
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تفرّغـتُ مـن شـغلِ العـداوة والظعنِ
وصــرتُ إلــى دار الإقامـةِ والأمـن
أمقتولـةَ الأجفـانِ مـن دمـعِ حزنِها
أفيقـي فـإنّي قـد أفقـتُ من الحزن
فللــهِ ســيرى يـوم ودّعـتُ صـحبتي
زماعـاً ولـم أقـرع علـى نـدمِ سنّي
رحلــتُ فكــم مــن جـؤذر وغَضـنفرٍ
يُـروّي الـثرى من فضلِ أدمعهِ الهتنِ
ومـا عـن قِلَـىّ فـارقت تربَة أرضكم
ولكننـي أشـفقتُ فيهـا مـن الـدَّفن
مــررتُ بشــوس والنجــومُ كأنهَّــا
توّقُـد مـن فكـري وتُسـرجُ مـن ذهني
وأســريتُ مــن بـدرِ الظلامِ بألبَـة
بصحبةِ مطفي الجمرِ أو مكفىءِ الظعن
لبسـنا بهـا ليلاً مـن الثلجِ أبيضاً
كسـته يُـد الصـَّنبَّر ثوباً من القطن
ورحنـا علـى الـبيرة فاسـتقلّ بـي
جنــاحُ عُقــابٍ لا يـروحُ إلـى وَكـن
ولمــا تنكّبنـا المنكـب لـم نجـد
لنـا مركبـاً أهـدى سبيلاً من السفن
ترامـت بنـا الأهـوالُ فـي كـل لجّةٍ
تخيّلُهـــا جــوّاً تجلَّــل بالــدَّجن
تـرى السَّفنَ فوق الموجِ فيها كأنَّها
تحـدَّرُ مـن رعـنٍ وتـوفي علـى رعـن
فبــوأتُ رحلــي ظِــلَّ أروعِ ماجــدٍ
يقُــول بلا خُلــفٍ ويُعطــي بلا مَــنّ
إمــام وصـيُّ المصـطفى وابـنُ عمّـه
أبـوه فتـم الفخـرُ بيـن أبٍ وابـن
محمد بن سليمان الرعيني القرطبي، أبو عبد الله، ابن الحناط الكفيف.طبيب شاعر ضرير، أندلسي. كان أبوه يبيع (الحنطة) فنسب إليها. شعره كثير مدون، ولد أعشى البصر، وكف بصره بعد أن تعلم. وكفاه بنو ذكوان (من أعيان قرطبة) مؤنته، فتفرغ للعلم. وغلب عليه المنطق، واتهم في دينه، أو فر من قرطبة. واستقر بالجزيرة الخضراء، عند أميرها محمد بن القاسم بن حمود. ومات بها. وكانت بينه وبين أبي عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد مناقضات، نظماً ونثراً.له رسالة سماها (وشي القلم وحلي الكرم) بعث بها إلى الحاجب المظفر أبي بكر بن الأفطس. وأورد ابن بسام جملة من نثره وشعره، وقال: تطبب عنده الأعيان والملوك. وأخباره كثيرة.قال عنه ابن حيان: (بقية الأدباء النحارير في الشعر)، وقال عنه الحميدي: (كان متقدماً في الآداب والبلاغة والشعر).