
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الصـبحُ أصـدَقُ شـيءٍ حيـنَ يبتسـِمُ
والصـدقُ أنجـحُ ما تأتي بهِ الكلِمُ
ومـا المُغالاةُ في الأمداحِ مِن شيمي
مَـن ينتَـقِ الشعرَ يدرِ ما يقول فمُ
إنّـــي أريــدُ كمــالاتٍ أنظّمُهــا
كالـدُرِ يـزدادُ حسـناً حيـنَ ينتظِمُ
هــوَ الأميـرُ أطـالَ اللّـه دولَتَـهُ
أحيـا الرسومَ التي أصابَها القِدَمُ
أضــحت بـدَولتِهِ الحضـراءُ باسـمَةً
فـي أرغـدِ العيـش لا ظلـمٌ ولا ظلَمُ
بــالأمنِ والعـدل والآثـارُ شـاهدَةٌ
مـا بالعيـانِ فليـسَ اليوم ينكَتِمُ
والجـامِعُ الأعظمُ المعمورُ يشهَدُ لي
على العلوم التي تسمو بها الهِمَمُ
والصــادِقِيّةُ أبـدَت مـن غراسـتها
نتــائج علمَتهـا العـربُ والعجَـمُ
وانظـر إلى تونسِ الخضرا وقصبتها
عـاد الشبابُ إليها وانتفى الهَرَمُ
أمّـا سياسـتهُ العُظمـى فقَـد بُنِيَت
علــى أســاسٍ قيـومٍ ليـس ينهَـدِمُ
وزيــرُهُ الأكـبرُ المـأمونُ جـانِبُهُ
يريــك منهـا أصـولاً ليـسَ تنخَـرِمُ
والفـرع يتبَـعُ الأصـل الـذي بُنِيَت
عليـهِ بيـن الورى الأحكامُ والحكَمُ
ذاك الـوزيرُ الـذي أضحى يمَهّدُها
تمهيـد عرّيفهـا الدرّاكَـةُ الفهِـمُ
النصــحُ والصـونُ والإصـلاحُ شـيمَتُهُ
لا يحسـنُ الشـخصُ حـتى تحسن الشيمُ
وهو الذي أنعمَ المولى المشيرُ بهِ
علـى العبـاد ودامَـت عندهُ النعَمُ
محمّـدُ الصادق الباشا المشيرُ ومَن
تـأتي بأمـداحهِ الركبـان تزدحِـمُ
أنــى يـؤَدّى لسـاني شـكر أنعمِـهِ
وهي التي قد حكاها القطرُ والديَمُ
يضـيق عـن عـدّها نظمُ القريض كما
قد ضاقَ عن حصرِها القرطاسُ والقلَمُ
أعــانهُ اللّـه والأقـدارُ تسـعِدُهُ
حــتى يـرى كـلّ ليـثٍ دونـهُ يجِـمُ
والنصــرُ رائدُهُ والعــزّ عاضــِدُهُ
والســعدُ سـاعدهُ والشـملُ ملـتئِمُ
والقصــرُ لا زالَ معمـوراً بطلعتِـهِ
مخلَـدَ الملـكِ موصـولاً بـهِ الرحِـمُ
اليـومَ قـامت تنـاغي كـلّ غانيَـةٍ
فريـدَةٍ قـد براهـا المفردُ العلَمُ
مـذ كان ممدوحُها من قد علمت وقد
أوفى بها المادحان الحمد والكرم
تشــدو بكــلّ لسـان وهـيَ قائلَـةٌ
الصــبحُ أصـدقُ شـيء حيـن يبتسـمُ
أبو العباس أحمد بن محمود بن عبد الكريم، ابن عصمان كريّم.شاعر أديب، شيخ مفتي، ولد بتونس من أصل تركي، تعلم بالكتاب ثم بجامع الزيتونة، أخذ عن محمد الطاهر بن عاشور وإسماعيل التميمي ومحمد معاوية ومحمد بن الخوجة. تخرج سنة 1265هـ، فتصدر للتدريس في الجامع الأعظم، ارتقى إلى الطبقة الأولى من المدرسين سنة 1267هـ.انتدبه المشير الثالث محمد الصادق باشا باي سنة 1277 هـ نائباً لرئيس مجلس الأحكام العرفية عند تأسيسه، ثم أصبح رئيساً لهذا المجلس سنة 1280هـ.تقلد خطة الإفتاء على المذهب الحنفي في السنة نفسها وارتقى إلى مشيخة الإسلام الحنفية سنة 1313هـ.توفي بسكتة قلبية سنة 1315هـ، ودفن بالزلاج.من أهم آثاره: (السحر الحلال) ديوان شعر، (حامي الحمى بشرح قصيدة كعب بن زهير بن أبي سلمى) شرح قصيدة بانت سعاد، و(تاريخ موجز لدولة الحفصيين ودولة الأتراك بتونس)، و(مجموع من الخطب المنبرية، وبعض التراجم للمفتي الحنفية).