
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رب أدعـوك بالمختـار مـن قدم
فاســمح بفاتحـة الاحسـان والكـرم
آيـات أحمـد لاحـت فـالأولى صـرفوا
عنهـا فهـم بقـر مـن جملـة النعم
و آل عمـران سـادوا الكائنـات به
رجــالهم والنسـا فـازوا بفخرهـم
قـد مـد بالفضـل والاكـرام مـائدة
لنـا ولـم تحـرم الانعـام مـن نعم
مهمـا تمـاديت فـي الاعراف لي طمع
وحســن ظــن بـذخري كاشـف الغمـم
كمنـا ابحـت لـه الانفـال نحـن به
نرجو البراءة من سيل الردى العرم
لــو ضـل يـونس عـن زخـار نـائله
لظــل للبعــث فـي أحشـاء ملتقـم
هــاد بـه قـد نجـا هـود واسـرته
مــن مهلـك حـل فـي عـاد وحزبهـم
ونـال يوسـف منـه الحسـن فارتفعت
عليـاه في مصر واستعلت على الهرم
ايــديه ســحب بلا رعـد تسـح لنـا
بهـا نجـا الـبر ابراهيـم من ضرم
بنيــان حجـر الهـدى سـامٍ بـامته
والنحــل يرشـف منـه حلـو صـوتهم
حصــنته ليلـة الاسـرا فكـان لنـا
كهفـا يقينـا نـزول الحادث العمم
عيسـى بـن مريـم أنبَـا حال دعوته
بــان طــه امــام الرســل كلهـم
ونــوهت عنـه كتـب الأنبيـاء كمـا
بالحــج امتــه سـادت علـى الامـم
المؤمنــون رأوه نــورهم فهــدوا
مــن فـرق فرقـانه للمنهـج الامـم
قـد غـادر الشـعرا كالنمـل هائمة
اذ جـاء فـي قصـص تنبيـك عـن ارم
ويــوم هـاجر حـاك العنكبـوت لـه
بيتـا علـى باب غار المجد والكرم
بالسـيف داوى رؤوس الـروم منصلتا
ونــال لقمـان عنـه حكمـة الحكـم
بســجدة هــزم الاحـزاب يـوم سـبا
كبــارهم فــاطرا اكبــاد عزمهـم
مـا آب باليـأس مـن ياسين ذو امل
صـافات احسـانه فـاقت علـى الديم
بهـديه للهـدى كـم صـاد مـن زمـر
وغــافر الـذنب وفـىّ طـول اجرهـم
كــم منـه فصـلت الشـورى باسـرته
وزخــرف القــول ولـى شـر منهـزم
دخــان ذنـبي اعمـاني علـى كـبري
والنفـس جاثيـة فـي سـاحة الهـرم
احقـاف دجرمـي ق انهـالت علي وما
قاتلتهــا بقتـال الـدمع والسـدم
هـل عيـن قلـبي بفتـح تنجلي وبها
اعــود مــن حجـرات الاثـم للنـدم
وهـل ارقـي بقـاف الـذاريات الـى
طـور التجلـي ونجـم العزم والهمم
واجتلــى قمــر الرحمــن مــدكراً
حلــول واقعــة التعـذيب بـالنعم
حديــد قلــبي اقســته مجــادلتي
فهــل بحشــري اكفّـى زلـة القـدم
جيــوش ممتحنـات الحـر قـد هجمـت
صــفا علــي فكــانت شــر مقتحـم
لكــن بجمعــة حــبي عنـي انهـزم
المنـافقون الاولـى ضـلوا ببغيهـم
يـوم التغـابن مـدح المصطفى سندي
اروم فيــه طلاقـي مـن عنـا جرمـي
تحريـم جسـمي علـى نار الجحيم به
اذ مهجـتي ملكـه عـدت مـن القـدم
قـد اعربـت نـون عـن اخلاق حضـرته
وآخـر الحاقـة اسـئلها عـن الشيم
مـن ذي المعارج قد رام النجاة به
نـوح فانقـذه فـي الفلـك مـن عرم
والجــن آمــن بالمزمــل الحــزم
المـدثر الحـزر والمنجى من العدم
زيـن القيامـة انسـان العيون ومن
تجـري بـه مرسـلات العلـم كالـديم
تغـدو عـداه كمـا قـد جاء بالنبا
العظيـم فـي نازعات البؤس والنقم
اجعلــه يأخــذ ايـدينا اذا عبـس
الوجـوه او شـاهدوا تكـوير شمسهم
منــه انفطــار قلـوب طففـت وبـه
بـدا انشـقاق سـما التوحيـد للامم
ذات الـبروج بـه قـد شـرفت وسـمت
اذ كـان طارقهـا بـالروح والحشـم
ســرى الـى حضـرة الاعلـى بغاشـية
وعـاد والفجـر لـم يفلـق ولم يشم
سـناه فـي بلـد البيت العتيق غدا
كالشمس يزرى ببدر الليل في العتم
آيـات فرقـانه مثـل الضـحى ظهـرت
فيهـا انشـراح لصدر الحاذق الفهم
كــالتين تعلــق بـالاذواق مـدحته
اقـرأ فرائدهـا يـا صـاح واغتنـم
لقـدره لـم يكـن في الكون من شبه
كـم زلزلـت فيـه دعـوى مبطـل خصم
بالعاديـــات تغشـــاهم وقارعــة
دعـت تكـاثرهم فـي الحـرب للعـدم
فـي عصـر مولـده بيـت الضـلال خوى
والويـل اهمز أهل الفيل في الحرم
مــدت قريــش بـه مـاعون كوثرهـا
علـى الوجـود فـأروت منـه كل ظمي
والكــافرون ســقاهم كـاس عاديـة
بنصــر مــولى شـد البطـش منتقـم
تبــت يــداهم اذ الاخلاص فــارقهم
لفــالق فلــق الاصــباح مـن ظلـم
عـوذت نفسـي بـرب النـاس يوم غدا
مديـح خيـر الـورى ركنـي وملتزمي
عثمـان نـاداك يـا مختار خذ بيدي
يـوم الجـزا حيـن اخشى زلة القدم
ووالـــديّ واحبـــابي وجيرتنـــا
واسـرة الـدين مـن عـرب ومـن عجم
صـلى عليـك الـه العـرش مـا طلعت
شـمس ومـا فـاهت المـداح فـي كلم
والرسـل والآل والأصـحاب مـا تليـت
يـا رب ادعـوك بالمختـار مـن قدم
عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي، المنسوب إلى بيت الطحان، الموصلي المولوي.قارئ، عالم بفنون الموسيقى، له شعر حسن، ولد في الموصل، وكف بصره صغيراً، وانتقل إلى بغداد، وزار دمشق والقسطنطينية ومصر، وحج وعاد إلى بغداد، فتوفي فيها.كان يجيد القراءات العشر، وأصدر في مصر مجلة سماها (المعارف) لم تطل حياتها، وكانت له مواقف وطنية محمودة في الثورة العراقية، شعراً وخطابة، وكان يجيد الضرب على العود والعزف ببعض آلات الطرب، واللعب بالشطرنج.له (الأبكار الحسان في مدح سيد الأكوان- ط)، و(تخميس لامية البوصيري- ط)، و(مجموعة سعادة الدارين- ط)، و(المراثي الموصلية- ط).