
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهــا الغافــل الغـبي تنبـه
إن بـالنوم يقظـة النـاس أشبه
وتأمــل فإنمــا النــاس سـفر
دار دنيــاهم لهــم دار غربـه
كـل يـوم تحـل فـي السرح منها
عصــبة منهــم وترحــل عصــبه
كيـف يهنى الفتى بها وهو فيها
يشــتكي دائمــاً فـراق الأحبـه
واحــد أثــر واحــد يتـداعوا
للفنــى يالكربــة أثـر كربـه
كــل حلــو بعــد الأحبــة مـر
فحيـاتي مـن بعـدهم غيـر عذبه
يـا خليلـي فرقـة الخـل والله
علــى الأنفــس الكريمـة صـعبه
سـيما خلـك الخصـيص الـذي لـم
يـزل بـالجنب منـك يلصـق جنبه
الــوفي الــذي يســرك فعلــه
إن يسـؤك الزمـان يومـاً بنكبه
الحــبيب الـذي حـوى كـل وصـف
حيـن يملـي يملأ القلـوب محبـه
ذاك واللــه حامــد خيــر خـل
قـط مـا ذم صـاحبه منـه صـحبه
قـد مضـى حامـد حميـداً فمـالي
بعـده فـي الحياة والعيش رغبه
صـاحبي مـن قريـب خمسـين عاماً
مـا ترآءيـت فـي محيـاه غضـبه
مزجــت روحــه بروحــي فاضـحى
منطقــي نطقــه وقلــبي قلبـه
يبتــديني بمــا بــه ابتـديه
مـن حـديث لـم تنتقـص منه حبه
ذو حفاظ تلقيه في الهزل والجد
صــدوقاً عليــه مـا عـد كـذبه
طــاهر الـذيل لـم يـزن بسـوء
صــين مــا عليــه تـؤثر سـبه
لـم يكن فاحشاً لم يسب ولم يلق
مــن النــاس واحــد قـد سـبه
حـازم الـرأي ثـابت الجأش شهم
فيــه مـع غرمـه انـاة ودربـه
أي حفـــظ وأي ايـــراد لفــظ
مسـتلذ ينسـى أخاه الكرب كربه
مـن جميـع العلـوم حـاز فنوناً
فتســامى بهــا لأرفــع رتبــه
نــازعته إلــى ســمو الراقـي
همــة انزلـت فـي الأفـق شـببه
بلغــت غايــة المطــالب والأ
غـراض أحبـابه الجميـع وصـحبه
لـم يكـن راهبـاً سوى الله لكن
كــان فيـه اللـه أعظـم رهبـه
كـان يحيي إلى الممات الليالي
آخـذاً بالنصـيب مـن كـل قربـه
كــم صــلاة يطـول وصـفي فيهـا
قــام عــن فرشـه لهـا وتنبـه
وطــواف مــا عنــه منــه ورد
شــكر اللــه سـعيه فيـه غبـه
ومـــن الــذكر والتلاوة أوراد
بهــا لــم يــزل يرتـب حزبـه
بكـت الأرض والسـماء فقـد عبـد
كـان يعصـي الهـوى وبعبـد ربه
وســيبكيه حيــن يفقــد منــه
رمضـــان إذا أتــى أي اهبــه
طالمـــا قـــام وشــمر فيــه
مئزراً واســتحث قومــاً وانبـه
كيــف لا يــدخل الجنــان مــن
الريـــان والمعـــاطف رطبــه
كيـف يظمـأ غـداً وفـي كـل يوم
كـان واللـه مـآء زمـزم شـربه
يـا رعـى اللـه اعصـراً وبقاعاً
جمعتنــا فــي عنفــوان رشـبه
حيـث نـدعى إلـى الدروس ونلقى
كــل شـيخ ربـى المريـد وربـه
مــن رضــاع العلـوم أي اخـاء
بيننــا بيننــا بـه أي نسـبه
يـا أخـي يا أبا محمد عهدي بك
تهــدي لقيــا اخيــاك وقربـه
كيــف فــارقتني وكنـا جميعـاً
فرقــدي الفــة صــفت ومحبــه
كنـــديمي جذيمـــة نتعـــاطى
مـن كـؤوس الـوداد اعـذب شربه
كــل يــوم نــزداد حبــاً إذا
مــل سـوانا مـن الأحبـاء حبـه
فجعتنــي فيـه المنـون فنفسـي
للتفــاني مــن بعـده مشـرئبه
فـي فنـي الـترب للـبيب نـذير
أنـه لا حـق علـى القـرب تربـه
أن أعــش بعــده لعمــري أنـي
خنتـــه فــي وداده والمحبــة
إنــه المـوت ليـس فيـه وفـاء
فيـه ضـاهى إلى الفنى من أحبه
ويعيــد إذا انقضـى نحـب شـخص
إن شخصــاً يقضــي لـذلك نحبـه
يـا جلييسـي الـذي على كل خير
فعلـــه دل والمقـــال ونبــه
يـا صـديقي الـذي يكافـح عنـي
زمنــي إن عــدا ويـدفع خطبـه
يــا سـميري لقـد تقـرح جفنـي
سـهراً مـذاتي الـردى أن تنبـه
نـم هنيئاً فطالمـا في الليالي
ســهرت مقلتــاك دينـاً وحسـبه
وســلام عليـك مـا حنـت الـورق
فـــابكت علــى حــبيب محبــه
روح اللـه منـك في الخلد روحاً
ويسـقي صـيب الحيـا منـك تربه
عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد السلام الشيرازي الأصل، المكي الشافعي، المعروف بالزمزمي.فقيه، من أعيان مكة.له (نظم علم التفسير- ط)، و(فيض الجود على حديث شيبتني هود- خ) رسالة، و(ديوان شعر- خ) في دار الكتب، وفي المكتبة الوطنية العامة بباريس (الرقم 3228)، و(تنبيه ذوي الهمم على مآخذ أبي طالب من الشعر والحكم- خ).