
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنـيّ امـرؤ خَلصـَتْ قريـشٌ مَوْلِـدِي
فحللــتُ بيـن سـِمَاكها والفَرْقـدِ
ضـَمِنَتْ علـىّ لهُـمْ قرابَـةُ بَيْنِنـا
حُسـْنَ الثنـاءِ عليهِـمُ في المَشْهَدِ
تُــدْعَى قريــشٌ قبـل كـلِّ قبيلـةٍ
فــي بيــت مَرْحَمــةٍ ومُلْـكٍ أيِّـدِ
بيــتٌ تقــدَّمه النــبيُّ ورهطُــهُ
مُتَعَطَّفيــن علــى النــبيّ محّمـدِ
فـإذا تنـازعتِ القبـائِلُ مَجْـدَهَا
وتطــاولَ الأحسـابُ بَعْـد المَحْتِـدِ
وتواشــَجُوا نسـَباً إلـى آبـائِهم
قَبــضَ الأصـابعَ رَاحتَاهَـا باليَـدِ
نســجتْ علــى سـَدِاءَها ولِحَامَهـا
أســدٌ وقــال زعيمُهــا لا تَبْعَـدِ
وحللـتُ حيـثُ أحـبُّ مـن أنسـابها
بيــن الزُّبيـر وبيـن آلِ الأسـودِ
فـي مُلْتقَـى أسـَدٍ علـى أحسـابها
فــي بــاذِخٍ دُون السـماءِ مُمَـرَّدِ
فــإذا يَقُـوم خطيـبُ قـومٍ منهُـمُ
يُثْنـىِ بمكرُمَـةٍ أقـول لَـهُ اعـدُدِ
قـد شـاركتْ أسـدٌ علـى أحسـابها
أهــلَ الحفـائِظ منكُـمُ والسـُّؤدُدِ
وإذا تُعَـــدُّ لهاشـــمٍ أيّامُهــا
تُعْــرَفْ فضــائلُ هاشــم لا تُجْحَـدِ
آلُ النــبيّ لهُـمْ إمامـةُ دِيننـا
وصــِيامُنَا وصـَلاتُنَا فـي المسـجِدِ
فنَمُـتُّ بـالرَّحِم القريبـة بينَنَـا
ثــدْىٌ علـى الأدَنْيـنَ غيـرُ مُجَـدَّدِ
بصــَفِيَّةَ الغَــرَّاءِ عَمَّــةِ أحمــدٍ
وعَقيلــةِ النِّسـْوانِ بِنـتِ خُوَيْلـدِ
فتنــازعوا نسـَباً يكـون شـبيهَهُ
عَلَـمُ الهُـدَى وهِدايـةُ المُسترشـِدِ
وإذا تَعُــدُّ بنُــو أميّـة فَضـْلَها
وحُلُومهــا رَجَعــت بقيَّــةَ صـِنْدِدِ
وعلـتْ علُـوَّ الشـمسِ فـي غُلَوائِها
حيـن اسـتقلّ علـى دِمَـاغ الأصـيدِ
فــترى أمَيَّــةُ أنَّنَــا أكفَاؤهـا
إذ لا يكــونُ كفِيُّهَــا بالقُعْــدُدِ
بنـتُ الأميـنِ وصـِهْرُ أحمَـدَ مِنْهـمُ
تُهْـدَى ظَعِينتُهـا إلينَـا عـنْ يَـدِ
وشــَجَتْ أميَّــةُ بيننَـا أرحامَهـا
فســـَلكْنَ بيــن مُصــَوِّبٍ ومُصــعِّدِ
وبلغْـــنَ مطَّلِبــاً ودُرْنَ بنوْفَــلٍ
حـتى اشـتَجرْنَ به اشتِجار الفَرْقَدِ
وأتَيْـنَ عبـد الـدارِ بين بُيُوتها
حيـثُ اسـتقرَّ بهـا طِنـابُ المُوتِدِ
وورثـنَ عبـدَ قُصـَيّ مـن ميراثهـم
مـن حيـثُ ورَّثَ يَخْلُـد أبنـه أعبُدِ
وإذا تغطْمَـطَ بَحْـرُ زُهْـرَة فارْتَمَى
بـالموجِ مُطّـردَ العُبـابِ المُزْبِـدِ
يــدعُون عبـدَ منـافَ فـي حـافتِهِ
وإذا يُصــَاحُ بحــارثٍ لـم يقعُـدِ
يتناســخونَ أثيِــلَ مجْــدٍ قـادِمٍ
وحــديثَ مَجْــدٍ ليــسَ بـالمُتردِّدِ
فــدعوتُ هَالـةَ فاتَّخـذتُ خيـارَهُمْ
نســباً وقلـت لمـن يُقاسـمُنِي زِدِ
وتناضــلَتْ تَيْــمٌ علـى أحْسـَابهِا
فأخــذْت أكرمَهُــمْ برغـم الحُسـَّدِ
مـن حيـث شـئتُ أتيتُهُـمْ من ههُنا
وهنـاك عَـوْدَ بَـدٍ وإن لـم أبتَدىِ
أدعـو برَيْطَـةَ إن دَعَـوْتُ ودوُنهـا
بنـت المصـدّق بـالنبيّ المُهْتَـدىِ
وتَطــاولتْ مخــزومُ حتَّـى أشـرفتْ
للنــاس مــن مُتغــوِّرٍ أو مُنْجِـدِ
يتـــأمَّلون وُجــوهَ غُــرٍ ســادةٍ
وَرِثـوا المكـارمَ سـيِّداً عـن سَيِّدِ
فـي مُنْتهـى الشَّرَف الذي ما فوقَهُ
شـــرَفٌ وليــس أثِيلُــهُ بمُوَلّــدِ
فــدعَوْتُ عِمرانـاً أبـاً فأجـابني
نَسـَباً وشـَجْتُ إليـه غيـر المُسْنَدِ
وإذا عَــدِيٌّ خــاطرتْ فــي مَشـْهدٍ
طَمَّــت غَوَاربُهــا وإن لـم تَحْشـِدِ
فــأتيتُ أســأَلهُم لمُــرَّةَ حَظَّهـا
مــن كُـلّ مكرُمـة لهـم أو مَوْلِـدِ
وأبنــا هُصـَيْصٍ واللَّـذان كلاهُمـا
فـي منتَهَى الشرفِ القديمِ المُتْلَدِ
وإذا انتميـتُ لعـامرٍ لـم أنتِحِلْ
وشــَرِكتُ فــي عِرْيِنَهــا والأسـْعُدِ
وإذا دَعَــوْتُ مُحَاربـاً أو حارثـاً
دَفَعــا بكُــلّ خميلــةٍ أو فَدْفَـدِ
فنزلــتُ مــن أحْمـائِهم بحفيظـةٍ
وقعـدتُ مـن أحسـابِهم فـي مَقْعَـدِ
وإذا تكـــونُ لمعشــرٍ أكرومِــةٌ
أضــربْ بسـَهْمِ قرابـةٍ لـم تبعُـدِ
فــأحوزُ حَــوْزَهُمُ بغيــر تنحُّــلٍ
وأكــونُ وَســْطَهُمُ وإن لـم أشـهَدِ
وعَلَتْ عُرُوق بنِي الزبير من الثَّرى
حـتى رجَعـن إلـى جِمَـامِ المَـوْرِدِ
فمــتى تقاســِمْنَا قريـشٌ مَجْـدها
نَهْتَــلْ ولاَ نكْتَـلْ بصـَاع المُبْـدِدِ
ومــتى نُهـبْ بكريمـةٍ مـن مَعْشـَرٍ
تُلْــقِ المَرَاســِي عنـدنَا وتُمَهَّـدِ
صـــَدُقاتُها أحســابُنا وفــوائدٌ
مــن طيـبِ مَكْسـَبَهٍ عطـاءَ الأوحـدِ
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، أبو عبد الله.علامة بالأنساب، غزير المعرفة بالتاريخ، كان أوجه قريش مروءة وعلماً وشرفاً، وكان ثقة في الحديث، شاعراً، ولد بالمدينة، وسكن بغداد، وتوفي بها.له كتاب (نسب قريش - ط)، و(النسب الكبير).