
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعَينَــيّ وجــداً تهرقـان معـاً دمـا
نجيعـاً حكـى لونـا على الخد عندما
فهــذا أنـا والصـدر يرشـح بالـذي
بــه فتبــدّى كــونه مترعــا دمـا
وكــوني فـتى أمسـى جريحـا فـؤاده
بأســهم حــب دام دهــرا فدمــدما
وكنـت علـى ركـن مـن الصـبر ثـابت
فصـــادفهُ طــود الهــوى فتهــدّما
فســاومت مكنــون المعــاني تعللا
فانشــد لــي هـل غـادروا مترَدّمـا
وايقنـــت أنـــى عمّهُــنّ دعــونني
حســان القـوافي لا حواصـن كالـدمى
فلمــا بــدا لـي فوتهـا ونفورهـا
خمشـــت خـــدودي إثرهــن تنــدّما
فقلـت وليـل الهـم قـد كـان سرمدا
ألــم يــأن للاصــباح أن يتقــدما
فيــا لــك مـن ليـل تخـال نجـومه
وقـد قهقهـرت في المشى نظما تهدما
فحــاولت مــن هـم الغـرام تخلصـا
وأعرضـت عـن إلـزام مـا ليس ملزما
وقبّــلَ فكــري إثــر نعــل محمــد
ولـــو جئت مغنــاه لقَبّلَــه فمــا
فـإن لـم تكـن لـي خيمـة حول رمسه
فهــذا هــواه فــي فــؤادي خيّمـا
فيـا ليـت خـدي كـان مـوطىء نعلـه
وصـدري ضـريحا جامعـا منـه أعظُمـا
عظامــا ولحمـا حـرم اللّـه أكلهـا
علــى الأرض إنعامــاً لهـا وتكرمـا
منزهـــة عــن لفــظ مثــل خلالــه
وعـن كـاف تشـبيه سـوى بعد نفي ما
فمــا مثلـه البحـر الخضـم تكرمـاً
ولا كثنايـــاه الـــبروق تبســـما
فلــو قســته ضـوءا وجـودا وجـرأة
بشــمس وضــرغام ووبــل مـتى همـى
لكنـت كمـن قـد شـبه الشمس بالسها
وبالطــل وكّافــا وبــالهرّ ضـيغما
أرى أفعـل التفضـيل وصـفا مسـاعدا
لمــن شـاء فـي وصـفيه أن يتكلمـا
أبــرّ واوفــى خيــراً أحسـن خلقـة
وخلقــا وأنــدى بطـن راح وأكرمـا
معــاجزُه مـا اسـطعتُ ذكـر جميعهـا
فــأبهت مـا أسـتطيع منهـا تعظمـا
كواجــد مــاء قاصــر عــن وضـوئه
فجنـــب طهـــراً ناقصــا فتيممــا
ويـــترُكُ مقـــدوراً عليــه مطَهّــرُ
إذا هـو لـم يقـدر علـى أن يُتَمّمـا
ولكننــي فــي نفــي حصــر حصـرته
فلــم أبــق للنقّــاد إلّا التسـلما
ألا كــل مــدح قلتــه فيـك غيرمـا
تقول النصارى في المسيح ابن مريما
نـــبي كليــم اللّهموســى وروحــه
أقــرا لــه اقــرار موسـى وآدمـا
ألا يـوم يـأتي اللّـه في ظلل من ال
غمــام فخــذ منــي هنالـك معصـما
وقـدويَ واشـفع لي لدى اللّه واسقني
مـن الحـوض سـقيا ليس يعقبه الظما
قصــَدتُك يــا مــن بالشـفاعة خصـّهُ
إلــهُ الــورى صــلّى عليـه وسـلّما
أرى الشـعراء العمـى غيـرك يمّمـوا
وعنــد ذوي الابصـار كنـت المُيَمّمـا
وهــا أنــا أهـديها إليـك قصـيدةً
لتجعلهــا لــي جنّــةً مــن جهنمـا
وتجعــل لــي يــوم الوقـوف مظَلّـةً
وفـوق الصـراطا الصـعب تنصـبُ سلّما
يـداك أنـا استوهبت احداهما الغنى
واســتوهب الأخـرى الشـفاعة مغنَمـا
لتضـمن لـي أمنـا على اللّه والمُنى
أيـا مـن إلـى بيـت المكارم يُنتَمى
عليـــك صــلاة اللّــه ثــم ســلامه
وآلــك والأصــحاب مــع تابعيهمــا
لــك السـبق فضـلاً والتـأخر مولـدا
وكنــت لرسـل اللّـه بـدءا ومختمـا
محمد بن عبد الرحمن الحسني.شاعر من أهل شنقيط، من شعراء الجيل الأول، صدر القرن الثاني عشر الهجري، وهو عم الشاعر ابن أحمد دام الحسني.