
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــرُبَ المــزارُ ولا زمـان يسـعدُ
كــم ذا أقــرب مـا أراه يبعـدُ
وارحمـــة لمُتَيّـــم ذي غربـــةٍ
ومــعَ التغـرّب فـاته مـا يقصـد
قـد سار من أقصى المغارب قاصداً
مــن لـذّ فيـه مسـيرهُ إذ يجهـدُ
فلكــم بحـار مـع قفـار جبتهـا
تلقـى بهـا الصمصـام ذعراً يُرعَدُ
كابــدتها عربـاً ورومـاً ليتَنـي
إذا جـزتُ صـعبَ صـراطها لا أطـرَدُ
يــا ســائرين ليــثرب بلغتُــم
قـد عـاقني عنهـا الزمان الأنكَدُ
أعلمتــمُ أن طــرتُ دون محلّهــا
سـبقا وهـا أنـا إذ تداني مقعَدُ
يـا عـاذلي فيمـا أكابـد قلّ في
مــا أبتغيــه صــبابةٌ وتســهّد
لــم تلـق مـا لقيتـهُ فعـذلتني
لا يعـــذرُ المشــتاق إلا مكمــدُ
لـو كنـت تعلـم مـا أروم دنـوّهُ
مـا كنـت فـي هـذا الغرامِ تفنّدُ
لا طــاب عيشـي أو أحـلّ بطيبـةٍ
أفُــقٌ بــه خيــر الأنـام محمّـدُ
صــلّى عليــه مـن بـراهُ خيـرةً
مـن خلقـه فهـوَ الجميـعُ المفردُ
يـا ليتنـي بلغـتُ لثـمَ ترابـهِ
فيـزادَ سـعدا مـن بنُعمـى يسـعَدُ
فهُنــاكَ لـو أعطـى منـايَ محلّـةٌ
مـن دونهـا حـلّ السـها والفرقَدُ
عينـي شـكت رمـداً وأنـت شفاؤُها
مـن دائهـا ذاك الـثرى لا الإثمد
يـا خيـر خلق اللّه مهما غبتُ عن
عليــا مشــاهدها فقلــب يشـهَدُ
مـا باختيـار القلـب يتركَ جسمَهُ
غيــر الزمـان لـهُ بـذلك تشـهدُ
يـا جنّـة الخلد التي قد جئتُها
مــن دون بابــك للجحيـم توقّـد
صــرمَ التواصــلُ ذبّـل وصـوارمٌ
مــا للجليـد علـى تقحّمِهـا يـدُ
فلَئن حرمــتُ بلــوغ مـا أمّلتـهُ
فلَــدَيّ ذكــرى لا تــزالُ تــرَدّدُ
فلتنعشـوا منّـي الـذماء بـذكرهِ
مـا دمـت عـن تلكَ المعالمِ أبعدُ
لــولاهُ مـا بقيـت حيـاتي سـاعةً
هـوَ لـي إذا مـتّ اشـتياقاً مولدُ
ذكـرٌ يليـه مـن الثنـاء سـحائب
أبــداً علـى مـرّ الزمـان يجـدّدُ
مـن ذا الـذي نرجوه لليوم الذي
يقصـى الظمـاء به ويحمى المورِدُ
يـا لهـف مـن وافى هناكَ وما له
مــن حبّــه ذخــرٌ بــهِ يــتزّوّدُ
مــا أرتجــي عملا ولكـن أرتجـي
ثِقَــتي بــه ولحَسـبُ مـن يـتزَوّد
مــا صــحّ إيمــان خلا مـن حبّـه
أيلا ريــــاش يســـتعدّ مهنّـــدُ
عــن ذكــرهِ لا حلـتُ عنـه لحظـة
ومــديحَهُ فــي كــلّ حفـلٍ أسـرُدُ
يـا مادحـاً يبغـي ثوابـاً زائلاً
فثـواب صـدحي فـي الجنـانِ أخلّدُ
لـولا رسـولُ اللّـه لم ندرِ الهدى
وبـهِ غـدا نرجـو النجـاة ونسعَدُ
يـا رحمـةً للعـالمين بعثتَ والد
دُنيـا بجُنـح الكفـر ليـلٌ أربـدُ
أطلعـت صـبحا سـاطعا فهـديتَ لل
إيمــان إلا مــن يحيــدُ ويجحَـدُ
لــم تخـش فـي مـولاكَ لومـةَ لائم
حـتى أقَـرّ بـه الكفـورُ الملحـدُ
ونصـرتَ ديـن اللّـه غيـرَ محـاذرٍ
ودعوتَ في الأخرى الألى قد اصعدوا
ولقيــتَ مـن حـرب الأعـادي شـدّةً
لــو كابـدوها سـاعةً لتبَـدّدوا
أيّــان لا أحــدٌ عليهــم عاضــِدٌ
إلا الإلــهُ ولـم يخُـن مـن يعضـدُ
فحمـاكَ بالغـار الذي هو من أدل
ل المعجــزات وخـاب مـن يترصـّد
ووفـاك مـن سـمّ الـذراع بلطفـهِ
كيمـا يغـاظ بـك العـدى والحسّدُ
والجـذع حـنّ إليك والماء انهمى
مـا بيـن خمسـك والصـحابةُ شـُهّدُ
والـذئب انطـق للـذي أضـحى بـه
يهـدى إلـى سـبل النجـاح ويرشدُ
وبلَيلـةِ الإسـرا حبـاكَ وسـمّى ال
صــديق مـن أضـحى لقولـك يسـعَدُ
وحبـاك بالخلقِ العظيم ومعجزِ ال
كلـم الـذي يهـدي بـه إذ يـوردُ
وبُعِثــتَ بـالقرآن غيـرَ معـارضٍ
فيــه وأمســى مـن نحـاهُ يعـرّدُ
فتــوالتِ الأحقــابُ وهــو مبَـرّأٌ
مــن أن يكـونَ لـه مثـالٌ يوجـد
ولكــم بليـغ جـال فصـل خطـابهِ
والسـرجُ فـي ضـوء الغزالة تهمدُ
زويَـت لـك الأرض الـتي لا زال حت
تـى الحشـر ربّـكَ في ذراها يعبَدُ
ونصـرت بـالرعب الـذي لمـا يزل
يـترى كـأن مـا عيـن شخصكَ تفقَدُ
فمـتى تعـرّض طـاعنٌ أو حـاد عـن
حــرم الهدايـة فالحسـام مجـرّد
يـا مـن تخيّـر مـن ذؤابـة هاشم
نعـم الفخـار لهـا ونعم المحتِدُ
لسـناكَ حيـن بـدا بـآدم أقبلـت
رعيـــا لأخــراه الملائك تســجدُ
لـم أسـتطع حصـرا لمـا أعطيتـهُ
فــذكرت بعضـا واعتـذاري منشـد
مــاذا أقـول إذا وصـفتُ محمّـدا
نفـــدَ الكلام ووصــفهُ لا ينفَــدُ
فعليـكَ يـا خيـر الخلائقَ كلّهـا
منّــي التحيّـة والسـلامُ السـرمَدُ
علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد، العنسي المدلجي، أبو الحسن، نور الدين، من ذرية عمار بن ياسر.مؤرخ أندلسي، من الشعراء، العلماء بالأدب، ولد بقلعة يحصب، قرب غرناطة، ونشأ واشتهر بغرناطة، وقام برحلة طويلة زار بها مصر والعراق والشام، وتوفي بتونس، وقيل: في دمشق.من تأليفه: (المشرق في حلى المشرق)، وهو من تصنيف جماعة آخرهم ابن سعيد، و(المرقصات والمطربات - ط) في الأدب، و(الغصون اليانعة في محاسن شعراء المئة السابعة - ط)، و(الأدب الغض)، و(ريحانة الأدب)، و(المقتطف من أزاهر الطرف - خ)، و(الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد) تاريخ بيته وبلده، و(ديوان شعره)، و(النفحة المسكية في الرحلة المكية)، و(عدة المستنجز) رحلة، و(نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب - خ)، و(وصف الكون - خ)، و(بسط الأرض - خ) كلاهما في الجغرافية، و(القدح المعلي - خ) في تراجم بعض شعراء الأندلس، و(رايات المبرزين - ط) انتقاه من (المغرب)، وأخباره كثيرة وشعره رقيق جزل.