
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رقّ لمـا هـواكِ عقلـي فما يق
در إلا علــى رقيـق المعـاني
لا تلمنـي فليـس ذلـك مـن أم
ري ولا مــن بـدائعي وبيـاني
غيـر أنـي شاهدت حسنك في مر
آة فكـري فتـاة فيـه لسـاني
أنـت كـل الحسان يا من أكنّي
عنـه بين الورى ببعض الحسان
لا شـفا اللـه من هواك فؤادي
إن تمنـى الشـفا ولو بعد آن
إنمـا السقم فيك نعمتك الظا
هــر آثارهــا علـى الأبـدان
أولـم تطـرب الجـوارح بـالآ
لام وجــداً كــأنهن الأمــاني
ســمعت رنــة الأنيـن بألحـا
ن فمـا شـاقها سـماع الأغاني
وإذا مـا جـرى حديث اللقاتر
قـص فيـه القلـوب بالخفقـان
أولا ترقـص القلـوب علـى غـص
نــك والقلـب طـائر الأغصـان
وملأت الجفـون منـك فمـا فـا
ز الكـرى مـن وصـالها بمكان
أنكـرت منذ رأتك معرفة النو
م كمــا أنكـرت لحسـنك ثـان
علــم اللـه أن غيـرك لا يـج
ري بقلـبي ولـو جـرى بلساني
أنـت روحـي وراحـتي وحيـاتي
ووجـــودي ومســعي وعيــاني
أجتلـي يقظـةً خيالك هل تعلم
طيفـــاً ألـــمّ باليقظـــان
هـذه رؤيـة القلوب فهل تسمح
يومـــاً برؤيـــة الأعيـــان
أنـا مـن حبـك الغنـي ولكني
فقيـــر لحســـنك الفتـــان
عـد ولو بالمحال عبدك واسمح
بـــورود الســراب للظمــآن
زاد شـوقي لنقـص صـبري فهـل
مـا زاد جـبر لـذلك النقصان
كيـف أخلـو ولـو بطيـف خيال
ورقيـب السـهاد فـي الأجفـان
وجـرت أدمعـي ببحريـن من ذو
ب فــؤادي ومـن دم الجثمـان
ثـمَّ رقت من بعد ما غرق النو
م وأرســت ســفينة الأشــجان
واعتدى عاذلي وجار وهل يطفأ
نـــور اليقيــن بالبهتــان
مـا صـفا قلبـه مـن الحب لا
ولــه نســبة إلـى الصـفوان
لا تلمـه فهل يرى الشمس أعمى
أو يميـــل الأصــم للألحــان
كيـف أسـلو من حبه قوت روحي
رحـم اللـه في الهوى سلواني
ملـك نـال فـي النفوس نفوذاً
يتمنـــاه كـــل ذي ســلطان
خضـعت دولـة القلـوب لرؤيـا
ه وجـــاءت لعـــزّه بهــوان
أسـر الـروح والنهـى بصـفات
أبــدعت خلقهـا يـد الرحمـن
وجهـه مـن شـقائق البدر لكن
خــدّه مــن شـقائق النعمـان
وجنـى الجنـتين مـن وجنـتيه
يــانع غيــر أنـه غيـر دان
جنَّــة تثمـر الأمـاني ولا تـج
نـى بغير الجفون تلك الأماني
هــذه جنـة المحاسـن لـو أل
قـى لـديها ما قدمته اليدان
هــذه كعبــة اللطـائف لكـنّ
طــوافي بهــا مــن الإيمـان
وادَّعى الناس أن في ركنها خا
ل ولكــن دعـوى بغيـر بيـان
إنمــا لاح مــن لطافتهـا إن
سان عين الراءين عند العيان
الأمـان الأمـان مـن سود ألحا
ظ تقـود النهـى بغيـر عنـان
تــدّعي أنهــا ســكارى ومـا
ظنّـك بالسـهم في يد السكران
ليتهـا تجـبر الفـؤاد بكسـر
وتحيـــي برفعهــا أحيــاني
وشــفاء الفـؤاد رشـف شـفاه
قـوت روحي ياقوتها المرجاني
فتأمَّــل ثغرالمحاسـن واحـذر
عسـكر الـدر في ثغور الجمان
لا تقـــص ريقــه بــراح ولا
تعـدل بريـاء نفحـة الريحان
لـم يفـز من لقاه قلبي بسهم
ولــه مــن لحــاظه ســهمان
مـتّ وجـداً بـه فمـن لي بأجر
وقتيــل الهــوى لـه أجـران
مصطفى بن محمد بن إبراهيم بن زكري الطرابلسي.شاعر أديب، من أهل طرابلس الغرب.له (ديوان شعر - ط)، و(نزهة الألباب - ط) مع الديوان، وهو أرجوزة في نظم قواعد (الشافية) لابن الحاجب، في الصرف.