
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدا للـورى شـمس الضحى واحدُ العصر
وكيـف تضـارُ الشـمس بـالنظم والنثر
وجــدّد مـن ديـن الحنيفـة مـا عفـت
أعاصـيرُ أهـواء تنـاوحن فـي العصـر
وفتـــح أصـــدافا تعاصــين قبلــه
فهـن علـى اللبـات مثنـى مـن الـدر
وســـدد أطـــراف الصــعاد بقصــده
ولـم يبـق خلفـا في أنابيبها السمر
وأمضــى الظــبي لمــا تكَهّـمَ حـدّها
فهــن علـى هـام الأباطيـل فـي شـهر
وأصـبح فـي الأقطـار كـالغيث ينتحـى
ويرجـى تـوخيه إلـى القطـر بـالقطر
واصــبح بيــن الشـرق والغـرب آيـة
وشمســا تهاداهــا البلاد علـى كـثر
وأصـــبح يستشـــفى بـــه ووســيلةً
إلـى اللّـه بين المستغيث وذي الفقر
وأصـــبح للســر الجنيــدي وارثــا
ومـا زال سـر الليـث فـي نسله يسرى
وكــم علــم فــي الأرض قبــل أجلّـه
واثنـى علـى نعمـاء لقيـاهُ بالشـكر
وملكـــه التحقيـــق ملــك قيــادة
بغيــر نــزاع فـي الحجـاز ولا مصـر
هنـــاك فـــي الأوراق خلــد ذكــره
وأفــرغ فيهــا مــن ذخـائره الغـر
ومــا هــدّ فيهـم مـن منـار لفضـله
ولـم يحـظ انكـارا ولا حـط مـن قـدر
وباســم كمـال الـدين صـح ارتسـامه
لـديهم كمـا شـاعت لـه شـية الجدرى
وترجـم فيـه الحـافظ المرتضى الرضى
بمـا ينـزل العصـماء مـن قنة الوعر
ومـا برحـت مـذ حـازه الغـرب عنهـم
رســائلهم تهــدى لــه حسـن الـذكر
تـــذكرنا انفاســهن شــذا الصــبا
تنــم بريــا ناضــر عــاطر النشـر
وحلّتـــه فـــاس اللازَوَردِيّ يعـــدَهُم
وبعــد كســته حلـة السـند البكـرى
هنــاك تلقــى النـور منهـم سـراجُه
وأودع أســـرار الملاقنَـــةِ الزهــر
أولئك أصـــداف اليقيـــن كنـــوزُه
دوانِقُهُـم فـوق القنـاطير فـي الأجـر
تبــــارك علّام الغيـــوب منيلهـــم
خصوصــيّةَ السـر المـوقّر فـي الصـدر
بلاه أميــــر المــــؤمنين محمـــدٌ
وعاشــره بـالبحث حينـا مـن الـدهر
وقــد كــان للاسـلام بالنصـح راعيـا
وناهيــك مــن ذي فطنَـة عـالم حـبر
فنــادى عليــه فــي نـوادي حضـارة
بمــا ضـمّنَ اسـتحقاقَه رتبَـةَ الصـدر
يلومـــونني واللّــه يعلــم أننــي
علـى الحـق فيـه غيـر عـاد ولا مطـر
لــو اختــبروه منصــفين وأمعَنــوا
أبـان لهـم مـا انكـروا صادق الخبر
ولـو انصـفوا ترجمـت بـاللّه صـادقا
بــه ســد فكــر عـن سـداد بلا نكـر
ولكــن ببــادي الــرأي أو باشـاعة
ترامـاه عـن قـوس طـوائف ذا العصـر
وقاســوا علـى أشـبارهم طـول بـاعه
فمــا قـدروا ءالاء ذي المنـح الـبرّ
ومـا كـان فـي كـل العقائد لو دروا
يخــالف أســلاف الائمــة فــي فــتر
ومـا كـان مقرونـا بهـا منطـقٌ رمـى
بـه وطـوى عنـه الكتـاب علـى الغـرّ
قفــوا فــانظوا فـي نكـره أعقـائد
مـن الـدين أم مـن منطـق سيق للسبر
أبــان السـيوطي نهجهـم فيـه جملـة
وللقرطـبي مـن قبلـه الاخـذ بالحـذر
وأســمع ســمعانيّهم فيــه مـن وعـى
كمـا العـارف الجمـريّ يرميه بالجمر
كمـــا ملأ البــاجي وصــاياه غــرة
وعهــدا علـى أبنـائه منـه بـالهجر
ومــا زال حفــاظ الأحــاديث هكــذا
ولــم يغفلــوه كلمـا عـنّ فـي سـفر
لمـا صـح مـن نهـى النـبي عـن الذي
يـترجم عـن أهـل الكتـاب ذوي الكفر
وكـان اعـتراء المنطـق الـدين هكذا
كمــا تتــوخى كســفَةٌ طــرُقَ البـدر
ومـن رخـص اسـتعمالهُ بعـد لـم يسـغ
لـه الطعـن فـي انكاره الواضح الامر
وإذ بــان توفيــق العقـائد فالـذي
يشـيعون فـي بعـض المقـال من النكر
فمنــه قــرى نــادي عليهـا وبعضـه
علـى الصـرف عن وجه المراد به يجري
كــذا قـاله والقـول يحـوى محـاملا
كـثيرا وليس البطن في القصد كالظهر
وأشـــعاره عمـــا ذكـــرت مبنيــةٌ
صـريحا لـو القى السمع للحق ذو حجر
وحمــل أخــي الاســلام أحســن محمـل
وتــوجيهه للــبر مــن واجـب الـبر
وصــح عــن الســادات سـبعون محملا
وقـد عكسـت فـي العصر حملا على الشر
علــى مطلــق الاســلام هــذا مرتــب
من الحمل اجماعا على الرشد لا الخسر
وأحـرى بـذا القـوم الـذين حـديثهم
شــجونٌ وكــم ســر لــذلك فــي سـر
ومـا يسـتوى فـي النكـر غمـرٌ وعارف
كمـا منـع اللّـه التسـاوي في الذكر
فهـــذا علــى الاذلال زعــه معلمــا
وهــذا علـى الادلال عـن طلـب السـفر
جلا ســــــيدي زروقُ ذا ويشــــــده
تلطــف موســى فــي محـاورة الخضـر
المأمون بن محمد الصوفي اليعقوبي.شاعر مفلق من شعراء شنقيط، ولغوي محقق، اشتهر بجودة الشعر وروايته، وإحكام صنعته ودرايته، وكان يهاجي المختار بن بون، وكان يؤلمه أكثر من غيره من شعراء قومه، وروي أن المختار قال: لم يضيعني إلا أبو لفريرات، أي الساقط الأسنان، يعني المأمون.