
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أي ليــل علىــالمحب أطـاله
سـائق الظعـن يـوم زمّ جماله
يزجر العيس طاوياً يقطع المه
مــه عســفاً سـهوله ورمـاله
أيهـا السـائق المجـد ترفـق
بالمطايـا فقد سئمن الرحاله
وأنخهـــا هنيهــة وارحهــا
قد براها فرط السرى والكلاله
لا تطـل سيرها العنيف فقد برّ
ح بالصـب فـي سـراها الإطاله
قـد تركتـم وراءكـم حلف وجد
نادبــاً فــي محلكـم اطلالـه
يسـال الربع عن ظباء المصلى
ما على الربع لو أجاب سؤاله
ومحــالٌّ مــن المحيـل جـواب
غيـر ان الوقـوف فيهـا غلاله
هــذه ســنة المحـبين يبكـو
ن علــى كـل منـزل لا محـاله
يـا ديار الأحباب لا زالت الأد
مـع فـي تـوب سـاحتيك مُذاله
وتمشــي النسـيم وهـو غليـلٌ
فـي مغانيـك سـاحباً أذيـاله
أيـن عيش لنا مضى فيك ما أس
رع عنـــا ذهــابه وزوالــه
حيـث وجـه الشـباب طلق نضير
والتصــابي غصــونه ميــاله
ولنـا فيـك طيـب اوقـات أنس
ليتنا في المنام نلقى مثاله
وبأرجــاء جـوِّك الرحـب سـرب
كـل عيـن تـراه تهـوى جماله
مـن فتـاة بديعة الحسن ترنو
مــن جفـون لحاظهـا مغتـاله
ورخيـم الـدلال حلـو المعاني
تتثنـــى أعطــافه مختــاله
ذو قـوام تـود كـل غصون الب
ان لـو أنهـا تحاكي اعتداله
وجهـه فـي الظلام بـدر تمـام
وعــذاراه حــوله كالهــاله
ظبيـة تبهـر العيـون جمـالاً
وغـزال تغـار منـه الغزالـه
يا خليلي إذا أتيت ربى الجذ
ع وعـــانيت روضــه وظلالــه
قـف بـه ناشداً فؤادي فلي ثمَّ
فــؤاد أخشــى عليــه ضـلاله
وبـأعلى الكثيب بيت أغض الط
رف عنـــه مهابـــة وجلالــه
كــل مــن جئتـه لأسـأل عنـه
أظهــر العـي غيـرة وتبـاله
أنــا أدرى بـه ولكـن صـونا
أتعـامى عنـه وأبـدي جهـاله
منـــزلٌ حقَّــه علــي قــديم
في زمان الصبا وعصر البطاله
يا عريب الحمى اعذروني فإني
مـا تجنيـت أرضـكم عـن ملاله
حــاش للَّـه غيـر أنّـي أخشـى
مـن عـدوٍّ يسيء فينا المقاله
فتــأخرت عنكــم قانعـاً مـن
طيفكم في المنام يهدي خياله
أتمنـى فـي النـوم زور خيالٍ
والأمــاني أطماعهــا قتَّـاله
يـا أهيـل النقـا وحق ليالي
الوصـل ما صبوتي عليكم ضلاله
لـي مـذ غبتـم عن العين نارٌ
ليــس تخبــو وادمـع هطَّـاله
فصـلونا ان شـئتمُ أو فصـُدّوا
لا عــدمناكم علـى كـل حـاله
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان البرمكيّ الإربليّ أبو العباس.مؤرخ حجة، وأديب ماهر، صاحب (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) وهو أشهر كتب التراجم ومن أحسنها ضبطاً وإحكاماً، ولد في إربل (بالقرب من الموصل على شاطئ دجلة الشرقي)، وانتقل إلى مصر فأقام فيها مدة، وتولى نيابة قضائها، وسافر إلى دمشق، فولاه الملك الظاهر قضاء الشام، وعزل بعد عشر سنين، فعاد إلى مصر فأقام سبع سنين، وردّ إلى قضاء الشام، ثم عزل عنه بعد مدة، وولي التدريس في كثير من مدارس دمشق، وتوفي فيها فدفن في سفح قاسيون، يتصل نسبه بالبرامكة.