
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذرا السـعي فـي نيـل العلا والفضائل
مضــى مـن إليـه كـان شـد الرواحـل
فقــولا لســاري الـبرق إنـي معينـه
بنــار أســىً أو ســحب دمـعٍ هواطـل
وتمزيــق جلبــاب العــزاء لفقــده
بزفـــرة بـــاكٍ أو بحســرة ثاكــل
فـأعلن بـه للركـب واسـتوقف السـرى
لقصــاده مــن قبــل طــي المراحـل
وقـل غـاب بـدر التم عن أنجم الدجى
وأشـــرق منهــم بعــده كــل آفــل
ومـا كـان إلا البحـر غـار ومـن يرد
ســواحله لــم يلــق غيـر الجـداول
وهبكــم رويتــم علمــه مـن رواتـه
فليـــس عـــوالي صـــحبه بنــوازل
فقــد فــاتكم نـور الهـدى بوفـاته
ونــور التقـى منـه ونجـح الوسـائل
ومــا حـظ مـن قـد غـره نصـل صـارمٍ
رجــا نصــره مــن غمـده والحمـائل
ليبــك عليــه مــن رآه ومــن حـوى
هـــــداه بأيــــامٍ لــــديه قلائل
ويقـض أسـىً مـن فـاته الفضـل عاجلاً
برؤيتــه والفــوز فــي كــل عاجـل
أســـفت لإرجـــائي قـــدوم أعـــزةٍ
عليــه وتســويفٍ إلــى عــام قابـل
ولــو أنهــم فـازوا بـإدراك مثلـه
لأزروا علــى ســن الصــبا بالأمـائل
فيـــا لمصــائبٍ عــم ســنة أحمــدٍ
وأحـــرم منهـــا كــل راوٍ وناقــل
خلا الشـام مـن خيـرٍ خلـت كـل بلـدةٍ
بهــا مــن نظيــرٍ للإمــام مماثــل
وأصـبح بعـد الحـافظ العلـم شـاغراً
بلا حــافظٍ يهــذي بــه كــل باقــل
وكـم مـن نـبيهٍ ضـل مـذ مـات جـاهه
وقــدم لمــا أن مضــى كــل خامــل
خلــت ســنة المختـار مـن ذب ناصـرٍ
فأيســر مــا لاقتــه بدعــة جاهــل
نمـــى للإمـــام الشــافعي مقالــةً
فأصــبح يثنــي عنــه كــل مجــادل
وأيــــد قـــول الأشـــعري بســـنةٍ
فكـــانت عليــه مــن أدل الــدلائل
وكـم قـد أبـان الحـق فـي كـل محفلٍ
فــأورى بمـا يـروي ظمـاء المحافـل
وســد مــن التجســيم بــاب ضــلالةٍ
ورد مـــن التشــبيه شــبهة باطــل
وإن يــك قــد أودى فكـم مـن أسـنةٍ
مركبـــةٍ مــن قــوله فــي عوامــل
وإن مــال قـوم واسـتمالوا رعـاعهم
بإضـــلالهم عنـــه فلســـت بماثــل
أرى الأجــر فـي نـوحي عليـه ولا أرى
سـوى الإثـم في نوح البواكي الثواكل
وليــس الــذي يبكـي إمامـاً لـدينه
كبــاكٍ لــدنياه علــى فقــد راحـل
فيــا قلــب واصــله بــأعظم رحمـةٍ
ويــا عيــن فاســقيه بـأغزر وابـل
وحيــي ثــراه الــدهر أهنـى تحيـةٍ
مكـــررةٍ عنـــد الضــحى والأصــائل
أعنــي علــى نــوحي عليــه فــإنه
قريــب ثـواءٍ فـي الـثرى والجنـادل
ولــو لـم يكـن بالـدمع سـيل لحبـه
لضــن علــى لحــدٍ بــه كــل باخـل
مضـى مـن حـديث المصـطفى كان شاغلاً
لــه باجتهــادٍ فيـه عـن كـل شـاغل
لقـــد شــمل الإســلام فيــه رزيــة
وكــان لــه بالنصــح أفضــل شـامل
وفضـــل بيـــن الســالفين اطلاعــه
عليهــم فـذب النقـص عـن كـل فاضـل
وأصــبح فــي نقــد الرجـال مميـزاً
بغيــر نظيــرٍ فــي الـورى ومسـاجل
وأكمـــل تاريخـــاً لجلــق جامعــاً
لمــن جلهــا مــن كـل شـهمٍ وكامـل
فــأزرى بتاريـخ الخطيـب وقـد عـدا
بخطيتــه فــي الكتــب أخطـب قـائل
طوى الموت منه العلم والزهد والنهي
وكســب المعـالي واجتنـاب الـرذائل
وأفجـــع فيــه العــالمين بمقــدمٍ
صــبورٍ علــى حــرب الضــلال حلاحــل
وكــان غيــوراً ذب عــن ديـن أحمـدٍ
وأدفــع عنــه مــن شــجاعٍ مقاتــل
وأحــرم منــه الــدين أشـرف صـائنٍ
لــه ولــدفع الزيــغ أعظــم صـائل
ولــم أر نقــص الأرض يومـاً كنقصـها
بمـــوت إمـــامٍ عــالمٍ ذي فضــائل
أبــا القاســم الأيـام قسـمة حـاكمٍ
قضــى بالفنــا فينــا قضـية عـادل
بمـــاذا أعــزي المســلمين ولا أرى
عـزاءً سـوى مـن قـد مضـى مـن أفاضل
عليـك سـلام اللـه مـا انتفـع الورى
بعلمــك واســتعلى علــى المتطـاول
الحسين بن عبد الله بن رواحة، أبو علي، الأنصاري الحموي.شاعر، من الفقهاء، اشتهر في عصر السلطان صلاح الدين، وله فيه شعر، ولد ونشأ في حماة، وانتقل إلى دمشق، ورحل إلى مصر، ثم عاد إلى سورية، فشهد واقعة مرج عكا فقتل فيها شهيداً.