
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــو الشـعرُ لا صـعبَ يُسـَهّلهُ الجهـد
ولكنـــه طبـــعٌ يهيجـــه الوجــد
فهـذا وإنـي حـن جفنـي إلـى الكرى
أحــاول أن أغفـي فيزجرُنـي السـهدُ
فبــت كــأني بيــن جنــبي فــادحٌ
لــه زنــدة بــاتت يصـافحها زنـد
ومــد حجــاب بيــن عينـي ونومِهـا
فيـا ليـت شـعري أيـن راحت به هند
أشــاغل نفســي عــن تـذكر حسـنها
ويحسـن فـي أفكارنـا الخـد والنهد
إذا اجتمعـت للعـذل فيهـا أقـاربي
تجيبهــم مــن حالنــا ألســنٌ لـد
تقـول لهـم هـل نسـمع النصـح منكم
وأجفــانكم وطــفٌ وأعيُنُنــا رُمــدُ
وقـد علموا أنا على الحق في الهوى
وعـدنا إلـى مـا نحن فيه وهم صدوا
لمعشـــوقتي قــد وفــرع تزاينــا
كأنهمــا جيــد الشــريعة والعقـدُ
يهــاب لســاني ان يباشــر مجـدها
وحرمَتَهــــا غلا بواســـطة تبـــدو
فســميتها هنـدا حيـاء مـن اسـمها
وذُلا ولا هنـــدٌ ســـماها ولا دعـــد
ولكــن ســماها فـي القصـور مـدين
فهيهــات أن يحصـى مناقبَهـا العـدُ
أتحصـى وفـي أحشـائها سـيد الـورى
وكــان بهــا حيّـا واصـحابَهُ الأسـد
كفــى شــرفاً تــربَ المدينـة أنّـه
لـك المصـطفى حشـوٌ وأنـت لـه غمـد
نــبى تــود الرسـل لـو كنـت أمـة
لــه ولــه تعنــو الملـوك وتنهـد
فمــا روضــةٌ غنّـاء تحكيـهِ منظـرا
وعرفـا ولا المسـك الاحـم ولا الـورد
ولا الشـمس اشـراقا ولا الـدهر همـة
ولا الـراح تـدنو من جناه ولا الشهد
اتنعتــه الــدنيا ولــولاه لمتكـن
ولـم يـك منهـا اليـوم تعد ولا معد
بـدا يوسـُفُ الصـديقُ فـي شـطر حسنهِ
وبـان بـذاك الشـطر مـن مصـره وفد
وكيــف تـرى فـي حسـنه وهـو كامـل
ولكــن علــى أكبادنـا حسـنه بـرد
حـوى سـؤدد الرسـل الكـرام ومجدهم
جميعـا ومـا فـي العـالمين لـه ند
إذا اسـتوهبت كـانت بحـورا بنـانه
علــى أنهــا أن حــوربت اسـد ورد
فيمنــاه غـوث حيـن تـاتي عـداتنا
كمـا أنهـا غيـث إذا انصـرف الجند
تكــف أكــف البــأس والسـوء كفـه
ويهمى على الأحياء منها الحيا العد
بمولــده الأصــنام أمســت نواكسـا
وأخــبرت الكهــانُ أن حـدث الرشـد
ومــذ شـق روح اللّـه جبريـل صـدره
تقلـص بـرد الجـور وانتشـر القصـد
ألــم تقــهِ حــرّ الهجيــر غمامـةٌ
يـدور مـع الصـبيان وهـي لـه بنـد
ألــم تحمــه يــوم اللقــاء ملائك
فــوارس مــرد تحتهــا شــهب جـرد
بأيـــديهم بيـــض إذا مـــا تلألأت
يــذوب لهــا عـن كـل جارحـة جـرد
أتــاه بأوتــار حــبيب بـن مالـك
فقــال لــه مـا مـن قضـائكما بـد
فقــام أبــو جهـل ومـن ثـم غيـره
وقـال اشـهدوا ان تقض ليس لها جحد
ســطيحة كـانت كيـف كـانت فأصـبحت
قـد اشـتملت بالحسـن وهـو لها جلد
فهـل بهتوا إذ بادروا البدر نازلا
كمـا انقـضّ تعظيمـا لمـالكه العبد
وفـي ليلـة الإسـراء قـد بات يرتقي
إلـى أن بـدا للنجـم مـن دونـه صد
هـم الرسـل سادوا غيرهم وهو سادهم
ومـــا هـــو الأنيــق وهــمُ عقــد
لهــم قبلـه فـي الـدهر آي شـهيرة
ولكــن دويـن الشـمس أنجمهـا ردوا
معــاجزه تقــى مـدى الـدهر بعـده
ومــا بقيــت للرســل معجـزة بعـد
ولا هــي تحصــيها الصــحائف عــدّةً
ولــو كــان للأقلام فـي حصـرها جـد
لئن فاتنـا فـي الـدهر عيـن محمـد
فمــا فاتنـا فيـه التـذكر والـود
يــذكرني منــه الصــباح إذا بـدا
محيــا بهيــا فــوقه فــاحم جعـد
اتتبـــع منـــى زفــرةٌ أي عــبرة
كمـا ضـج خلف المزن إن تمطر الرعد
فجنــبي تجــافي عـن مضـاجعه أسـىً
ولا جــف جفنـي مـن هـواك ولا الخـد
حننــت وانــي فــي الخـواطر زائر
إذا مـا ثنـاي عـن زيارتـك البعـد
مــددت إليـك الكـف شـوقا وليتنـي
تصـافحني فـي النـوم كفـك والزنـد
أرى الشــعراء استحسـنوا بملـوكهم
فحســبهم عــرض انيلــوه والنقــد
فهــا أنــا أهـديها إليـك قصـيدة
لعلــك ترضــيني إذا ضـمني اللحـد
تعــاظمني صــفد الــذنوب وليتهـا
يفـك بهـا عـن جيـد ناظمهـا الصفد
ودنّــى فــإني منــك أرجـو تقربـا
بهــا يــوم تـبيض الوجـوه وتسـود
فـررت بهـا مـن كـل مـا أنـا كاره
إليــك فكـن حصـني إذا نـابني الإد
لقــد كنـت أنـوي فـي مـديحك نيـة
تقاصـر عنهـا الخطـو منـى والجهـد
عليــك صــلاة اللّــه مـا رن شـاعر
ومــا دام قمــرى علـى فنـن يشـدو
وثـم الرضـى عـن صـحبك الأنجم الالى
إلـى مجدهم قد ينتهي الجود والمجد
محمد بن عبد الرحمن الحسني.شاعر من أهل شنقيط، من شعراء الجيل الأول، صدر القرن الثاني عشر الهجري، وهو عم الشاعر ابن أحمد دام الحسني.