
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خطــبٌ طرقــتُ بـه أمـرَّ طـروق
فـظٌّ الحلـول علـيّ غيـرُ شـفيق
فكأنمـا نـوب الزمـان محيطـه
بــي راصـدات لـي بكـل طريـق
حـتى مـتى تنحـي علـي صروفها
وتغصــني فجعاتهــا بــالريق
ذهبــت بكــل مصـاحب ومناسـب
وموافـــق ومرافـــق وصــديق
حــتى بـديك كنـت آلـف قربَـه
حسـن إلـي مـن الـديوك رشـيق
ألقـى عليـه الدهر منه كلكلاً
يفنـي الـورى ويشـت كـل فريق
ورمـاه منـه بجـد سـهم شـائك
لــذخائر المســتظهرين علـوق
غلبـت صروف الدهر فيه محالتي
إنـي لريـب الـدهر غيـر مطيق
حزنــي عليـه دائم مـا غـردت
وُرق الحمـام ضـحى بـذروة نيق
أربيـبَ منزلنـا ونشـوَ حجورنا
وغــذيَّ أيــدينا نـداء مشـوق
لهفي عليك أبا النذير لو أنه
دفـع المنايـا عنـك لهف شفيق
وعلـى شمائلك اللواتي ما نمت
حـتى ذوت مـن بعـد حسـن سموق
لمـا يفعـت وصـرت علـق مضـنّةٍ
ونشـأت نشـء المقبـل الموموق
وتكـاملت جمـل الجمال بأسرها
لــك مـن جليـل واضـح ودقيـق
وكسـيت كالطـاووس ريشـاً لامعاً
متلألئاً ذا رونــــق وبريـــق
مـن حمـرة فـي صـفرة في خضرة
تخييلهـا يغنـي عـن التحقيـق
عـرض يجـل عـن القيـاس وجوهر
لطفــت معـانيه عـن التـدقيق
وخطــرت ملتحفـاً ببُـردٍ حُبّـرتْ
منـه بـديعَ الوشـي كـفُّ أنيـق
كالجلنــارة أو صـفاء عقيقـة
أو لمـع نـار أو وميـض بـروق
أو قهــوة تختـال فـي بلـورة
بتــألق الــترويق والتصـفيق
وكــأن ســالفتيك تـبرٌ سـائلٌ
وعلـى المفـارق منك تاج عقيق
وكأن مجرى الصوت منك إذا نبت
وجفـت عـن الأسـماع بـحُّ حلـوق
نــايٌ دقيـقٌ نـاعم قرنـت بـه
نَغْــمٌ مؤلّفــةٌ مـن الموسـيقي
يزقـو ويصـفق بالجنـاح كمنتش
وصـلت يـداه النقـر بالتصفيق
ويمــس ممتطيـا لسـبع دجـائج
مثـل المهـاري احـدقت بفنيـق
فيميرنـا منهـن بيضـا دائمـا
رزقــا هنيئا ليـس بـالممحوق
فيــه بــدائع صـنعة ولطـائف
أتْقِــنَّ بالتهــذيب والتـدقيق
خلقـان مائيان ما اختلطا على
ســيل ومؤتلـف المـزاج رقيـق
صـنع يـدل علـى حقيقـة صـانع
للحلــق طـرا ليـس بـالمخلوق
فبياضــها ورقٌ وتــبرٌ مُحُّهــا
فــي حـق عـاج بُطِّنـتْ بـدبيقي
يعـدو علينـا مـن طهـاه بعجة
ويــروح بالمشــوي والمسـلوق
نعـمٌ لعمـرك لـو تـدوم هنيئة
هــل دام رزق لامرىــء مـرزوق
أبكـي إذا أبصـرت ربعك موحشا
بتحتــــن وتاســـف وشـــهيق
ويزيـدني جزعـاً لفقـدك صـادحٌ
فــي منــزل دان إلــيّ لصـيق
فـزع الفـؤاد وقـد زقا فكأنه
نــادى بــبين أو نعـيِّ شـقيق
فتأســفي أبـدا عليـك مواصـل
بســواد ليـل أو بيـاض شـروق
وإذا أفـاق ذوو المصائب سلوة
وتصــبروا أمسـيت غيـر مفيـق
صـبراً لفقدك لا قلىً لك بل كما
صــَبَرَ الأســيرُ لشــدة ومضـيق
لا تبعــدن وإن نـأت بـك نيـةٌ
فـي منـزل نـاء المحـلّ سـحيق
وسـقى عظامـك صـوب مـزن هاطل
غــدق رعـود فـي ثـراك بـروق
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي القرشي، أبو الفرج الأصبهاني.من أئمة الأدب، الأعلام في معرفة التاريخ والأنساب والسير والآثار واللغة والمغازي، ولد في أصبهان، ونشأ وتوفي ببغداد، قال الذهبي: (والعجب أنه أموي شيعي)، وكان يبعث بتصانيفه سراً إلى صاحب الأندلس الأموي فيأتيه إنعامه.من كتبه: (الأغاني- ط) واحد وعشرون جزءاً، لم يعمل في بابه مثله، جمعه في خمسين سنة، و(مقاتل الطالبيين- ط)، و(نسب بني عبد شمس)، و(القيان)، و(الإماء الشواعر)، و(أيام العرب) ذكر فيه 1700 يوم، و(التعديل والإنصاف) في مآثر العرب ومثالبها، و(جمهرة النسب)، و(الديارات)، و(مجرد الأغاني)، و(الحانات)، و(الخمارون والخمارات)، و(آداب الغرباء).