
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُـج بـالمطي علـى معـالم بـوري
بمحــلِّ لــذّاتي وربــع ســروري
وأطِـل بهـا عني الوقوفَ فما أرى
شــوقاً يحركنــي لهــا بقصــيرٍ
واســتنشِ رَيَّاهـا ففـي عَرَصـاتها
عنــد العبـور بهـنّ نشـرُ عـبيرِ
واسـتوص نشـر عبيرهـا بـي إنـه
قَمِــنٌ بنشــر عــبيريَ المقبـورِ
لـم تجعـل العـبراتُ خـدي مَعبراً
إلا علــى مَــرّي بهــا وعبــوري
لا أمطــــرت دِيَــــمُ بســـاحتي
إن لــم أحـلَّ بربعهـا الممطـورِ
هـل لـي إلـى تلك المنازل عودةٌ
تَهـدا بهـا نفسـي وفـرط زفيـري
فتكـفّ عـن فيـض الدموع فذا وذا
مَحَــوَا ســوادَي مقلـتي وضـميري
إن يُصــبِني ذكِـرُ الـديار فـإنه
لإنـــاث أصــبية بهــا وذكــورِ
وَجـدي الصـغير بهـا لأصغر صِبيتي
وكــبيرُ أشــواقي بهـا لكـبيري
وكريمـة الطرفيـن جُرَّ على التقى
والـدين فاضـلُ ذيلهـا المجـرورِ
ومهفهـــف زرت غلايلـــه علـــى
غصــن يميـل بـه النسـيمُ نضـيرِ
رشــأ جراحــاتي جبــار عنــده
أبــداً وكســري ليـس بـالمجبورِ
صـاحي الجـبين وإنـه لَيُريـك من
تحــت الخمـار شـمايلَ المخمـورِ
انـا أسـعد الثقلين إن ادناهمو
منّــي رواحــي نحــوهم وبكـوري
فأمــا وفتلاء المرافــق جســرة
تخــدي بمشــبوح الـذراع جسـورِ
إن يعــي عبـدي النجـار بكـوره
نهضـت فطـار بهـا جنـاح الكـورِ
يرمـي بهـا الميقـات غيـر مقصر
حــتى يتــم النســك بالتقصـيرِ
لأجُشـــِّمَنَّ الناجيـــات إليهمــو
والســفن قطــع مفــاوزٍ وبحـورِ
وَلألفِيَــنَّ بحــرِّ وجهــي نحــوهم
حريــن حــر جــوي وحــرّ هجيـرِ
فعسى ابتذال الصوت يفضي بي إلى
مــن صــين تحــت أكلـةٍ وسـتورِ
فـأبِيتُ قـد ألقيـت أعباء السرى
وأرحــت ظهــر مطيــتي وبعيـري
إن كـان ذاك فيـا سـعادةَ طالعي
ونجــاحَ آمــالي ويمــنَ طيـوري
إنــي إذا هـاب الزيـارة وامـقٌ
يــدلي يـدعوى فـي المجبـة زورِ
خـاطرتُ بـالنفس الخطيرة في هوى
ظــبيٍ كلفــت بــه هنـاك غريـرِ
إن عـاقني التفـتير عنه فلا رمى
قلــبي بســهمٍ ريــش بـالتغتيرِ
أو حـــار دون لقـــائه عزمــي
متِّعــت منــه بــالعيون الحـورِ
يــامن أســَيِّر كـلَّ يـومٍ نحـوهم
كتُــبي إذا أعيــى علـيّ مسـيري
وأقــول معتــذرا إذا ســَّيرتُها
لا يــترك الميســور بالمعســور
لا تحســبوها أنهــا كتبـت لكـم
بسـواد حـبري بـل سـواد نظيـري
مــن لايطيــق فـراق يـوم واحـد
لكُــم فكيــف يكـون بعـد شـهورِ
آهٍ وَقَـــلَّ علـــى أوالَ تــأوُّهي
فــإذا جُنِنـتُ بهـا فغيـر كـثيرِ
مــاكنت مبتاعــا أزقــة فـارس
بالفيــح مـن عرصـاتها والـدورِ
هيهــات ماشــيرازُ وافيـة بمـا
فـي تلـك لـي مـن نعمـة وحبـورِ
بلــد تعــادل صــيفه وشــتاؤه
فـي الطيـب للمقـرور والمحـرورِ
فَــوَقَت بــبرد حشاشـة المحـرورِ
عــدلا ودفــء مضــاجع المقـرورِ
يتكــأد الــرزقُ العبـادَ وإنـه
فيهــا علـى بـاغيِه غيـر عسـيرِ
ســـيّان عيشــة كــادح ومُرَفّــهٍ
فيهــا ونعمــة موســر وفقيــرِ
إن طََّبــقَ المَحــلُ البلادَ فأننـا
فــي روضــة مـن خصـبها وغـديرِ
إن أنـس لا أنـس الربيع بها وما
يجلــوه مــن نَــوّارهِ والنــورِ
روض يــرق علــى نــواجم زهـره
كالصــحف بيــن فواصــلِ وعشـورِ
يلقــي لمجتـاز النسـيم كرامـة
أنمــاط ديبــاج وفــرشَ حريــرِ
أملـى السـحابُ عليـه من إنشائه
فأتــاك بــالمنظوم والمنثــورِ
والمــاء منــه مطلــق ومقيــد
يلقــاك بالممــدود والمقصــورِ
يســتوقف الأســماع بيــن مـدفق
كرجيــع قهقهــة وبيــن خريــرِ
تتلــو بلابلــه عليــك وَوُرقُــهُ
أســفارَ إنجيــل وصــُحفِ زَبــورِ
إن بــثَّ ذاك عليــك أعلاق الأسـى
بصـــفيرِهِ ثنّـــاء ذا بهـــديرِ
حــتى تظــل بـذا وذا مسـتغنيا
أبــداً عـن المزمـار والطنبـورِ
فكانمــااطرح الغنــاء عليهمـا
قيــسٌ وقــد عنّــى بشـعر جريـرِ
لاشــيء أبهـج منظـراً مـن صـَحوهِ
والشــمس فيــه كـدارةِ البلّـورِ
ومــتى أغـام أراك خيمـة سـندس
غشــى ســماوتها دخــانُ بخــورِ
لا عيــب فيهـا غيـر أن حياضـها
شــرع لــوِردِ الكلـب والخنزيـرِ
هــي جنــة لـو ميـزت نعماؤهـا
مـــابين عبــدٍ مــؤمن وكَفُــورِ
هـذي مزاياهـا وكـم علقـت يـدي
فيهـــا بذمــة صــاحب وعشــيرِ
هـذا علـى سـري الأميـنُ وذاك إن
خـذل النصـير على الخطوب نصيري
ياجادهـا الهتـن الملـث وأصبحت
عرضــاً لمحلــول النطـاق غزيـرِ
وأقــرّ إخــواني بهـا وأبـاتني
معهــم بطـرف فـي الـدنوِّ قريـرِ
جعفر بن محمد بن حسن الخطي البحراني العبدي العدناني، أبو البحر.شاعر الخط في عصره، من أهل البحرين، رحل إلى بلاد فارس، وأقام فيها إلى أن توفي.له (ديوان شعر) اشتهر في حياته. و(العبدي) نسبته إلى بني عبد القيس.