
يـا صـاح سل عن فوأدي بالحديث وعن
ســكري بطافــح هــم فيــه لا تسـل
علــى اصــفخان وجــدي لا يفـارقني
أو تبلـغ الـروح منـي منتهـى الأجل
لهفــي ولهـف رجـال العلـم فاطبـة
علــى إمـام بتحقيـق العلـوم ملـي
علـى الجـواد الـذي فاضـت مكـارمه
للآمليــن بمــا أربــى علـى الأمـل
مضـى شـهيداً إلـى دار البقـا ليرى
مــا قـدمت يـده مـن صـالح العمـل
لقــد اعـد لـه عنـد النـزول بهـا
رب غفـــور رحيــم أكــرم النــزل
بكـت عليـه السـما والأرض إذ فقـدت
تهجـداً عنـد طـول الـدهر لـم يحـل
وورد صـــوم ظمــاه فيــه ادخلــه
جنــات عـدن مـن الربـان فـي عجـل
وفعــل خيــر وإحســان ينيـل غـداًُ
قــرار سجســاج ظــل غيــر منتقـل
لهـا بهـاتيكم الطاعـات قـد شـهدت
بطــاح مســجد طــه خــاتم الرسـل
ومســجد القــدس والمكــي لا برحـت
ارجـاؤهم مـن غمـام الأمـن فـي ظلل
وكــم طـواف بـبيت اللـه كـان لـه
وكــم وقـوف ببـاب اللـه فـي وجـل
وبـــالمعروف أعوامـــاً متابعـــة
بهـا اسـتتم فـروض الحـج عـن كمـل
ســلوا مشــاعر جمـع كيـف ليلتهـا
كــانت تضــيء ببــدر منـه مكتمـل
وكــان شمسـاً بهـا لمـا يحـل منـى
أيــام تشــريقها أشــراقهن جلــى
ســقياً ورعيــاً لأيــام سـلفن بهـا
ونحــن فـي مجلـس سـام لـديه علـي
اذ الزمـــان عزيــز وجهــه خضــل
بغــرة مــن محيــا وجهــه الخضـل
والعيـش غـض بمـا يـوليه مـن نعـم
لــدن الحواشـي بـانس منـه مقتبـل
والــدهر يلحظنــا شـزراً ويوهمنـا
خديعـــة انــه عنــا لفــي شــغل
فحيــن رد إلينــا طرفــه أرتجعـت
يــداه منــا الـذي اولاه مـن نحـل
فشــتت الشــمل بعـد الـتئام ولـم
يقنــع بنــوح مقيــم أثـر مرتحـل
حــتى رمانــا فاصــمتنا رمــايته
عمــداً باسـم هـذا الحـادث الجلـل
أيــا أصــفخان لا يحصــى تأســفنا
عليـــك ضـــبط بتفصــيل ولا جمــل
لقـد فقـدناك فقـدان الربيـع ولـم
نجـد لنـا عنـك بعـد الفقد من بدل
نفـديك منـا ألـوف لـو فـديت بهـا
مـن خيرنـا لا مـن الـدهماء والسفل
أنــي لأبكيــك للجـود الـذي فضـحت
أنــواءه كــل وســمي وكــل ولــي
أبكيـك للعلـم والعقـل اللـذين ها
عمـاد دنبـا وديـن الحـازم الرجـل
وللحجـــاز وأهليـــه إذا فقــدوا
مــألوف بــر إليهــم منــك متصـل
وللصـــيام وأحيـــاء الظلام إلــى
حيــن الممــات بلا وهــن ولا ملــل
مســافراً ومقيمــاً مــا كسـلت ولا
عجــزت حوشـيك مـن عجـز ومـن كسـل
قـد كنـت بحـر علـوم زاخـراً ونـدا
مـن فيضـه كـل بحـر كـان فـي خجـل
ففـاض مـا فـاض مـن أمـواجه وطغـا
منهــا وروى الــورى علا علـى نهـل
بمـوته مـات ذكـر الجـود واندرسـت
منـه الربـوع ورسـم المكرمـات بلى
عـذلت فـي قتلـه دهـري فقـال أمـا
أحطــت علمـا بسـبق السـيف للعـذل
لـبى نـداء المنايـا عنـدما هتفـت
بــه وســار بهـا يمشـي علـى مهـل
لا قتــه وهـي كميـن فاسـتكان ولـو
بــدت لـه لـم تجـده كـان ذا فشـل
فــإنه كــان ثبتــاً حازمـاً حـذراً
ولـم يكـن راميـه يـؤتى مـن الزلل
أبــاد أحمــد أبــاد هـول مصـرعه
وبـاء بعـد الآبـاء مـن فيه بالوجل
فـذم محمـود أبـاد النـاس حين بدا
منهـا عنـاًُ مـا بـه للنـاس من قبل
وريــح نكبــة كنبــايت عواصــفها
نكبــآء هبــت خلال الـدور والحلـل
والنــار شـبت بشـنبانير مـن فتـن
تمـوج كـالبحر ملـء السـهل والجبل
والـدير أودت بهـا أدواؤهـا وبـدت
فيهـا أراجيـف أهـل العـل والنقـل
فلا ملام علـــى ســـرات أن لبســـت
ملابـس الحـزن بعـد الحلـي والحلـل
اوفـي وسـلطانه السامي المقام معا
علـى انتهاء الأجل المحتوم في الازل
كـذا الخليفـة والفتـح الـوزير له
كــانت وفاتهمــا فــي اعصــر أول
عــز العــزا وأزمـان المسـرة قـد
ولــت وكــل خلــي بــالهموم ملـي
عبـد العزيـز عزيـز مـا أصـبت بـه
علــى الممالــك والأديـان والملـل
عبـد العزيـز عزيـز مـا أصـبت بـه
علــى شـهامة أهـل الملـك والـدول
عبـد العزيـز عزيـز مـا أصـبت بـه
علـــى المشــايخ والطلاب والملــل
عبـد العزيـز عزيـز مـا أصـبت بـه
علــى مجـالس أهـل البحـث والجـدل
كــانت تتــوق لأرض الهنـد أنفسـنا
كيمــا تحقـق أن العـز فـي النقـل
فمـذ نعيـت نـأت عنهـا المنى وغدت
أبـواب نيـل الغنـى مسـدودة السبل
يلــومني فيـك أقـوام ولـو علمـوا
عـذري لمـا أكـثروا لـومي ولا عذلي
محبـب كـل مـن يـولي الجميـل وقـد
أوليتنــي جملا منهــا علــي جمــل
إن سـاء مصـرعه أهـل الحجـاز فكـم
قـد سـرهم بالعطايـا الغـر والنجل
يعطيـك والبشـر يكسـو صـفحتيه فقل
بعـداً لتقطيـب وجـه العـارض الهطل
أفعــاله صــدقت مــا قــد تكـذبه
أسـماعنا مـن حـديث الجود في الأول
فـانظر إلـى فعلـه واتـرك حـديثهم
فـي طلعـة الشـمس ما يغنيك عن زحل
يلقــاك لابــس بــرد مــن تواضـعه
مــا قــط دنســه بالــذل والفشـل
فـي عـزه لـم يشـبها كـبر ذي حمـق
يظــن بـالكبر تعلـو رتبـة السـفل
بـالعلم كـان وفعـل الخيـر مشتغلا
ولـم يكـن عنهمـا بـاللهو فـي شغل
ولــم يــزل برجـال العلـم محتفلا
لمنـــه بســـواهم غيـــر محتفــل
تــأثلوا المــال فـي أيـامه وبـه
نـالوا مكانـاً مـن العلياء لم ينل
فــي حضــرة ومغيــب كـان يمنحهـم
مــالم يكـن لهـم واللـه فـي أمـل
منــه اتتنـي سـنيات الهبـات ومـن
تمامهــا أنهــا جــاءت ولـم أسـل
مــدحته كــي أوفــي شـكرها فـأبى
مزيــد فــايض احســان لــه هطــل
والآن علــي أوفــى بالرثــاء لــه
حقــاً فــاني وفــي بـالحقوق ملـي
قـد كنـت آمـل هـذا الـدهر يمتعنا
بــه ويبقيـه غوثـاً للمعفـاة ولـي
ومــا تــوهمت أن الــدهر ينزعــه
نزعــاً ويجفــؤه بالقتــل والغيـل
شــلت يمسـن الـذي بالقتـل فاجـأه
عمــداً وشــين كـف المجـد بالشـلل
ملاحــم حكــم المــولى بهـا وقضـى
وجودهــا ســابق فــي علمــه الأزل
يـا مـن يسـائل عـن تاريـخ مصـرعه
عنـه الجـواب انقضـى فاكفف ولا تسل
عليــه واللــه لا أنفــك ذا أســف
أهدى إليه الدعاء ما امتد في اجلي
همــت علــى روض قــبر حلــه ديـم
مـن الرضـى مـا همـا دمع من المقل
ثـم الصـلاة علـى المختـار مـن مضر
خيــر البريــة طــه خـاتم الرسـل
والآل والصـحب مـا أوفى الحجيج على
بيــت الآلــه وحـي الركـن بالقتـل
عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد السلام الشيرازي الأصل، المكي الشافعي، المعروف بالزمزمي.فقيه، من أعيان مكة.له (نظم علم التفسير- ط)، و(فيض الجود على حديث شيبتني هود- خ) رسالة، و(ديوان شعر- خ) في دار الكتب، وفي المكتبة الوطنية العامة بباريس (الرقم 3228)، و(تنبيه ذوي الهمم على مآخذ أبي طالب من الشعر والحكم- خ).