
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن الـذين تقـدّموا لم يترُكوا
معنــىً بــه يتقـدّم المُتـأخِّرُ
قـد أنتجـوا أبكارَ أفكارٍ لهم
عُقـمَ المعـاني مثلهـا مُتَعـذِّرُ
فـإذا نصـَبنا مـن حبـالِ تخَيُّلٍ
شـرَكاً بـه معنـىً نصـيدُ ونظفَرُ
عَصـَفَت سـُمومُ همـومِ فكـرٍ قطّعت
تلـك الحبالَ وفرَّ منها الخاطِرُ
والـدهرُ أخـرَسَ كلّ ذي لَسَنٍ فلو
ســحبانُ كُلِّـفَ منطِقـاً لا يقـدِر
والشـعرُ فـي سوقِ البلاغةِ كاسدٌ
فـترى البليـغَ كجاهـل لا يشعُرُ
والفضــلُ أقفــرَ ربعُـه لكنّـه
بوجــودِ مولانـا الأميـن مُعَمَّـرُ
علّامــةُ الـدنيا وواحـدُ دهـرِه
وأجـلُّ أهـلِ العصـرِ قدراً يُذكر
مَلِـكُ العلـوم لـه جيـوشُ بلاغةٍ
وفصــاحةٍ فبِهــم يُعِـزّ وينصـُر
تخِــذَ الفهـومَ رَعِيَّـة مُنقـادةً
تـاتيهِ طائعـةً بمـا هـو يأمُرُ
يَقِـظٌ يكـاد يُحيـطُ علماً بالذي
تجـرى بـه الأقـدارُ حيـن يُقدِّرُ
مـا زال يملأُ مـن الألـى لفظـهِ
أصـــدافَ آذانٍ لنــا ويُقَــرِّرُ
تـاللَهِ مـا رَشفُ الرضابِ لراشفٍ
مـن ثغـرِ ذي شَنَبٍ حكاه الجوهَر
أحلـى وأعـذَبُ مـن كؤوسِ حديثه
تُملـى وتشـربُها العقولُ فتسكرُ
فـاق الـذين تقـدّموه بسـبقهم
وبـه الأواخـرُ تزدَهـي وتُفـاخِر
بالسـُؤلِ يمنَـحُ قبـل تسآلٍ فإن
ســبَق السـؤالَ عطـاؤُه يتعَـذَّر
لـو أن أيسـَر جـودِه قدماً سَرى
فـي الكـونِ لم يَبقَ وحقّك مُعسِرُ
قـد أبـدعَ الرحمـنُ صورة خلقه
ليَرى جميلَ الصنع فيها الناظِرُ
وجـهٌ كـأن الشـمسَ بعـضُ بهائِه
مــا زال يحـدُه عليـه النيِّـرُ
مـولايَ عجـزى عـن مـديحك ظاهرٌ
والعُـذرُ عـن إدراكِ وصفِك أظهَرُ
مـن لي بأن أهديك نظماً فاخراً
أسـمو بـه بيـن الأنـامِ وأفخَرُ
هَبنــي أُنظِّــمُ كـالعقودِ لآلِئاً
أفـديك هـل يُهـدى لبحـرٍ جوهرُ
لكـن أتيـتُ كمـا أمـرتَ بخدمةٍ
جهــد المقـلِّ وسـوءَ ردّ أحـذَرُ
فاصـفَح فقـد أوضَحت عُذرى أوَّلاً
واقبَـل فمثلُـك مـن يمُنُّ ويَعذِرُ
واسلَم ودم في نعمةٍ طول المدى
مـا دام يمـدحُك اللسانُ ويشكُرُ
مصطفى بن حسن بن محمد الصمادي، الحنفي، الدمشقي.شاعر أديب، كاتب من الكتاب الذين سحروا برقة بيانهم وبراعة بنانهم العقول والألباب، من كتاب الخزينة السلطانية الميرية.وهو القائل:إن الذين تقدموا لم يتركوا معنى به يتقدم المتأخر