
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أأن لاح مـن عهـد الصـبا منـزل قفـرُ
بكيـت وفـي بعـض البكـا وضـح العذر
لعرفــان رســم بالعجيمــاء ماثــل
نزحـت دمـوع العيـن إذ نـزح الصـبر
تلــوح بقايـا منـه أسـأرها البلـى
كمــا لاح فـي أثنـاء مهرقـه الزبـرُ
تـــذكرت حيـــا قــاطنين تحملــوا
وعصــرا تـولى حبـذا الحـي والعصـر
ليـــاليَ أســباب الوصــال متينــة
وأفنــان دوح اللهــو فينانـةٌ خضـر
ليــالي إذ ليـل الشـبيبة لـم يلـح
مـن الشـيب فـي أثنـاء ظلمتـه فجـر
لئن صـنت فـي تلـك المعاهـد أدمعـي
لقــد عهـدت منـى الخيانـة والغـدر
غنينـا بهـا والـدهر يسـعف بـالمنى
ولكــن غــرورٌ مــا يمتعــك الـدهر
فمـا أنـت واسـتقبالك اللهو والصبا
وقـد أدبـرت عشـرون مـن بعـدها عشر
تنــح عــن الـدنيا وداعـي غرورهـا
فمــن غــره مســلوبُ زخرفهــا غــرّ
فلا خســــر إلا دون خســـر مســـافر
إلـى المـوت مـن زاد التقى كفه صفر
تمنّـى علـى اللّـه الأمـاني ولـم يكن
بمـــن صــده نهــى ولا حثّــه أمــر
يـرى مـا يـرى فـي كـل حين ولم يزل
يزيــد لجاجـا كلمـا انتقـص العمـر
بلــى ان فــي فضــل الإلــه وعفـوه
ذنــوبي وان جلّــت جرائمُهــا نــزر
جعلــت أمــامي نحوهـا سـيد الـورى
فـأيقنت ان قـد حـان من صدعي الجبر
وحـازت يـدي أعلـى السـهام وأمسـكت
عـرى ليـس يعروهـا انفصـامٌ ولا بـتر
ســلام علـى مـن خلّـف السـبع سـائرا
ووافـى ووجـه الصـبح مـن دونـه ستر
هـو الملجـأ المعهـود والـوزر الذي
لـديه يقـر الامـن مـن زعـزع الـذعر
ســلام كمـا ضـاعت فنَـمّ بهـا النشـر
بضــائع مســك كـان مـن لفّهـا نشـر
علــى نكتـة الكـون المجلّـى إمـامه
ومصـباح ليـل الكفـر حين دجا الكفر
ســلام علـى مـن أيـدت مـا أتـى بـه
مـن الحـق كـل الحـق ءايـاته الغـر
بـدت فرنـا مـن قـاده الخيـر نحوها
وأعــرض عنهـا كـلّ مـن قـاده الشـر
فهــل بعــد إفصـاح الضـباب عمايـةٌ
وهـل مريـةٌ مـن بعد ما انفلق البدر
فحــل مقامــا دونــه ينتهـي العلا
وأودع ســرا دونــه يننهــى الســر
وحلــت لــه شــمس النهـار غروبهـا
بحيـث يـؤدي العصـر مـن فاته العصر
وريئت أوان الغـــرس كـــل وديّـــة
ســحوقا تـدلى مـن جوانبهـا البسـر
وحسـن حنيـن الجـذع مـن فـرط شـوقه
إليــه ولــوع الصـب فاجـأه الهجـر
أتلــك أم انبــاء الـولادة إذ أتـت
تحييـه مـن ءافاقهـا الانجـمُ الزهـر
وإذ ريئت الحيطــان مـن قصـر قيصـر
واذ راع كســرى مــن بنيّتـهِ الكسـر
وإذ حـل بـالنيران والنهـر مـا بـه
مـن الخطـب غيض البحر وانطفأ الجمر
ألا إن فـــي ءايــات أحمــد كــثرة
تقصـر بـي عـن ذكرهـا وكفـى الـذكرُ
فإمــا اهتــدى حلـف الضـلال بنـوره
وإمـا قنـاه السـمر أو بيضـه البتر
ومــا شــمرت عــن سـاق جـد عصـابةٌ
تحــــاربه إلا وحاربهـــا النصـــر
ســل الجيــش إذ وافـى كـأن سـواده
ظلام بهيـــم الليــل مــوردهُ بــدر
أتــوا مثـل أرسـال الـدبى وكـأنهم
صــواد دعتهــا دون ذائدهـا الغـدرُ
فمــا وردوا مــاء السـعادة مشـربا
ولا كـان مـن طيـر النجـاح لهـم زجر
دهتهــم مــن اصـحاب النـبي عصـابةٌ
قليلــــون إلا أن قلّتَهُــــم كـــثرُ
يضــاعف مــن إقــدامهم أن مــوتهم
حيــاةٌ وصــاب المــوت عنـدهم خمـر
فلمــا اسـتبان الجيـش أن لا تصـدّها
رقــاق الحواشــي والمسـوّمة الشـقر
تـولى يبـارى الريـح والحـال قـائل
رويـــدكم ايــن التخمّــط والكــبر
فمـا أغنـت الـبيض الصـوارم والقنى
نقيـراً ومـا أغنـى الوليـد ولا عمرو
فكـم غـادروا مـن مثقـلٍ فـي قيـوده
وكـم مـن قتيـل فـاته العقل والثار
وســائل بـه الاحـزاب واسـأل قريظـةً
وخيــبر يخــبر كـل مـن عنـده خـبر
وســائل قريشـا هـل أبـاحت حرامهـا
بمكــة أطــراف الردينيّــة الســمر
وســائل لــدى وادي حنيــن هوازنـاً
فمـا هـو الا القتـل والسـبي والأسـر
لأفضــل خلــق اللّــه خلــقٌ مــديحه
قـد انزلـه فـي المحكـم الحكمُ البرّ
فيـا طيـب مـا يحـوى مـن السر صدره
ويـا طيـب مـا يحـوى من البدن الأزر
ويــا حسـن وجـه ليـس للشـمس نـوره
ولا البـدر أوفـى حيثما انتصف الشهر
ويــا لمحيــا فــي عظيــم حيــائه
يقــل حيـاء البكـر أضـمرها الخـدر
ويـا جـود كـف لـم يـر الناس مثلها
ســماحا ومتــنُ الأرض أخلفـه القطـر
ويــا صـولةً والخيـل تجمـى نحورهـا
وبيـضُ صـفاح الهنـد مـن وقعهـا حمر
وجــالت مــذاكى الاعوجيّــات دونهـا
جلابيــب نقــع مــن ســنابكها كـدر
وحاصـــل بســـط القــول ان لأحمــد
محامــد تنــأى أن يحيـط بهـا حصـر
أســـيدنا أثنـــى عليـــك إلهنــا
فمـا ذا سيحصـى مـن مناقبـك الشـعر
أيحصـى حصـى المركـوم مـن رمل عالج
أيحصـى ركـامُ القطـر أم ينزحُ البحر
وإنــي لمــا أســديت فيـك المرتـج
أمــاني إذا مـا ضـم أشـلائي القـبر
وتثــبيت نطقــي عنــد ذاك لسـائلي
ورجلـي إذا مـا كـان موقفهـا الجسر
وســتر الــذي أخفيتــه مـن سـريرة
لـدى الحشـر أن أبـدى سرائري الحشر
أمــولاي مــالي غيــر مــدحك عــدةٌ
تعـــد لأهـــوال المعــاد ولا ذخــر
ولــي منـك فـي انشـاء مـدحك موعـدٌ
وثقــت بــه والحمــد للّـه والشـكر
وعــدت علـى شـطر ولـي فيـك محسـنا
قــواف إذا انشــدتها خجــل الــدرّ
قصــائد عــزّ اللســنَ صـوغُ بـديعها
ونـارت عـن ان يصـطاد شـاردها فكـر
لهــا بالـذي أودعتُهـا مـن مـديحكم
على الشعر فخرٌ وهي لي في الورى فخر
يبــالغ فــي إطرائهــا كــلّ حاسـد
وللحــق نــورٌ ليــس يطفئه النكــر
زففــت بهــا منــى اليكـم عرائسـاً
أبـت مـن سـواكم أن يسـاق لهـا مهر
عليــك صـلاة اللّـه مـا راح واغتـدى
إلـى الـبيت يهـوى أو زيارتك السفرُ
محمدو بن محمدي العلوي.شاعر من وجوه شعراء شنقيط على قصر حياته حيث توفي بالمشرق حاجاً عن ثلاثين سنة، برع في عنفوانه في العلوم، وصرف همته إلى نظم الشعر، وبلغ صيته في قطره مبلغاً لم يبلغه أحد ممن عاصره، فإذا قيل ابن محمد، خضعت له رقاب الأدباء وفطاحل البلغاء، وكانت له اليد الطولى في العربية والفقه.