
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـا غـادراً خـانت مواثيـق عهـده
لقـد جُرتَ في حكم الغرام على الصب
وأقصــيته مــن بعـد أنـس وصـحبة
ومــا هكـذا فعـل الأحبـة والصـحب
فللـــه أيـــام تقضـــَّت حميــدة
بقربـك واللـذات في المنزل الرحب
واذ أنـت فـي عينـي ألذّ من الكرى
واشـهى الى قلبي من البارد العذب
فلهفـي علـى ذاك الزمان الذي غدت
عليـه دمـوع العيـن دائمـة السكب
ومــذ صــرت ترضـيني بقـول تملـق
وتظهـر لـي سـلماً أشـد مـن الحرب
ثنيــتُ عنــاني عـن هـواك زهـادة
وإن كنت في أعلى المراتب من قلبي
لأنــي رأيـتُ القلـب عبـدك طائعـاً
تعــذبه كيــف اشــتهيت بلا ذنــب
ولـم تحفـظ الـودّ الـذي هو بيننا
ولـم تـرع اسـباب المـودة والحـب
ولا أنـت فـي قيـد المحـب اذا غدا
تقلبــه الأشـواق جنبـاً الـى جنـب
ولا أنــت ممــن يرعــوي لمقـالتي
فاشــفي قلــبي بالشـكية والعتـب
ولا رمــتُ منـك القـرب إلا جفـوتني
وابعـدتني حـتى يئسـت مـن القـرب
واصــغيت للواشــي وصــدَّقت قـوله
وضـيعت مـا بينـي وبينـك بالكـذب
فلـم يبـق لـي واللـه فيـك إرادة
كفـاني الـذي قاسـيته فيك من عجب
ولا لـي فـي حبيـك مـا عشـتُ رغبـةٌ
أبـى الله أن تسبي فؤادي أو تصبي
ومن ذا الذي يقوى على حمل بعض ما
تجرعتـه بالـذل مـن خلقـك الصـعب
فلا تـرجُ منـي بعـد ذا حُسـن صـحبة
فحسـبي سـلواً بعـض مـا قلته حسبي
فلا تعتبنــي قــد قطعــت مطـامعي
وخففـت حـتى فـي الرسـائل والكتب
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان البرمكيّ الإربليّ أبو العباس.مؤرخ حجة، وأديب ماهر، صاحب (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) وهو أشهر كتب التراجم ومن أحسنها ضبطاً وإحكاماً، ولد في إربل (بالقرب من الموصل على شاطئ دجلة الشرقي)، وانتقل إلى مصر فأقام فيها مدة، وتولى نيابة قضائها، وسافر إلى دمشق، فولاه الملك الظاهر قضاء الشام، وعزل بعد عشر سنين، فعاد إلى مصر فأقام سبع سنين، وردّ إلى قضاء الشام، ثم عزل عنه بعد مدة، وولي التدريس في كثير من مدارس دمشق، وتوفي فيها فدفن في سفح قاسيون، يتصل نسبه بالبرامكة.