
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل الهَجـر إلا أن يطـولَ التجَنّبُ
ويبعـد مـن قـد كان منهُ التقرّب
وتُقطَــع رســلٌ بينَنــا ورسـائلٌ
ويمنَــعَ لقيانــا نــوى وتحَجّـبُ
ولَــو أنّنــي أدري لنَفسـي زلّـةً
جعلـتُ لكـم عـذراً ولـم أكُ أعتِبُ
ولكِنّكــم لمّــا مللتُــم هجرتُـمُ
وذنّبتُـم فـي الحـبّ من ليسَ يُذنِبُ
إلـى اللّـه أشـكو غدرَكُم وملالكُم
وقلبــاً لـه ذاكَ التعَـذّب يعـذُبُ
فلــو أنّــه يجزيكُــم بفعـالكُم
لكــان لـه عنكـم مـراد ومـذهب
ولكــن أبـى أن لا يحـنّ لغيركُـم
لكــان لـه عنكُـم مـرادٌ ومـذهبُ
ولكــن أبـي أن لا يحـنّ لغيركـم
وأن لا يرى عنكم مدى الدهر مذهبِ
فهَلّا رعيتُــم أنّــه فــي ذراكـمُ
غريـبٌ وليـس المـوت إلا التغـرب
لزمتــكَ لمّـا أن رأيتـك كـاملاً
جمـــالاً وإجمـــالاً وذاكَ يحبّــبُ
وإنّـي لأخشـى أن يطـولَ اشـتِكاؤُهُ
لمـن إن أتـى مكـراً فليـسَ يثرّبُ
فلــم أســع إلا لارتيـاحٍ وراحـة
وغيــري وقـد أواه غيـرك يتعَـبُ
فــأنت الـذي آويتنـي ورحمتَنـي
وذو الرحـم الـدنيا لناريَ يحطبُ
فمـا مـرّ يـومٌ لا يـدير مصـيبةً
عليــك وبالتــدبير منـك يخيّـبُ
وهبـه ثبوتـاً لا يحيـل أما ترى
مجـرّ حبـال فـي الحجـارةِ يرسـُبُ
وهبـهُ لـه سـدا فكـم أنـت حاضرٌ
أحـاذرُ خرقـا منـه أن يتسـبّبوا
ومـا إن أرى إلا الفـرار مخلّصـاً
وما راغِبٌ في الضيم من عنهُ يرغَبُ
فـأنه إلـى الأمـر العلـي شكِيّتي
وأنّ خطــوب الـدهر نحـويَ تخطُـبُ
ولا تطمعـوني في الذي لستُ نائلاً
فلا أنــا عرقـوبٌ ولا أنـا أشـعَبُ
ألا فلتمُنّــوا بالســراح فــإنّهُ
لراحـةُ مـن يشـقى لـديكُم وينصَبُ
سـلوا الكاس عنّي إذ تدار فإنّني
لأترُكمــا همّــا ودمعــيَ أشــرَبُ
ولا أســمَعُ الألحـانَ حيـنَ تعزّنـي
ولـو كـان نوحا كنتُ أصغى وأطرَبُ
فــدَيتكُمُ كـم ذا أهـونُ بأرضـكُم
أهـــذا جــزاءٌ للّــذي يتغَــرّبُ
أبخـلٌ علـيّ مـا سـوايَ يصـيخُ لي
فهـل لـيَ ممّـا كـدّرَ العيشَ مهرَبٌ
تقَلّــص عنّـي كـلّ ظـلّ ولـم أجـد
كمـا كنـتُ ألغـي مـن أودّ وأصحَبُ
أذو طمـع فـي العيش يبقى وحولَهُ
مـدى الـدهر أفعى لا تزالُ وعقرَبُ
أجزنــيَ أنجــو بـالفرارِ فـإنّهُ
وحقــكَ مـن نعمـاي عنـديَ يحسـَبُ
فلازلـت يـا خيـر الكـرام مهنّـأً
فعيشـيَ منـه المـوتُ أشهى وأطيب
وصـانكَ مـن قـد صنت في حقّهِ دمي
وغيـرُيَ مـن ثـوبِ المـروءةِ يُسلَبُ
علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد، العنسي المدلجي، أبو الحسن، نور الدين، من ذرية عمار بن ياسر.مؤرخ أندلسي، من الشعراء، العلماء بالأدب، ولد بقلعة يحصب، قرب غرناطة، ونشأ واشتهر بغرناطة، وقام برحلة طويلة زار بها مصر والعراق والشام، وتوفي بتونس، وقيل: في دمشق.من تأليفه: (المشرق في حلى المشرق)، وهو من تصنيف جماعة آخرهم ابن سعيد، و(المرقصات والمطربات - ط) في الأدب، و(الغصون اليانعة في محاسن شعراء المئة السابعة - ط)، و(الأدب الغض)، و(ريحانة الأدب)، و(المقتطف من أزاهر الطرف - خ)، و(الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد) تاريخ بيته وبلده، و(ديوان شعره)، و(النفحة المسكية في الرحلة المكية)، و(عدة المستنجز) رحلة، و(نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب - خ)، و(وصف الكون - خ)، و(بسط الأرض - خ) كلاهما في الجغرافية، و(القدح المعلي - خ) في تراجم بعض شعراء الأندلس، و(رايات المبرزين - ط) انتقاه من (المغرب)، وأخباره كثيرة وشعره رقيق جزل.