
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
برغــم العـوالي والمهنـدة البـترِ
دمــاءٌ أراقتهــا ســبيطية البحـرِ
ألا قــد جنـى بحـرُ البلاد و تـوبلي
علــي بمـا ضـاقت بـه سـاحة الـبرِّ
فويـلُ بنـي شـن بـنِ أقصى وما الذي
رمتـه بـه أيـدي الحـوادث مـن وترِ
دم لـن يُـرَق مـن عهـد نـوح ولاجـرى
علــى حــد نــابٍ للعــدوِّ ولا ظِفـرِ
تحــامته أطــراف القنــا وتعرضـت
لـه الحـوت يا بؤس الحوادثِ والدهرِ
لَعَمـرِ أبـي الأيـام إن بـاء صـرفها
بثـأر امـرئ مـن كـل صـالحة مـثري
فلا غــرور فالأيــام بيــن صـروفها
وبيـن ذوي الأخطـار حـرب إلى الحشرِ
ألا أبلــغ الحيّيــن بَكـرا وتغلبـا
فمـا الغـوث إلا عنـد تغلـبَ أو بكرٍ
أيُرضــيكما أنَّ امـرءاً مـن بينكمـا
وأي امــرئ للخيــر يــدعى وللشـرِّ
يــراق علـى غيـر الظـبى دم وجهـه
ويجـري علـى غيـر المثقفـة السـُّمرِ
وتنبـو نيـوب الليـث عنـه وينثنـي
أخـو الحـوت عنه دامي الأنف والثغرِ
ليفنـى امـرؤٌ مـن قصـتي عجبـا فمن
يُـرِد شَرحَ هذي الحال ينظر إلى شعري
أنـا الرجـل المشـهور مـا من محلة
مــن الأرض إلا قــد تخللهــا ذكـري
فـإن أمـسِ فـي قطـر من الأرض إنّ لي
بريـدَ اشـتهارٍ فـي مناكبهـا يسـري
تَعَلّـقَ بـي صـرف القضـاء ولـم تكـن
لتجـري صـروف الـدهر إلا علـى الحُرِّ
تــوجهت مــن مِــري ضــحى فكأنمـا
تـوجهت مـن مِـرّي إلـى العلقم المرِّ
تلجلجــتُ خــور القريــتين مُشـَمِّراً
وشـبلي معـي والمـاء في أول الجزرِ
فمـــا هـــو إلا أن فجئت بطـــافر
مـن الحـوت في وجهي ولا ضربة الفهرِ
لقــد شــق يُمنــى وجنــتيَّ بنطحـة
وقعـتُ بهـا دامـي المحيّا على قطري
فَخُيِّــل لــي أنّ الســموات أطبقــت
علـيّ وأبصـرتُ الكـواكب فـي الظهـرِ
وقمــت كهــديٍ نــدّ مـن يـد ذابـح
وقــد بلغــت سـكيّنه ثغـرة النحـرِ
يطـــوّحني نــزف الــدماء كــأنني
نزيـف طُلـىً مـالت بـه نشـوة الخمرِ
فمــن لامريــءٍ لايلبـس الوشـيَ غـدا
وراح موشـّى الجيـبِ بـالنُّقَطِ الحُمـرِ
ووافيـت بيـتي مـارآني امـرؤٌ ولـم
يَقُـل أوَ هـذا جـاء مـن ملتقى الكر
فهــا هـو قـد أبقـى بـوجهي علامـة
كما اعترضت في الطرس إعرابةُ الكَسرِ
فـإن يَمـحُ شـيئا مـن مُحيـاي إثرها
بمقـدار أخـذ المحو من صفحة البدرِ
فلا غــرو فــالبيض الرقـاق أدَلّهُـا
علـى العتـق مـالاحت بـه سـمة الأثر
وَقُــل بعـد هـذا للسـُّبَيطِيَةِ افخـري
علـى سـائر الشجعان بالفتكة البِكرِ
وقُـل للظبـا فيئي إليـك عـن الطُّلى
وللسـمر لا تهـززنَ يومـاً إلـى صـدرِ
ولـو هَـمَّ غيـر الحـوت بـي لَتَواثَبَت
رجـالٌ يخوضـون الحِمـامَ إلـى نصـري
فأمــا اذا مــاعز ذاك ولــم أكـن
لأدركَ ثـأري منـه مـا مـدّ فـي عمري
فلسـت بمـولى الشـعر إن لـم أزَجٌّـهُ
بكـل شـرود الـذكر أعـدى مـن العرِّ
أضـرّ علـى الأجفـان مـن حادث العما
وأبلـى علـى الآذان مـن عارض الوقرِ
يخـاف علـى مـن يركـب البحـر شرها
وليــس بمــأمون علـى يالـك البَـرِّ
جعفر بن محمد بن حسن الخطي البحراني العبدي العدناني، أبو البحر.شاعر الخط في عصره، من أهل البحرين، رحل إلى بلاد فارس، وأقام فيها إلى أن توفي.له (ديوان شعر) اشتهر في حياته. و(العبدي) نسبته إلى بني عبد القيس.